رئيس حزب الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة السودانية في حوار خاص

**الشعب السوداني تضرر من الحرب المدبرة سلفا

**اثيوبيا جارة كبيرة  ودورها في سلام السودان مهم بحكم تجاربها

***ونطالب بدور اثيوبي  لحل الازمة الحالية في السودان

**نشيد بدور السلطات هنا في تسهيل إجلاء العالقين السودانيين عبر معبر القلابات المتمة الحدودي

***كل المبادرات مقدرة ومثمنة عندنا لكن تبقي الآمال معقودة في حل سوداني سوداني ينهي الازمة

الاستاذ الامين داؤد  سياسي سوداني متمرس عرفته العديد من وسائل الاعلام المحلية والاجنبية ، شغل العديد من المناصب خلال حقب سياسية مختلفة  ظل ينادي   بحقوق الغلابة في السودان، يعتبر من الذين لا زالوا يناضلون سياسيا لاقرار العدالة والحرية للشعب السوداني بكافة شرائحه ، بحسب مراقبين للشان السوداني يعد الرجل  من السياسيين القلائل الداعمين لاقرار قيم السلام والوحدة وتعزيز  سياسات ادارة البلاد بشكل أفضل والاستفادة من الثروات الطبيعية في  مجالات التنمية وهو ايضا من الداعيين بقوة الي اهمية احترام التنوع الثقافي والاجتماعي المتفرد .. في هذا الحوار تحدث الاستاذ الامين داؤد  عن الكثير من المحاور والموضوعات المهمة في الشان السوداني علي راسها المواجهات المسلحة والعلاقات بين بلده واثيوبيا ومبادرات السلام المختلفة وذلك خلال زيارته الي اديس ابابا

 حاوره / حالي يحيي

١/ كيف تصفون العلاقات الاثيوبية السودانية في ظل المتغيرات السياسية في البلدين ؟

بالرغم من ما تعتريه احيانا العلاقات السياسة من تجاذبات الا ان الواقع التاريخي والجغرافي بين السودان واثيوبيا يؤكد علي ان الشعبين تربطهما علاقات ازلية ضاربة الجذور , ونصفها بالعلاقات المتميزة بحكم المصير والوجدان الواحد ، لكن يجب ان نحافظ علي هذه العلاقات بشكل افضل عبر تأطير وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني عبر كافة قطاعاته ومن هنا اوجه دعوتي لكافة القطاعات المدنية في دفع العلاقات التي تحقق رغبات الشعبين الشقيقين في كافة المجالاادت الحيوية.

٢/ كيف تصف الاحداث الاخيرة في السودان؟

ما حدث في السودان مفجع ومقلق جدا والمواجهات العسكرية اضرت باستقرار البلاد، والمختلف هنا في هذه الحرب انها حدثت داخل العاصمة الخرطوم وبشكل مدبر ومرتب ، ونحن نترقب ما بعد هذه الحرب واعتقد ان الشعب السوداني ما زال صامدا وصابرا في كل المحن السياسية التي شهدها السودان ، ووصفنا لما يدور من حرب انها بشعة غير اخلاقية استهدفت المواطنين في مأواهم ودمرت المرافق الحيوية المدارس المستشفيات وتم نهب البنوك ما يعكس تماما ان هذه الحرب كان مخططا لها تماما وبشكل كبير ، لكن تبقي الامال في صمود الشعب السوداني ووعي شبابه الذي سيخرج السودان قريبا الي وضع افضل باذن الله…

٣/ كيف تقيم عددا من المبادرات الاقليمية والدولية قدمت في سبيل البحث عن مخرج للازمة السودانية …؟

نثمن كل المبادرات والمحاولات الجادة منها الاقليمية والدولية في هذا الشان وخاصة مبادرات دول الجوار والاتحاد الافريقي والايقاد ونتابع الدور السعودي الامريكي الذي رعي اول لقاء بين ممثلي طرفي النزاع وهذا ايضا نقدره ونثمنه خاصة الاشقاء في المملكة العربية السعودية ويؤمل منها التوصل الي هدنة لفتح ممرات انسانية… والحرب ليس لها كاسب والخاسر الوحيد هو الشعب السوداني.

٤/ برائك الا تدعمون المبادرة الافريقية كونها الاكثر. فاعلية وموثوق في نزاهتها..؟

من خلال تجارب دول افريقية  ومن منطلق قرأتنا للواقع للمحيط الافريقي ما توصلنا اليه وفقا لهذه الظروف هو ان التدخلات الاقليمية والدولية ربما اضرت بالمسار السياسي في السودان، لكننا نقف مع مبادرات افريقية اثيوبية لانها في محل ثقة كبيرة  بحكم التجارب المختلفة ولاثيوبيا تجربة عميقة في اقرار السلام بعد الحرب في اقليم تجراي ، ومن هنا ننتهز هذه الفرصة لايصال صوت شكر وتقدير لشعب وحكومة اثيوبيا ورئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد لجهوده المقدرة في ارساء دعائم السلام ونطالب بدور اثيوبي  لحل الازمة الحالية في السودان، ولا بد الاستفادة من تجارب اثيوبيا في امكانية صنع السلام بارادة وعزيمة شعب اقر السلام والامن والوئام ونبذ الحرب المدمرة ويعمل من اجل تحقيق النهضة والاستقرار والتنمية. ومن اديس ابابا نؤكد ان الافارقة مؤهلون بحكم تجاربهم الثرة في احداث خرق ووقف الحرب في السودان وبحكم الجوار الجغرافي يؤتمن الجار القريب في لعب دور محوري لتحقيق للسلام في السودان.

٥/ ماذا عن مستقبل علاقات الشعوب الاثيوبية السودانية علي الحدود المشتركة ..؟

كما اسلفت نحن نحتكم في علاقتنا للتاريخ المشترك والمشاركات الانسانية الاخري والترابط الوجداني والمصير الواحد ، تربطنا ايضا حدود طويلة يمكن ان تعمل علي تعزيز الاخوة والاحترام المتبادل بشكل اكبر والاستفادة من الثروات الطبيعية حبانا الله ، وبحكم الجوار علينا ان نعزز الترابط بين مجتمعاتنا في المناطق الحدودية وحل ما يطرأ من اشكالات عبر قنوات سلمية والحفاظ علي امن وسلامة المواطنين في كلا البلدين.

٦/ كيف تصف دور اثيوبيا في تفاعلها مع الوضع الانساني علي الحدود المشتركة ؟

نثمن ونقدر دور المؤسسات الاثيوبية في تعاطيها مع الازمة الانسانية خلال تدفق السودانيين مؤخرا عبر معبر القلابات المتمة الحدودي والمدهش حقا وللامانه الحرص علي سلامة وصول كافة العابرين عبر تأمين الافواج من المتمة حتي مدينة غندر، الدور الاثيوبي كان جبارا ومقدرا حتي لدي كافة السودانيين الذين التقيت بهم ، كما لا بد لنا ايضا من تقديم الشكر والتقدير للسلطات في إقليم امهرا لمختلف الادوار في تسهيل كافة الاجراءات خلال استقبال اشقائهم من السودان .

 واننوه هنا لا بد من تفعيل لدور منظمات المجتمع المدني في تعزيز الاستقرار بين الولايات السودانية والاقاليم الاثيوبية وتبادل الزيارات ورفع مستوي الوعي لدي الشعبين لاهمية التعاون المشترك وتبادل المنافع ، ونحن نري ان العلاقات الشعبية الشعبية ذات اهمية كبيرة في الحفاظ علي مسارها الصحيح ودور الحكومات ياتي لاحقا في تأطيرها وتقنينها بشكل اكثر فاعلية ونري ان دور الحكومات مكمل لدور الشعوب والمنظمات المدنية في بناء العلاقات والتعاون المشترك.

٧/ هل تتاثر دول الجوار بمالات الوضع الامني في السودان..؟

بلا شك ان دول الجوار تتاثر وتؤثر سلبا وايجابا خاصة فيما يحدث في السودان له ابعاد اقليمية وبشكل اكبر في النزوح وتفاقم الوضع الانساني بشكل كارثي. ونامل ان لا تتطور الامور بشكل اكبر مما هو عليه الان خاصة وان كل شى تم تدميره في السودان ومن هذه الحرب يجب التفكير في تغيير نظام الحكم بحيث يصبح نظاما فيدراليا يقلل من دور المركز وتعزيز دور الولايات في احداث التنمية المتوازنة والعادلة

٨/ ربما هذه ليست المرة الاولي لك في اديس ابابا هل تعتبر انك غريب في اثيوبيا .؟

لا بالعكس نحن شعوب القرن الافريقي متشابهون في سحناتنا وثقافاتنا ومكوناتنا الاجتماعية ، لم احس يوما انني في اثيوبيا غريبا وكلما التقيت بابناء الجالية السودانية يراودني احساس بانني في السودان ، زرت اثيوبيا كثيرا وتعامل الشعب الاثيوبي واحترامه للاخر يجعلك مقدرا كما لو انك واحدا منهم وهذا مبعث الاعتزاز بقيم هذا الشعب المحترم…

٩/ ما هي الرسالة التي تودون توجيهها ..؟

ندعو وقف الحرب في السودان وهي حرب عبثية مدمرة مخطط لها بشكل واضح ، ووقعت ايضا بسبب التشاكس السياسي بين مجموعات سياسية الحرب لها اثار سالبة علي المنطقة والاقليم والمجتمع الدولي ، ودعوتنا لوقف الحرب من اجل حقن الدماء واعادة العملية السياسية السودانية الخالصة ووضع حد للمآلات السالبة والمحدقة باستقرار السودان. كما ندعو الي نبذ التدخلات الاجنبية في الشان السوداني ، وعلي السودانيين ان يقبلوا بعضهم البعض واحترام الراي والراي الاخر

 واكرر مرة اخري ان اثار الحرب في السودان كارثيه ويمكن القول ان الدولة السودانية أصلت جميع الاخفاقات داخل العاصمة

ونختم ايضا بان اثيوبيا تفتخر بتاريخها وحضارتها يجب ان تكون أنموذجا يحتذي به في دول القارة في قيم السلام والاستقرار

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *