خيبة امل مصر …وموقف السودان واثيوبيا الثابت في مشروع سد النهضة !

*السودان : سد النهضة يساهم في التكامل الاقتصادي، و يدعو التحلي بالإيجابية لحل الخلاقات العالقة

“الغرض من سد النهضة هو «انتشال الملايين من الفقر وتوفير الكهرباء لأكثر من 60 مليون إثيوبي، وتوفير الكهرباء بأسعار معقولة للقطاعات الخدمية والصناعية والزراعية والاقتصادية”.

“إن الانتاج الغذائي من المناطق الزراعية الشائك في السودان يمكن أن تساعد إثيوبيا في توفير الغذاء. وقال نحتاج إلى العمل سويا”
ايوب قدي رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبية

اعتبر مدير اتصالات الطاقة الكهربائية الإثيوبية موغس مكونن التصريحات المصرية عن سد النهضة وفكرة الأمن المائي «إلهاء لإحداث ربكة بشأن تقنيته ‏وتشغيله». وقال ميكونين، في تصريحات لشبكة «فانا» الإثيوبية، إن «المستوى العالي من الأمن المائي يحقق أقصى استفادة من المياه للبشر والنظم البيئية، ويحدّ من مخاطر الآثار المدمرة المرتبطة بالمياه».

وقبل أسابيع حذَّر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات مُتَلفزة، من أن «خيارات مصر بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي مفتوحة، وإن لها الحق في الدفاع ‏عن مقدَّرات ومصالح شعبها». في حين ردّت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، بأن «مثل هذا التهديد يشكل خرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي»، وطالبت مصر بـ«أن تكفّ عن تصريحاتها القاسية وغير القانونية».

وانتقد مكونن الحديث المصري عن أن ملء السد وتشغيله ستكون له تداعيات اقتصادية وبيئية واجتماعية كبيرة، لافتاً إلى أن السد «سيضاعف توليد الكهرباء في إثيوبيا، ويُحتمل أن يحفز النمو الاقتصادي للبلاد، من خلال الزيادات في إنتاج القطاعات المعتمدة على الكهرباء، وكذلك القطاعات الأخرى».

وأضاف أن «تصدير الطاقة يخلق تكاملاً اقتصادياً سلمياً، من خلال تقاسم الموارد المتبادلة، ومن ثم تأمين الاستثمار الأجنبي المباشر لدول المنطقة».

وشدّد على أن الغرض من سد النهضة هو «انتشال الملايين من الفقر وتوفير الكهرباء لأكثر من 60 مليون إثيوبي، وتوفير الكهرباء بأسعار معقولة للقطاعات الخدمية والصناعية والزراعية والاقتصادية».

وقال رئيس المجلس التنسيقي لسد النهضة الدكتور أرغاوي برهي، إن إثيوبيا غير معنية بالاعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في نهر النيل، لأنها جاءت نتيجة “اتفاقات استعمارية قديمة” لم تكن إثيوبيا حاضرة فيها.

وأضاف برهي خلال مقابلة مع برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة، مساء السبت، أن مصر تريد أن تحافظ على حصتها القديمة في مياه النيل البالغة 55 مليار متر مكعب، وذلك بناء على اتفاق تم التوقيع عليه مع بريطانيا خلال الفترة الاستعمارية، وهي الحصة ذاتها التي تم تأكيدها في اتفاق لاحق مع السودان.

وأوضح برهي أن اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه عام 2015 بين مصر والسودان وإثيوبيا، يُمثل “إطارا عمليا يقوم على رؤية منطقية وعاجلة لتقسيم حصص المياه بين الدول الثلاث”، وأن إثيوبيا ملتزمة بروح هذا الاتفاق.

وكشف رئيس المجلس التنسيقي لسد النهضة أنه “بناء على تقييمات المهندسين في السد، فإن الأعمال ستنتهي خلال العامين المقبلين”، مشددا على أن الملء النهائي للسد المقدَّر بـ70 مليار متر مكعب سيكون خلال هذه المدة المحددة.

وبشأن ما أثير عن مخاوف المصريين وإمكانية اللجوء إلى خيارات جديدة، أوضح برهي أن إثيوبيا لا تكترث بالتهديدات، وأنها بصدد الدفاع عن حقوقها المائية وفق القانون الدولي، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب نفسه هدد بقصف السد.

وشدد برهي على أنه لا مجال لخوف المصريين من توقف تدفق مياه النيل خاصة خلال سنوات الجفاف، قائلا “الشعب الإثيوبي ليس شعبا أنانيا، ومصر تبقى دولة صديقة، ولن نسمح بأن تضرب المجاعة مصر والسودان، وسنعمل على الحد من أي مشكلات من هذا النوع”.

وأضاف أن إثيوبيا تعي جيدا أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر والمصريين، وأن سد النهضة “لا يُمثل تهديدا وجوديا لدول المعبر والمصب، والمياه ستتدفق إلى السودان ومصر حتى بعد الانتهاء من تركيب جميع التوربينات”.

في غضون ذلك ، أكد وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم يوم الخميس الاسبق ، في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الإثيوبية على دور سد النهضة في التكامل الإقليمي، وقال إن الطاقة التي سيتم توليدها من سد النهضة ستساهم في تنمية الدول المجاورة و المنطقة بأكملها.

وأكد الوزير جبريل أنه لا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية بدون كهرباء و أضاف “نعتقد أن السد الجديد سيساعدنا في الحصول على طاقة كافية ورخيصة من إثيوبيا” وفي المقابل الوزير السوداني إن الانتاج الغذائي من المناطق الزراعية الشائك في السودان يمكن أن تساعد إثيوبيا في توفير الغذاء. وقال نحتاج إلى العمل سويا
ودعى الوزيرالدول الثلاثة ضرورة التحلي بالتفكير الإيجابي والتفاهم لحلا المسائل العالقة وقال “لا اعتقد ان الخلافات أكبر من الفوائد المشتركة”

‏وحول مجالات التعاون الإثيوبي السوداني قال الوزير جبريل إن لدى السودان أكثر من 750 كم من السواحل على البحر الأحمر، ويمكن لإثيوبيا الاستفادة منها، وأضاف نعتقد أن إثيوبيا يمكن أن تستفيدمن البحر الأحمر بإقامة منطقة حرة في موانئنا”

وكان البلدان توصلا منذ 2018 إلى تفاهمات للاستفادة إثيوبيا  من بورتسودان، لخدمة المناطق الشمالية للبلاد،

وأضاف الوزير جبريل أن البلدن بحاجة إلى تطوير وتنفيذ مشاريع البنى التحتيىة من الطرق والسكك الحديدة لتسهيل التواصل الشعبي والتكامل الإقتصادي.

في  25 مارس 2023 انتقد التحالف الدولي المكون من 13 عضوا لسد النهضة في بيان لها، التصريحات الطائشة وغير مسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية المصري سامح شكري، والذي يهدد أديس أبابا بأن كل الخيارات مفتوحة، ووصفت البيان بأنه غير حكيم في ضوء اقتراب الملء الرابع لسد النهضة الإثيوبي.

وأشار التحالف في البيان إلى أن تصريحات سامح شكري هي استمرار لمنهج التهديد التي تستخدمه مصر منذ الماضي ، مشيرًا إلى أنه منذ إنشاء سد أسوان الاول في عام 1902 ، ادعت مصر ملكية فردية لنهر النيل بما يتجاهل السيادة، و المصالح الوطنية لدول المنبع.

وأضاف التحالف أن دول المنبع بذلت جهودًا جادة لترويض رغبة مصر غير المحدودة في احتكار نهر النيل،  ومع ذلك، لم تنجح أي من هذه الجهود في جعل مصر شريكًا على قدم المساواة فيما يتعلق بالحقوق مع باقي دول حوض النيل.

ويذكر ان إعلان المبادئ الذي وقعته مصر وإثيوبيا والسودان في مارس 2015 ، يسمح لإثيوبيا المضي قدمًا في ملء سد النهضة بالتوازي مع بناء السد.

واشار التحالف إلى أن خطاب السيد سامح شكري غير المسؤول لتحذير إثيوبيا من استمرار ملء وتشغيل سد النهضة يكشف عن محاولة يائسة للدبلوماسية العامة من خلال محاولة تضليل آراء المشاركين في المنتدى العالمي للمياه الجاري، في نيويورك.

وذكر البيان أن إثيوبيا لم تستخدم حتى الان سوى أقل من 7٪ من إجمالي مساهمتها السنوية من مياه النيل لملء سد النهضة.

وحث التحالف مصر على الانخراط بشكل إيجابي مع دول منبع النيل من أجل الاستخدام المستدام والعادل ولإدارة وحماية والمحافظة على مياه النيل في الوقت الحالي وفي المستقبل ، ونصح كذلك بأن هذا يمكن أن يتم من خلال المشاركة الودية والتعاونية من خلال إنشاء نظام قانوني ومؤسسي يرضي المصالح الوطنية لجميع دول حوض النيل.

واختتم البيان بالقول: “نتمنى بشدة أن تخرج مصر من المطالبات الغير مبررة بامتلاك حق احتكار نهر النيل دون اعتبار للحقوق السيادية ومصالح باقي دول الحوض”. حسب ما جاء في مؤسسة فانا الاعلامية

وأشار المهندس والدكتور طلاهون إردونو الأستاذ بجامعة أداما للعلوم والتكنولوجيا  في مقابلة مع مؤسسة الصحافة الاثيوبية إلى أن سد أباي –سد النهضة -مهم جدًا لكل من مصر والسودان. ولا يسبب السد مشاكل مائية بل يحد من الفيضانات في دول المصب.ويؤدى بناء السد وما تلاه من غرس الأشجار إلى تحسين مناخ إثيوبيا وزيادة كمية مياه النهر، كما أنه سيفيد السودان ومصر. واعتادت بعض دول المصب على استخدام مياه النيل لفترة طويلة فقط، بل لا تريد الالتزام بالاتفاقية –اتفاقية عنتبي -التي فرضت الاستخدام العادل لموارد المياه العابرة للحدود.

وقال الخبير: إنه يجب أن تستمر الحكومة الإثيوبية في الوقوف بقوة في حشد الجماهير حيث أن القوى التي تمارس الضغط حاليًا على إثيوبيا ستدرك يومًا ما أن حركتها غير صحيحة، مضيفا إلى أنه بعد الانتهاء من سد أباي ستدرك دول المصب أنها لن تتضرر.

واخيرا إن مشروع سد النهضة لتوليد  الطاقة الكهرومائية يهدف إلى توليد الكهرباء لتخفيف النقص في الطاقة في إثيوبيا وزيادة تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة، وليس هذا فحسب بل يظهر التزام إثيوبيا بتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي عكس ما تدعيه مصر ام الدنيا !!.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *