تنوعنا جمالنا !!

نعم الاعياد رسالة محبة وتسامح !!

احتفلت اثيوبيا يوم الاربعاء بعيد الدامرا وبالمولد النبوي الشريف معا  ، يوم 11 ربيع الأول الموافق 27 من شهر سبتمبر في مسجد “أنوار العتيق”، بمهرجان الصليب” دامرا،”  في ميدان الصليب  بمحبة وتسامح  يعكسا التعايش السلمي في البلاد التي تعتبر تجمع أدياناً مختلفة، الاسلام والمسيحية واليهودية وغيرهم تبايناً واضحاً، فلكل طائفة وجنسية حياتها وثقافتها المرتبطة بمناسبات دينية أو حضارية تتعدد في مواقيتها وأحلام أهلها محفوف بالأمل..

وبهذه المناسبة حث الدكتور ابي أحمد رئيس الوزراء في رسالته على مواقع التواصل الإجتماعي، المسلمين على التواضع والتسامح، والتعاطف والاهتمام بالآخرين، والعفو عن المظالم، عند الإحتفال بذكرى ولادة النبي محمد (صلي الله عليه وسلم.

وأِشار إلى انه لا يجب على الإثيوبيين فقدان الأمل، بسبب بعض المشاكل الحاصلة في بعض المناطق، وقال ” ثمة نور بعد كل ظلام، بعد كل جبل هناك طريق، وهناك طرق لعبور الأنهار، بالتواضع، سوف نرى النور.. وبالتعاطف والاهتمام بالآخرين، نجد الطريق.. وبالعفو والصفح، سنعبر.

يفرح الناس عادة بينما يتطلعون إلى المستقبل، ولكن على رغم هذا ونتيجة لتعدد الأعياد بتعدد الثقافات والأديان في البلاد، الا ان القاسم المشترك بينهما هو السلام والمحبة والتعايش السلمي الذي تتميز به اثيوبيا دون غيرها .

الاعياد في اثيوبية  مناسبة تجمع بين القومية والوطنية والدينية ، فما إن يقترب أوانها حتى يحدث تغيير واضح لحركة الناس ونشاطهم استعداداً لاستقبال العيد، وتسود حركة نشطة في الشوارع، وحيوية في الأسواق والمراكز التجارية، ويجوب رعاة الخراف الساحات لجذب المشترين من الأثرياء والمقتدرين، وتمتلئ الشاحنات بأقفاص الدجاج لزبائن آخرين يتشاركون المناسبة كغيرهم، وتتزين الحياة بأزهار “انقطاطاش” الصفراء خاصة في عيد راس السنة الاثيوبية الذي احتفلت به البلاد قبل اسبوعين .

وتأخذ مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في إثيوبيا، شكل المهرجانات والاحتفالات الكبرى، حيث احتشد المسلمون الإثيوبيون في المساجد للمشاركة في هذا اليوم، وهم يكبرون ويهللون، معبرين عن فرحتهم بميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ولكل منطقة في أثيوبيا عاداتها وتقاليدها في الاحتفاء بالمولد، من إحياء الليالي بالأناشيد والمدائح وتلاوة القرآن الكريم. ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في الدولة. و  لإحتفال بمولد النبوي  الشريف  في أثيوبيا قديمة  وعلاقة قوية وهذا سوا كان سكان الحبشة 14%في المدن  و86%في الأرياف أمة مسلمة والذين قاموا بتعريف  سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم  هم من علماء الحبشة في الأرياف  ولذا يحتفلون  بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  في كل سنة وفي كل قرية  يتم الإحتفال  ولكن  حين جاء الشيخ محمد شافي  ” النوغسي ” بدأ جمع الأطراف  المختلفة للإحتفال بالمولد النبوي الشريف واتسعت تلك الفكرة إلى مركز” دانا ” في منطقة  وللو وجيتا  بعد ولديا وقطري  للإحتفال  بالمولد في كل  سنة .حسب البروفسور ادم كامل

وهذا الإحتفال يلعب دورا كبيرا في خلق فرص تعزيز السلام والإستقرار والتعايش السلمي وأيضا  خلق فرص للعلماء  في تعليم الشريعة الإسلامية ، سوا كانت من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من الدعوة  والإرشاد  وغيرها  في مجال  تعزيز السلام والإستقرار على مستوى البلاد . 

نعم  الإحتفال كل عام خلق فرص التعاون والتحابب والتلاحم والتعايش السلمي .وتعيش الأمة مع بعض وعلي سبيل المثال لا الحصر في إقليم عفر شمال أثيوبيا عندما تكون هناك اصطدامات  حول المزارع دائما  مع الحدود المتاخمة  مع إقليم آخر في الشمال يتركون الخلافات فيما بينهما عند الإحتفال  بالمولد النبوي الشريف بل يقوموا  العفريين بذبح الجمال ويأكلون مع بعضهما البعض ويتشاركون فيما بينهم ، ومن هنا  تتم المصالحة الوطنية وهذا الإحتفال يلعب دورا كبيرا في خلق فرص تعزيز السلام والإستقرار والتعايش السلمي وهذا يعني تنوعنا هو جمالنا !!

وبحسب النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الإثيوبية الشيخ عبد الكريم شيخ بدرالدين، فإن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لعام 1498 ينبغي على المسلمين أن يحتفلوا بالمولد من خلال التضامن ومساعدة بعضهم البعض في مسجد أنوار تحت شعار “نبي المغفرة”. واضاف فيجب علينا أن نحتفل به بالرحمة والاحترام وأن نساعد بعضنا البعض كما أخبرنا نبينا.

واشار الي انه في تعاليم الدين الإسلامي، علم النبي محمد أن جميع البشر متساوون بغض النظر عن العرق والدين.وذكر أنه ينبغي علي المسلمين الدعاء من أجل السلام والأمان في البلاد من خلال أداء مختلف العبادات الشخصية والجماعية بمناسبة العيد.

وكذلك احتفل اتباع الكنيسة الأرثوذكسية  بعيد دامرا يوم الثلاثاء وعيد الصليب يوم الخميس معا ، عيد الصليب، والمعروف محليا بـعيد “مَــسْقَـــلْ” في ميدان الصليب وسط العاصمة أديس ابابا ؛ من خلال مهرجان كبير يقام بحضور حاشد على الصعيدين الشعبي والرسمي؛ تحتفل أثيوبيا ب “مسقل” أو عيد الصليب كل عام بصورة فريدة ومختلفة ، وتؤكد بهذا الإحتفال وحدة شعوبها، وإيمانها بغدها المشرق وموقفها الدائم من السلام.

و تم تسجيل هذا الإحتفال لدى منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والفنون) منذ عام 2013، كأحد التراث العالمي غير مادي، وحسب موقع اليونسكو فإن تعريف التراث غير مادي يشمل التقاليد أو التعبيرات الحية الموروثة من أسلافنا والتي انتقلت إلى أحفادنا ، مثل التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والأحداث الاحتفالية والمعرفة والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون أو المعرفة والمهارات اللازمة لإنتاج التقليدية الحرف.

لا يقتصر الإحتفال بعيد مسقل فى” ساحة مسقل” فقط بل يشمل كافة مناطق اثيوبيا، حيث يتجمع المواطنون للإحتفال من خلال إيقاد “شعلة مسقل” ويتضمن الاحتفال الذي ، إيقاد شعلة كبيرة يطلق عليها “دامرا” وسط حشود كبيرة من المسيحيين، خاصة أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، بحثا منهم عن إشباع روحي وسياحة نفسية من خلال سماع الترانيم والتراتيل الدينية.الخاصة بهم والتجمع للتسامر وإنشاد ترانيم الكنيسة وأكل ماطاب ولذ من الأطعمة التقليدية الأثيوبية.

واخيرا إن إثيوبيا بلد لها تاريخ مجيد، ولكن لم يتم ترويجها للعالم بالصورة المطلوبة ولذلك، يجب  الترويج للاعياد الاثيوبية المختلفة مسقل او عيد الصليب والمولد النبوي الشريف واريشا الذي سيحتفل به الاسبوع القادم كتراث ثقافي عالمي وجاذب للسياح. ويمكن أن يُظهر بأن إثيوبيا تستحق الزيارة كبلد يتمتع بالتراث السياحي الملموس وغير الملموس. كما أن علي مفوضية السياحة ان تعمل على تعزيز قطاع السياحة اكثر فاكثر  .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *