رئيس الجالية السودانية في اثيوبيا خالد كرم  :”القرار الإثيوبي إيجابي، وإنه يمنح السودانيين فرصة لتوفيق أوضاعهم في اثيوبيا !!

….ونناشد السلطات الاثيوبية بمراعاة ظروف الذين لم يتمكنوا من الخروج من البلاد

فهل نسمع باتفقا قريب بين الحكومة السودانية والدعم السريع لعودة السودانيين الاشقاء الي ديارهم والعيش في سلام ؟!

بعدما فتح السودان أذرعه لملايين اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل طيلة عقود ماضية، يجد السودانيون أنفسهم اليوم مضطرين للنزوح لدول الجوار مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

بعد نحو اكثر من عشرة شهور  من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم، لا توجد آمال كبيرة بتوقف القتال قريبا، لذلك تزداد حركة لجوء عكسي للسودانيين إلى دول الجوار على غرار اثيوبيا و تشاد وجنوب السودان ومصر وحتى ليبيا، وفق الأمم المتحدة.

و بدأت رحلة عوض ابراهيم الخطيرة في وقت لم تكن قد بدأت فيه عمليات الإجلاء الدولية، “اتخذت الطريق الأصعب، وهو الخروج إلى إثيوبيا حيث أنه كان الحل الوحيد مع عدم وجود طيران، ولأن مصر تحتاج تأشيرة للدخول لمن هم في فئتي العمرية”. 

يتابع عوض: “كانت الرحلة مليئة بالمتاعب بسبب شح الوقود والنقود، حيث كانت محطات البنزين مغلقة وكان علينا أن نبحث عمن يبيعون الوقود في السوق السوداء بأموال طائلة، وفي نفس الوقت لم يكن معنا أموال، فكنا نتواصل مع أصدقاء لنا يعرفون شخصا في كل منطقة من أجل أن يساعدنا للوصول إلى الحدود بسلام”. 

وصل عوض وأسرته إلى مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة “ثم بتنا هناك يوما ثم تحركنا إلى ولاية القضارف وبتنا فيها يوما آخر، ثم وصلنا إلى الحدود السودانية الإثيوبية، وحصلنا على التأشيرة على المعبر”. 

ويقول “في المعبر كان هناك سودانيون آخرون من ولاية القضارف يريدون أن يفروا إلى إثيوبيا خوفا من توسع رقعة المعارك، وألا تتوقف على الخرطوم وحدها”، مشيرا إلى أن رحلته التي تقطع عادة في أقل من يوم، قطعها في أربعة أيام. 

ومثل عوض ، أدت الحرب الحالية إلى فرار عشرات الآلاف من السودانيين إلى بلدان مجاورة مثل إثيوبيا، التي لا يزال مئات الآلاف من سكانها يعيشون في السودان هربا من الحروب هناك أيضا  وكانوا يرون ان السودان هو وطنهم الثاني  وبسبب الحرب اصبحت الهجرة عكسية  تقول الاثيوبية التي كانت تعيش في السودان وعادت الي اثيوبيا زنتيش ابراهام  من الخرطوم .

ما هي التحديات التي واجهتم في اثيوبية

أعلنت سفارة جمهورية السودان اديس ابابا، أن سلطات الهجرة والمواطنة الإثيوبية قد اتخذت قراراً بإعفاء السودانيين غير المقيمين من غرامات مخالفة الإقامة للفترة السابقة ومنح ثلاثة أشهر إقامة مجانية ابتداء من يوم ٢٠٢٤/٢/٢م باعتبارها فترة سماح يتم بعدها منح تأشيرة خروج مدتها عشرة أيام بقيمة مائة دولار.

وقالت إن هذا القرار يأتي تتويجاً لجهود البعثة للفترة الماضية مع الجهات الإثيوبية المختلفة والطلب منها ضرورة تذليل العقبات للوجود السوداني وتقديم معاملة تفضيلية لهم خاصة فيما يتعلق بالتأشيرات والإقامات.

واضافت “ظلت هذه القضية أيضاً محور اهتمام كافة المسئولين السودانيين الرسميين الذين زاروا إثيوبيا خلال الفترة الأخيرة، سواء كانوا يمثلون مجلس السيادة أو مبعوثين خاصين لفخامة رئيس مجلس السيادة”

ودعت السفارة مواطنيها الكرام الذين شملهم هذا القرار الإسراع في تسوية أوضاعهم بمقابلة سلطات الهجرة والمواطنة الإثيوبية، خاصة وأن الفترة الممنوحة لهذا الإجراء قصيرة جداً.

وفي هذا السياق، يقول ياسر الأمين، نائب الأمين العام للمكتب التنفيذي للجالية السودانية في إثيوبيا لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هنالك العديد من المشكلات التي تواجه السودانيين الفارين إلى إثيوبيا سواء تلك التي تتعلق بإجراءات الدخول وغيرها من المصاعب التي يواجهها القادمون الجدد والعالقون منذ وقوع القتال، والذين وجدوا صعوبة كبيرة في العودة إلى الخرطوم.

ويؤكد الأمين أن الجالية السودانية في إثيوبيا تعمل على مدار الساعة على المساعدة في حل المشكلات التي يواجهها الفارون إلى إثيوبيا وتسهيل معاملاتهم بالتعاون مع الجهات المختصة.

وعليه تدافع عدد كبير من السودانيين إلى مقر إدارة الهجرة الإثيوبية في أديس ابابا، منذ مطلع الأسبوع الجاري، بعد صدور قرار من السلطات، نهاية الأسبوع الماضي، بإعفاء السودانيين الذين فروا إلى اثيوبيا جراء الحرب من متأخرات وغرامات الإقامة خلال الأشهر السابقة، ومنحهم إقامة مجانية لمدة ثلاثة شهور لتوفيق أوضاعهم، على أن يغادروا بعد ذلك خلال عشرة أيام مع سداد 100 دولار كرسوم تأشيرة الخروج.

وقال مناضل الطيب المبارك السكرتير الثقافي للجالية السودانية في اثيوبيا لراديو- دبنقا- إن السلطات الإثيوبية أعطت الأولوية في الإجراءات خلال الأيام الماضية للذين يرغبون في مغادرة أراضيها مما سبب حالة من الارتباك وسط السودانيين بشأن تفسير القرار. وأشار إلى إرجاء إجراءات السودانيين الذين يفضلون البقاء خلال الفترة لنحو ثلاثة أسابيع.

ويقدر مناضل الطيب المبارك السكرتير الثقافي للجالية السودانية في اثيوبيا لراديو -دبنقا -عدد السودانيين الذين دخلوا إلى اثيوبيا بعد اندلاع الحرب ومازالوا فيها حتى الآن بنحو 60 ألف شخص، وإنهم كانوا يعانون جراء رسوم الفيزا الشهرية التي تبلغ 100 دولار لكل شخص.

تباين حول القرار

من جهته، وصف رئيس الجالية السودانية في اثيوبيا خالد كرم في حديث لراديو دبنقا القرار الإثيوبي بالإيجابي، وإنه يمنح السودانيين فرصة لتوفيق أوضاعهم، وأرجع عدم تجديد عدد كبير من السودانيين للفيزا الشهرية لانتهاء صلاحية جوازات سفرهم، مبيناً أن إدارة السجل المدني في السودان أرسلت وفداً إلى اثيوبيا وجددت جميع جوزات السفر.

وأوضح كرم إن القرار السابق كان ينص على مغادرة الأراضي الاثيوبية بعد ستة أشهر، ولكن القرار الجديد يتيح للذين مكثوا 6 أشهر البقاء لثلاثة شهور إضافية. وناشد السلطات الاثيوبية بمراعاة ظروف الذين لم يتمكنوا من الخروج من البلاد، وقال إن القرار يوفر فرصة إيجابية.

ولكن أحد السودانيين الذين عبروا الحدود إلى اثيوبيا بعد الحرب وصف في حديث لراديو دبنقا القرار بأنه غير إيجابي وسيئ ولم يراع ظروف السودانيين الذين فروا جراء الحرب إلى اثيوبيا. ويشير إلى أن وضع السودانيين سيكون مجهولاً بعد نهاية فترة السماح التي تبلغ مدة ثلاثة أشهر. وقال إن إجراءات سفر السودانيين الذين يرغبون في المغادرة إلى دولة أخرى ربما تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر.

خيارات صعبة

وحسب احصائيات المفوضية السامية لشئون اللاجئين الأممية فإن أكثر من 100 ألف شخص عبروا الحدود إلى إثيوبيا من السودان، منذ اندلاع الحرب من بينهم نحو من 47,000 لاجئ وطالب لجوء.

حرب 15 أبريل 2023، بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، أدت الى انزلاق السودان إلى أزمة إنسانية حادة، مما أجبر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان. إن رحلة اللاجئين السودانيين محفوفة بالتحديات والمخاطر، مما يسلط الضوء على الصراعات الهائلة التي يواجهونها وهم يشقون طريقهم عبر عدم اليقين، معتمدين فقط على المجازفة، ومسلحين بالأمل عبر دروب المخاطر بحثا عن الامان. الراكوبة المستشار اسماعيل هجانة

وشهدت إثيوبيا، المعروفة بتقاليدها الطويلة في استضافة اللاجئين  والتي لديها اعداد كبير من اللاجئين في السودان الشقيق ، زيادة في عدد الوافدين من السودان. وفي منطقة بني شنقول قموز، تواصل العائلات عبور الكرمك ونقاط الدخول الأخرى، حيث تشكل النساء والأطفال نسبة كبيرة من الوافدين الجدد. وقد أدى رفع الإغلاق المؤقت لنقطة القلابات الحدودية إلى عودة الحياة الطبيعية في المنطقة، إلا أن التدفق لا يزال يتطلب الموارد والاهتمام.

ومع سقوط الآلاف بين جريح وقتيل، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان وتجعل الكثيرين أمام خيارات صعبة إما المجازفة ومواجهة مصير ربما يكون أكثر سوءا مثل الذي واجهته عائلة عوض.

طلبات اللجوء

وبشأن أسباب عدم تقديم السودانيين طلبات اللجوء، قال مناضل لراديو دبنقا إن طلبات اللجوء لا يمكن تقديمها إلا في المعسكرات في المتمة وأصوصا مشيراً إلى تردي الأوضاع في معسكرات المتمة، وبينما يعد معسكر شركوالي في اصوصا أفضل قليلاً.

وأوضح أن معسكرات المتمة غير مهيئة لإقامة اللاجئين وهي تقع في منطقة تم تسويرها، وإن عدد كبير من السودانيين لم يحتملوا الوضع وغادروا إلى اديس أبابا.

وحسب تقارير مفوضية اللاجئين الأممية، تستضيف السلطات الإثيوبية اللاجئين السودانيين وطالبي اللجوء في معسكري كومر واولالا بإقليم الأمهرا بجانب مركز ثالث في إقليم بني شنقول.

وخلال الأيام الماضية، زار المفوض السامي للاجئين، معسكرات اللاجئين في منطقة بني شنقول-غوموز، حيث التقى ببعض من أكثر من 20,000 لاجئ وطالب لجوء يتم استضافتهم حالياً في مركز عبور الكرمك.

عدم السماح بالعمل

وبشأن عدم السماح للسودانيين بالعمل، يقول مناضل إن القانون الاثيوبي لا يسمح للقادمين بالفيزا السياحية بالعمل، كما لا يسمح للمقيمين بالعمل إلا في حالات معينة وهي القادمين بتأشيرة العمل والاستثمار، كما يسمح للمستثمرين السودانيين بتخصيص فرص عمل محدودة للعمال السودانيين، وأكد إن القانون لا يسمح حتى للسوداني المتزوج من اثيوبية بالعمل ويستثني السودانيين من أصول اثيوبية.

وبشأن سماح السودان للاثيوبيين بحرية التنقل والعمل، قال مناضل إن السلطات الإثيوبية ترى بأن هذا قانون اثيوبي لا يمكن تجاوزه، ومن حق السودان اتخاذ ما يريد من قرارات وقوانين، وأشار إلى ضعف فرص العمل في اثيوبيا . بحسب اخبار السودان

واخيرا وبعد ان توسعت المعارك لتشمل المناطق الحدودية فبداء اللاجئين الإثيوبيين للعودة إلى مناطقهم في تجراي، وهو ما بدأ يحدث فعلا عقب توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الفيدرالية الاثيوبية ، وجبهة تحرير شعب تجراي فهل نسمع باتفقا قريب بين الحكومة السودانية والدعم السريع لعودة السودانيين الاشقاء الي ديارهم والعيش في سلام ؟!  .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *