سمراي كحساي
بالنظر إلى العدد الكبير من الزوار الذين يرغبون في زيارة مناطق الجذب الطبيعية والتاريخية والثقافية والتي من صنع الإنسان في البلاد ، فإن إعادة بناء المؤسسات المختلفة التي تقدم الخدمات أمر ضروري للغاية لتعزيز قطاع السياحة الذي له حصة كبيرة في الاقتصاد.
وعليه ، فإن إثيوبيا الآن في طريقها نحو استعادة اقتصادها من الأضرار الجسيمة التي لحقت بها من الحرب في الجزء الشمالي. و في الوقت الحالي ، يتم بذل جهود مختلفة لإعادة تأهيل المنشآت التي دمرتها الحرب وإعادة كل شيء إلى وضعه الطبيعي. و يتم إعادة بناء البنية التحتية والمرافق العامة مثل الاتصالات والطاقة الكهربائية وغيرها بسرعة لإتاحة المجال أمام السائحين.
وحتي خلال الحرب كانت جميع الأبواب مفتوحة أمام السياح باستثناء الطريق الذي إلى الجزء الشمالي من البلاد. ومع ذلك ، كانت الحرب في الجزء الشمالي من البلاد عاملاً دفعًا للسياح لإلغاء أو تأجيل خطة زيارتهم لإثيوبيا. ونتيجة لذلك ، خسرت الدولة العوائد المتوقعة من القطاع خاصة في السنوات الثلاث الماضية.
وبعد اتفاقية بريتوريا للسلام التي تم التوصل إليها بين الحكومة وقوات جبهة تحرير تجراي التي تعتبر ضرورية للغاية لتوسيع نطاق قطاع السياحة ، فإن استئناف الخدمات في الجزء الشمالي من البلاد يمثل فرصة كبيرة لزيادة تدفق السياح في المناطق السياحية الموجودة في شمال البلاد.
و في إثيوبيا ،يزدحم شهر يناير بمختلف الأعياد الدينية مثل عيد الميلاد و الاحتفال بمعمودية يسوع المسيح أو المعروف عادة باسم عيد الغطاس الإثيوبي. و هذا النوع من الاحتفالات الدينية و الثقافية والملفتة للنظر لا تقام في أي مكان آخر في العالم باستثناء إثيوبيا.
و أعلن مكتب الاتصال الحكومي بمدينة جوندر ،عن اكتمال الاستعدادات لاستقبال 750 ألف إلى مليون ضيف سيأتون لحضور مهرجان عيد الغطاس بمدينة جوندار التاريخية.
وقالت رئيسة مكتب الاتصال الحكومي في مدينة جوندار السيدة تيري جيديها لمؤسسة الصحافة الإثيوبية ؛ ان مدينة جوندر المعروفة في العالم بالاحتفال بعيد الغطاس ، بدأت استعداداتها منذ شهر سبتمبر الماضي للاحتفال بالعيد بطريقة بهيجة.
ويعتبر هذا هو السبب في زيادة تدفق السياح حيث أن الشهر هو الوقت المثالي لقضاء الإجازة والترفيه للسياح الذين لا يتمتعون ببيئة ممتعة في بلدانهم. وقد عاني قطاع السياحة في إثيوبيا من التحدايات بسبب فيروس كورونا ، والجراد الصحراوي ، والجفاف ، والحرب في الأجزاء الشمالية ، وهو الآن يتعافى ويعود إلى طبيعته السابقة.
والوقت مناسب الآن للسياح المهتمين بزيارة إثيوبيا. ووفقًا لذلك يشهد تدفق السياح حاليًا زيادة كبيرة حيث تعمل الحكومة بجد من خلال صياغة السياسة والاستراتيجية التي تعمل على تطوير القطاع.
ويشير التقرير الفصلي الأول إلى أن أكثر من ربع مليون سائح أجنبي زاروا إثيوبيا و هناك دلائل تشير إلى أن تدفق السياح من المرجح أن يزداد مرتين خلال الفترة المقبلة.
و سيكون تدفق السياح في هذا الموسم في ذروته بالنسبة لشمال إثيوبيا بشكل خاص للوجهات السياحية في كل من اقاليم أمهرا وعفر وتجراي حيث توجد مواقع التراث العالمي.
و تبذل الجهود لإطالة إقامة السياح في اثيوبيا ، بالإضافة إلى الترويج للوجهات السياحية الطبيعية والثقافية والتاريخية وتطوير وجهات جديدة.
يذكر أنه تم تسجيل أكبر عدد من الرحلات في تاريخ السياحة في مدينة جوندر والمناطق المحيطة بها العام الإثيوبي الماضي. ووفقًا لذلك ، من المتوقع زيادة تدفق السياح وعائدات النقد الأجنبي هذا العام.
ومنذ نهاية الشهر الإثيوبي الحالي ، بالإضافة إلى الاحتفالات والمناسبات العامة التي تجذب السياح ، تم الترتيب لتمديد الإقامة السياحية من خلال إعداد باقة لعيد الميلاد في لاليبيلا وعيد الغطاس الإثيوبي في جوندار.
و يسمح ذلك للزوار ليس فقط بالمشاركة في الاحتفالات العامة ولكن أيضًا بزيارة المعالم الطبيعية والتاريخية في المنطقة وشراء المنتجات التقليدية.
و بصرف النظر عن تطوير التراث في البلاد ، أولت الحكومة الإثيوبية الآن اعتبارًا خاصًا لقطاع السياحة مضيفةً قيمًا على الموارد الطبيعية الموجودة في مناطق سياحية مثل كويشا وجورجورا وونشي و من المفترض أن تطيل هذه المناطق إقامة السائحين مما سيكون له تأثير مباشر على الدخل الذي تكسبه الدولة من هذا القطاع.
و بالتوازي مع تطوير عوامل الجذب من مختلف الأنواع ، يتعين على أصحاب المصلحة الذين يعملون في هذا القطاع العمل بقوة من أجل زيادة دخل العملة الأجنبية الذي ستكسبه اثيوبيا من قطاع السياحة.
ولكي يحدث هذا ، يجب تعزيز اتفاق السلام بين الطرفين و النقطة الأخرى التي يجب التأكيد عليها هنا هي أن كل نشاط في قطاع السياحة يجب أن يفيد الناس بشكل مباشر او غير مباشر حتي يتمكنوا من تحسين اوضاعهم المعيشية.