المستقبل الواعد للعلاقات الاثيوبية الروسية

السفير الروسي لدى إثيوبيا : علاقاتنا تتسم بالثقة والاحترام والتضامن والصداقة المتبادلة

سمراي كحساي

تتمتع إثيوبيا وروسيا بعلاقات دبلوماسية طويلة الأمد تتجاوز قرنًا كما يعتبر دعم روسيا لإثيوبيا خلال معركة عدوا دعما لا ينسى .

وينمو التعاون بين البلدين منذ ذلك الحين وعلى سبيل المثال خلال قمة إفريقيا وروسيا ، اتفقت إثيوبيا وروسيا على زيادة تطوير تعاونهما في قطاعات التعليم والزراعة والتعدين.

وسيفتح التحرير الاقتصادي في إثيوبيا بالتأكيد فرصًا جديدة للمستثمرين الروس وسيشكل هذا أيضًا تحولًا جديدًا من المساعدات الحكومية إلى مبادرة القطاع الخاص من خلال إشراك المستثمرين الروس.

وفي هذا الاطار قال السفير الروسي لدى إثيوبيا إيفجني تركين في مقابلة مع مؤسسة امهرا للاعلام ان العلاقات الروسية الإثيوبية تعتبر مثالاً فريدًا للعلاقات بين الدول، والتي اتسمت دائمًا بالثقة والاحترام والتضامن والصداقة المتبادلة.

واضاف إن العلاقات الأخوية القائمة بين بلداننا وشعوبنا تشكل ثروتنا المشتركة، وموردنا الثمين للغاية.

واشار الي ان هذا العام يعتبر معلما هاما في تاريخ تعاوننا الذي يصادف الذكرى الـ 125 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين .

وقال انه في فبراير 1898، قدم المبعوث الروسي بيوتر فلاسوف، الذي وصل إلى أديس أبابا على رأس بعثة تمثيلية، أوراق اعتماده إلى الإمبراطور منليك الثاني.

واضاف ان هناك العديد من الصفحات المجيدة المشتركة في الذاكرة التاريخية لشعوبنا حيث هبت لمساعدة بعضها البعض خلال فترات صعبة مختلفة.

واشار الي ان روسيا سارعت لمساعدة الإمبراطورية الحبشية في وقت مبكر من عام 1895 أثناء العدوان الإيطالي وتم إرسال ثلاثين ألف بندقية و5000 سيف لمساعدة الجيش الإثيوبي، كما وصلت بعثة من الصليب الأحمر الروسي إلى البلاد لتقديم الدعم الطبي للجرحى
وقال انه خلال معركة عدوة الشهيرة، كانت مجموعة من المتطوعين الروس تحت قيادة نيكولاي ليونتييف في جيش الإمبراطور منليك الثاني.

واضاف أنه خلال حرب أوجادين في 1977-1978، دعمت موسكو إثيوبيا مرة أخرى بالأسلحة والمستشارين العسكريين.

وقال :”لم يقتصر التفاعل بين البلدين في ذلك الوقت، وخاصة بعد ذلك، على المساعدات العسكرية، بل شمل أيضًا تعاونًا واسع النطاق في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة وكذلك في التعليم والثقافة. خذ على سبيل المثال كلية بحر دار للفنون التطبيقية، التي أصبحت الآن جامعة، والتي تم بناؤها كهدية من الشعب السوفييتي لشعب إثيوبيا، والتي احتفلنا بالذكرى الستين لها معًا هذا العام، كما هناك ايضا أهم محطات الطاقة الكهرومائية الإثيوبية. محطات – “ملكا واكينا”. 
واشار الي ان هناك أكثر من 20 ألف طالب إثيوبي تلقوا التعليم العالي والمتخصص في روسيا كما يعمل مستشفى ديجازماتش بالتشا التابع للصليب الأحمر الروسي في إثيوبيا منذ 75 عامًا وقد أنقذ أطباؤه وعالجوا مئات الآلاف من الإثيوبيين خلال الفترة الماضية.
واضاف ان  هذا التاريخ المشترك قد أرسى أساسًا متينًا جدًا لتعاوننا القائم على الاحترام غير المشروط والدعم ومراعاة المصالح الوطنية لبعضنا البعض.

وقال إننا نقدر عالياً الطبيعة القائمة على الثقة التي تحققت لحوارنا السياسي الثنائي على أعلى المستويات، والتي كانت مؤشراً واضحاً عليها زيارة رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد لبلادنا في 26 يوليو، ومشاركة الجانب الإثيوبي في القمة الروسية الإفريقية الثانية والمنتدى الاقتصادي والإنساني في سان بطرسبرغ.
وقال نحن نعلق أهمية كبيرة على التوقيع على هامش أحداث سان بطرسبرج على مجموعة كاملة من الاتفاقيات الثنائية  حول أمن المعلومات، والخدمات الجوية، وإنشاء وتشغيل مركز البحوث البيولوجية الروسي الإثيوبي المشترك و للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ونحن مقتنعون بأن هذا أساس جيد لتحسين الإطار القانوني الكامل لعلاقاتنا الثنائية.

واشار الي ان القرار البالغ الأهمية بشأن انضمام إثيوبيا إلى دول البريكس يفتح آفاقا أوسع لتعميق تفاعلنا. نحن نشارك تمامًا وجهة نظر رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد بأن الانضمام إلى البريكس يعد “لحظة عظيمة” لإثيوبيا.

وقال :”أنا متأكد من أن مشاركة بلادكم في مجموعة البريكس ستوفر فرصًا جديدة للنمو الشامل لإثيوبيا وستقدم مساهمة كبيرة في تطوير هذه الرابطة، التي تكتسب نفوذًا في العالم، بشكل أساسي لصالح الجنوب العالمي.

وأكد أن بلاده ستواصل تعزيز دعمها لإثيوبيا في المحافل الإقليمية والدولية.

وقال إن روسيا تعتقد بأن هناك مجموعة واسعة من مجالات التنمية المحتملة، التي تتطلع إلى زيادة التعاون التجاري والاقتصادي مع إثيوبيا.

وذكر السفير بأن كلا البلدين يتمتعان بالمنفعة المتبادلة في مجالات مختلفة من الشراكة والتعاون طويلي الأمد، إلا أن النتائج التي تحققت حتى الآن على المسار الاقتصادي لا تتوافق مع المستوى العالي للتفاعل السياسي.

وفي سياق اخر انعقد منتدى الأعمال الإثيوبي الروسي يوم الاثنين الماضي في موسكو بالتعاون بين اتحادات التجارة والقطاع الإثيوبية، وغرفة التجارة والصناعة الروسية، ولجنة تنسيق التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية (أفروكوم)، والسفارة الإثيوبية في روسيا.

وحضر المنتدى مفوضة هيئة الاستثمار الإثيوبية، ورئيس اتحادات التجارة والقطاعات الإثيوبية، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة الخارجية، وشارك فيها أكثر من 100 شركة روسية و30 شركة محلية تعمل في مجالات التركيز الرئيسية في البلاد.

وفي إطار المنتدى، تم تقديم عروض تقديمية لتعزيز الفرص في مجالات الاستثمار والتجارة والسياحة في إثيوبيا، وتبع ذلك مناقشات فاعلة بين الشركات وبين الشركات والحكومة.

وفي الوقت الذي ينمو فيه دور إثيوبيا في القارة ، تظهر العلاقة والتعاون بين البلدين نموًا وتحسنًا على النحو الواجب ونتيجة لذلك ، تعمل إثيوبيا وروسيا الآن معًا على الاضطلاع بمسؤولياتهما الدولية ذات الاهتمام المشترك.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *