جولة داخل متحف الحزب الشيوعي الصيني

 

سمراي كحساي

بكين (العلم ) حظي صحفيون أفارقة من الدول الناطقة بالإنجليزية، لدي وجودهم في  الصين بزيارة نظمها معهد الدراسات الدولية والتدريب المتقدم التابع لمجموعة الاتصالات الدولية الصينية (CICG)، بفرصة استكشاف عمق التاريخ والثقافة الصينية اثناء زيارتهم متحف حزب الصين الشيوعي .

و على مساحة شاسعة في حي تشاويانغ بقلب بكين، يقف متحف حزب الصين الشيوعي ليتحدث عن تاريخ من النضال والكفاح المتواصل لتصبح الصين معجزة اقتصادية وتصنف ثاني أكبر قوة اقتصادية بعد الولايات المتحدة بعدما كانت تصنف من الدول النامية.

مقتنيات تروي قصة نجاح:

يتكون المتحف من أقسام رئيسية عدة، ويتكون المتحف من أربعة أقسام، يتم من خلاله عرض أكثر من 2600 صورة، و4548 قطعة أو مجموعة من الآثار الثقافية المعروضة، بما في ذلك 420 قطعة أثرية أصلية، منها دفتر ملاحظات كارل ماركس في بروكسل، ومعطف ماو تسي تونج وقبعته التي ارتداها عند إعلان جمهورية الصين الشعبية، وأول علم أحمر من فئة الخمس نجوم للصين تم رفعه بالضغط على الزر، ومسودة ماو تسي تونج ونقش تشو إن لاي بخط اليد على النصب التذكاري لأبطال الشعب، والسيرة الذاتية للي دا تشاو بعد اعتقاله والمشنقة لقتله، وترجمة تشين وانجداو للبيان الشيوعي ورؤوس البرونز في القصر الصيفي القديم.

وتتنوع القطع المعروضة والصور مما يوفر عرضًا شاملاً وبانوراميًا وملحميًا للرحلة العظيمة التي دامت قرنًا من الزمان للحزب الشيوعي الصيني، يستخدم المتحف أيضًا تقنيات سمعية بصرية مختلفة، بما في ذلك المواد الرقمية والسينمائية، مما يسمح للزوار بالتفاعل والانغماس في الأحداث التي يشاهدونها.

في بهو المتحف، توجد لوحة ضخمة تعد من أكبر اللوحات مطلية بالورنيش بطول 600 متر تجسد سور الصين العظيم التي تتكون من 100 لوحة مطلية بالورنيش. وقد أنشأها تشنغ شيانغجو أستاذ في كلية الفنون بجامعة تسينغهوا.

وخلال الجولة بين أروقة المتحف، تري مراحل النضال والحروب والتحديات وأيضًا مراحل كفاح جيش التحرير الصيني، مع عرض مقتنيات تاريخية لهذه المرحلة.

يعرض المتحف فيلم ثلاثي الأبعاد بعنوان “الصين الجميلة”، يركب المشاهد قطار يقوده الي مشاهدة كل المدن الصينية ليشاهد مراحل النهضة والتطور، أما الفيلم الآخر فهو يركز على مشاريع الصين من الوصول للفضاء وأعماق البحار.

وفي القسم الرابع من المتحف، نري إنجازات الرئيس الصيني شي جين بينج ويعرض السيارة التي ركبها في أحد العروض العسكرية ولقاءاته مع أفراد الشعب الصيني، نهاية بمبادرة الحزام والطريق.

ويستعرض المتحف معلومات حول مراحل تطور الحزب، من خلال عرض وثائق تاريخية ومراسلات لكارل ماركس وصور نادرة.

كما يبرز المشاريع الاقتصادية الكبرى التي نفذها الحزب، مثل الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت في الثمانينات، كما يقدم لمحات عن الثقافة الصينية وطرق المعيشة وتأثيرها على السياسة والحياة اليومية.

ويستعرض المتحف أيضًا دور الحزب في السياسة الدولية وكيفية تعامله مع التحديات العالمية مثل مواجهة فيروس كورونا، كما أن هناك بلورة تضم عينة تراب من سطح القمر، حيث تعتبر الصين أول دولة تقوم بعمليتين ناجحتين من الهبوط على سطح القمر.

تتميز تصميمات المتحف بجمالها ورمزيتها، حيث تم تقسيم الأقسام بشكل يسهل على الزوار التنقل بين فصول التاريخ المختلفة. ويستخدم المتحف تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض العروض التفاعلية، مما يتيح للزوار تجربة مميزة تفاعلية، حيث يمكنهم استكشاف الأحداث التاريخية ورؤية الإنجازات التي تحققت في الصين من خلال غرفة ثلاثية الأبعاد.

و يهدف المتحف إلى توثيق تاريخ حزب الصين الشيوعي منذ تأسيسه في عام 1921، ويعتبر من أهم المراكز الثقافية التي تعكس التطورات السياسية والاجتماعية في الصين. يعرض المتحف إنجازات الحزب منذ نشأته وحتى اليوم، مع التركيز على دوره في تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

بدأ مشروع بناء المتحف في 10 سبتمبر 2018، واكتمل في 5 مايو 2021، بعد ألف يوم عمل شارك فيه أكثر من 50 ألف شخص، واستقبل متحف الحزب الشيوعي الصيني ما يزيد على 3.5 مليون زيارة منذ افتتاحه في 18 يونيو 2021، وفقًا للبيانات الصادرة عن المتحف.

يتخذ التصميم المعماري الرائع شكل الحرف الصيني “جونغ”، الذي يبدو وكأنه حرف H أفقي. ويعني “جونغ” العمال أو العمل بالصينية، مما يدل على أن الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة الطبقة العاملة الصينية والشعب الصيني.

وتكون حزب الصين الشيوعي من 50 عضوًا في وقت تأسيسه، ليصبح اليوم أكبر حزب حاكم في العالم بأكثر من 95 مليون عضو، ويقود دولة يزيد عدد سكانها على 1.4 مليار نسمة.

واستضاف معهد الدراسات الدولية والتدريب المتقدم التابع لمجموعة الاتصالات الدولية الصينية (CICG)، بالتعاون مع وزارة التجارة في جمهورية الصين الشعبية، ندوة لمدة ثلاثة أسابيع للصحفيين من الدول الأفريقية الناطقة بالإنجليزية في بكين، الصين. و شارك في الندوة 25 صحفيًا من غامبيا وزامبيا وكينيا وزنجبار وإثيوبيا.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai