احتفل المسلمون في جميع أنحاء البلاد بعيد الفطر ال 1445 بشكل بهيج وهو نهاية موسم الصيام السنوي خلال شهر رمضان المبارك.
وبينما أمضى المسلمون الشهر الكريم بالصلاة والصيام فإن السعادة والبركات هي القيم المشتركة لجميع الإثيوبيين الذين اعتبروا التسامح ثقافة قديمة لهم.
ويحتفل الإثيوبيون بهذا اليوم منذ قرون منذ مجيء الإسلام إلى البلاد.
ولزمن طويل احتفل المسلمون بالعيد بالسلام والمحبة والاحترام للأصدقاء والجيران وفقًا لما يأمر به الدين. شهر رمضان هو الموسم الذي ينتظره المسلمون بفارغ الصبر في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من أن الشهر هو وقت الصيام والصلاة بالنسبة للمسلمين، إلا أنه يقرب الناس من الديانات الأخرى.
و في إثيوبيا على وجه الخصوص، كانت هناك ثقافة متأصلة منذ فترة طويلة بين أتباع الديانات المختلفة لتبادل التعاون خلال مثل هذه الاحتفالات الرسمية.
إن التزام إثيوبيا بالحرية الدينية منصوص عليه في دستورها، الذي يضمن الحق في ممارسة أي دين ويحظر التمييز على أساس المعتقدات الدينية.
وقد ساعد هذا الإطار القانوني، إلى جانب تقاليد الحكم العلماني، في حماية الحريات الدينية.
ومع تقدم إثيوبيا في رحلتها نحو الرخاء، يصبح الحفاظ على تقاليدها الطويلة الأمد المتمثلة في التعايش الديني أمرًا بالغ الأهمية.
إن التمسك بمبادئ مثل التسامح والاحترام المتبادل والحوار المفتوح من شأنه أن يسمح للإثيوبيين باحتضان تنوعهم الديني باعتباره حجر الزاوية للقوة والوحدة.
ومن خلال القيام بذلك، يمكنهم إلهام الأمل في التعايش السلمي في عالم كثيرا ما تشوبه الانقسامات الدينية.
علاوة على ذلك، يلعب التعليم دوراً حاسماً في تعزيز التسامح الديني ومعالجة التحيز.
إن تنفيذ المناهج الدراسية التي تسلط الضوء على أهمية التنوع والتعاطف وتقدير المعتقدات الدينية المختلفة يمكن أن تغرس هذه القيم في الشباب.
يجب أن تكون المؤسسات التعليمية بمثابة بيئات حيث تتاح للطلاب من خلفيات متنوعة الفرصة للتعرف على ثقافات وتقاليد بعضهم البعض واحترامها.
ومن قبيل الصدفة هذا العام، بدأ موسما صيام رمضان للمسلمين والصوم الكبير للمسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين في نفس اليوم.
وحتى على مدار العام، يدعم أتباع الديانتين الرئيسيتين في البلاد بعضهم البعض خلال الاحتفالات بأعيادهم.
على سبيل المثال، في عيد الفطر، يتجمع الشباب المسيحي ومختلف أفراد الأحياء لتنظيف الطريق والأماكن العامة المخصصة للاحتفال بعيد الفطر من قبل عدد كبير من المسلمين الذين يتجمعون من مختلف أنحاء البلاد.
كما يبادل المسلمون أعمال المسيحيين وغيرهم من الإخوة في الأعياد الأخرى. على سبيل المثال، يحتفل المسيحيون في إثيوبيا بعيد الغطاس، بشكل فريد في شهر يناير.
و يخرجون إلى الشوارع بشكل جماعي لمرافقة تابوت كل كنيسة إلى الأماكن التي يبقون فيها طوال الليل. وفي مثل هذه المناسبة يساعد المسلمون في تنظيف الطرق التي يمر بها التابوت.
وبذلك يتشارك المسلمون والمسيحيون في الاحتفال وبركات صلواتهم. و يعد هذا التسامح والتعاون من بين التقاليد القديمة للبلاد والتي يجب الاعتراف بها على أنها عجائب ثقافية للبلاد.
ومع مرور البلاد بالعديد من التقلبات والمنعطفات على مر القرون، كانت هذه الثقافة الغنية بالتسامح والوحدة هي العوامل التي أبقت سكان البلاد المتنوعين أقرب ومتحدين معًا.
وقد ساهمت هذه القيم والضوابط الروحية ليس فقط في التسامح بين أتباع الديانات ولكن أيضًا في معالجة النتائج الضارة للأزمات السياسية والاقتصادية.
واستجابةً لطوائفهم الدينية، ساهم الناس في دعم ضحايا الصراع والجفاف وغيرها من الكوارث المفاجئة التي تركت الناس عاجزين.
لقد حان الوقت للحكومة والزعماء الدينيين والعلماء، من بين آخرين، للعمل معًا للحفاظ على هذه الأصول الثقافية الجديرة بالاهتمام للشعب لمواصلة تعزيز الأجندة الوطنية الحيوية مثل السلام والتوافق الوطني والتنمية الاقتصادية.
