عمر حاجي
أديس أبابا (العلم) إن شهر رمضان المبارك، هو شهر النفحات، وإذاكانت نفحات الله وبركاته على العباد أكثر ما تكون في شهر رمضان المبارك، وهو مواسم الخيرات والأزمنة الفاضلة. فإن شهر رمضان المبارك هو فرصة التوبة للمذنبين، وأبواب الجنان مفتوحة فيه، وأبواب النيران مغلقلة، والشياطين مصفدة فيه، وشهوات النفس مقيدة.
والنفحات الربانية ممنوحة فيه، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه. فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات حسب ما ورد في قول ابن رجب رحمه.
وبهذه المناسبة الجليلة أجرت صحيفة ” العلم” حوارا مع سعادة الدكتور الشيخ محمد حامي الدين عبد الصمد، رئيس معهد السنة وقناة الدعوة الفضائية، وأمين عام هيئة العلماء في المجلس الأعلى الفيدرالي للشئون الإسلامية الإثيوبي. حول فضائل شهر رمضان المبارك ؟
وقال: إن من فضائل شهر رمضان المبارك، هو من أفضل الشهور، وأكرمه الله عز وجل بنزول القرآن الكريم فيه. وقال عز وجل: {شهررمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} . وفيه ليلة خير من ألف شهر، كما قال تعالى: { ليلة القدر خير من ألف شهر} وفي هذه الليلة بدأ نزول القرآن فيه، كما قال تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين فيها يفرق كل أمر حكيم }.
وهو شهر يغفر الله فيه لعباده، وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، ويقبل العباد فيه إلى الله، بالطاعة والتلاوة والدعوة والصدقات وأنواع البر والخيرات، لأنهم يؤمنون بالله عز وجل أن يغفر الله لهم عن ذنوبهم، ويعفو لهم عن السيئات.
وحول مميزات شهر رمضان المبارك عن باقي الشهور؟ قال سعادة الدكتور الشيخ محمد حامي الدين: إن من مميزات هذا الشهر، هوشهر يقبل فيه الناس على الطاعات، وشهر يواصي فيه الغني الفقير، القوي الضغيف، ويسود فيه بين المسليمن الألفة والمحبة، وتكثر فيه الصدقات ووجوه البر الكثيرة والعبادات، ولا توجد صلاة التراويح إلا في رمضان المبارك، وفيه أجواء كثيرة من الخصائص لشهر رمضان المبارك.
وفيما يتعلق بخصوص ما يتعين فيه على المسلمين خلال هذا الشهر؟، قال الشيخ محمد حامي الدين: إن الواجب على المسلمين، هو صيام الشهر، فإن بقية العبادات التي تكون واجبة في وقت آخر تتضاعف الأجور في هذا الشهر بأضعاف مضاعفة. كما أن تفطير الصائم، هي من أفضل العبادات خلال هذا الشهر المبارك. وتكون العبادات فيه من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى.
ومن أفطر صائما كان أجره مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيئا. وكل إنسان بحسب طاقته وإمكاناته في تفطير الصائمين خاصة للذين تعرضوا للمجاعة والقحط والجفاف، لأنه ينبغي أن يمد لهم يد العون والدعم والمساعدة والتي هي من خصائص أهل الإسلام بالدرجة الأولى. ولهذا، ينبغي أن نتعاون، وهذا، ما يفعله المسلمون الآن. وترى الآن، أن الحياة أصبحت صعبة للغاية لدى الفقراء خاصة في هذا الشهر.
وفيما يخص بالتوصية والتوجيهات في تقديم الدعم والمساعدة للآخرين، خصوصا للفقراء، والضعفاء، والنازحين بسبب الحرب والقحط بعد رمضان ؟، قال سعادة الدكتور الشيخ محمد: إن شهر رمضان المبارك هو فترة التجديد والتوبة إلى الله من الذنوب والتقرب إلى الله عز وجل أكثر من أي وقت مضى. وبعلمه بأن الإنسان يفتر أحيانا أعطى الله عز وجل لعباده شهر رمضان المبارك الإغتنام في هذه الفرصة في المبادرة إلى التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. وهذا، ليس يعني أن العبادة تقتصر على شهر رمضان فحسب، بل عليه أن يجدد إيمانه مع ربه، ومن ثم يستمر في ذلك، حتى يأتي اليقين، وهو الموت.
وفيما يتعلق حول تقديم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الإثيوبي المساعدة للمواطنين المنكوبين بسبب الجفاف والقحط والنازحين أيضا ؟ قال الشيخ محمد: نعم، فإن المجلس قام بتنظيم البرامج لجمع التبرعات لتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين المنكوبين في منطقة بورنا سواء كانوا من القحط والجفاف أوالنازحين بسبب الحرب، من المواد الغذائية والأعلاف للمواشي، ظل ولا يزال تقديم هذه المساعدة، حيث تأتي المساعدة من المناطق المختلفة كل يوم تقريبا، وكل هذا، يعود بالدور الذي يلعب فيه العلماء والمشايخ في أرجاء البلاد عبر تنبيههم في كل المساجد والحلقات والإجتماعات إلى مدى إنقاذ الأرواح، والأنفس في تقديم المساعدة والدعم، وفي المساهمة في كل أنواع البر والخير.
هذا، ونتمنى أن يوفقنا الله بما فيه الخير والسعادة لكل المسلمين في أرجاء العام خاصة، والمجتمع الإثيوبي عامة، وتنعم بالأمن والسلام والإستقرار إن شاء الله .
