أقامت إثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية علاقات دبلوماسية منذ حوالي 120 عامًا من أجل إدامة وتعزيز العلاقات الودية القائمة بين إثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية. مع استمرار نمو هذه العلاقة الودية ، أصبحت إثيوبيا شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في محاربة الإرهاب.
في عصر التعاون هذا حيث تسبح معظم دول العالم في المحيط عبر التيار الجارف الربح – الربح للجانبين ، يجب أن تتدفق العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا والولايات المتحدة عبر هذا التيار ، لطالما كانت اثيوبيا حليفًا جيو-استراتيجي مهمًا للولايات المتحدة؛ لأسباب متنوعة ترجع في أساسها إلى عدد من العوامل ذات الأهمية، ومنها: الموقع الاستراتيجي في القرن الافريقي ، إضافة إلى العنصر البشري، والثقل السياسي والتاريخي، وهي الأمور التي تجتمع لتجعل اديس ابابا مكانة خاصة في الحسابات الاستراتيجية الأمريكية من الناحيتين الدبلوماسية والعسكرية.
وترى واشنطن أن اثيوبيا ضامن أساسي للاستقرار في منطقة القرن والشرق الافريقي بما تمتلكه من علاقات متوازنة مع الفواعل الأساسية في المنطقة، إضافة إلى كون اثيوبيا قادرة على زيادة التنسيق مع الدول الرئيسة في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف؛ باستخدام عدد كبير من الأدوات من أهمها عامل الخبرة في المجال .، حيث يتم إدارة الاستثمار وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب وما شابه مع الحفاظ على الجوهر الوارد في ميثاق الأمم المتحدة الذي يركز على الاحترام المتبادل.
ومن جهة أخرى كان لموقع اثيوبيا الاستراتيجي الهام دوراً كبيراً في الأحداث سواء على مستوى القرن الافريقي بشكل عام أو على مستوى العلاقات بين الجانبين بشكل خاص،مما شكل دافعا قويا أمام الولايات المتحدة الأمريكية لتوطيد العلاقات مع إثيوبيا لإتخاءها سبيلا لتحقيق مآربها فى المنطقة .
ونظرا لأن اثيوبيا تعد هى الدولة الأهم في منطقة القرن الأفريقي،بالاضافة لكونها أكبر دولة من حيث المساحة وعدد السكان ،وما لها من أهمية جيوسياسية بالغة لقربها من التجارة الدولية عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي،بالاضافة لقربها من منطقة الشرق الأوسط بالغة الأهمية لكلا القطبين ،كل ذلك ساعد على اختيار الولايات المتحدة الأمريكية لإثيوبيا ،خاصة لما تضمنته العلاقة بين الجانبين من مصالح و اهداف مشتركة، فالسياسة هى لغة المصالح التى لا تخطئ بل تعد هى الركيزة الأساسية والمحرك الرئيسى فى العلاقات الدولية بين البلدان .
ومن هذا المنطلق فقد شهدت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لقاءً بين رئيس الوزراء ابي احمد ووزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء دمقي مكونن حيث تم التباحث حول فتح آفاق جديدة للتعاون في ضوء الحوار الاستراتيجي والولايات المتحدة الأمريكية ؛ حول مختلف القضايا المحلية والثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات السياسة والاقتصاد”.
كما تبادل الجانبان الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، بحسب البيان.
وأضاف أبي قائلاً، “لقد اتفقنا على تعزيز العلاقات الثنائية طويلة الأمد بين إثيوبيا والولايات المتحدة من خلال الالتزام بتعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة”.
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ، تقديم بلاده 331 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة إضافية لإثيوبيا في السنة المالية 2023 ، من خلال وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وبحثت إثيوبيا والولايات المتحدة، فرص استمرار التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في مختلف القضايا العالمية، لا سيما قضايا متعلقة بالتنمية وبناء الديمقراطية.جاء ذلك في تصريحات للصحفيين، أدلى بها يوم امس الأربعاء، “السفير ملس ألم” المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، بمقر الوزارة بأديس أبابا، بشأن الاجتماع الذي عقده نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ، دمقى مكونن، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وتطرق الوزيران، بحسب بيان المتحدث الرسمي إلى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسُبل تعزيزها ودعمها في مختلف مجالات التعاون والتنسيق المشترك، بالإضافة إلى العديد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما تطرق الجانبان إلى عملية تنفيذ اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها في بريتوريا بجنوب إفريقيا ونيروبي بكينيا ، والقضايا والأنشطة المتلعقة بالتنمية وبناء الديمقراطية.
من خلال القيام بذلك ، يمكن للبلدين إرساء العلاقات طويلة الأمد على أساس ثابت وبالتالي تحسين العلاقات طويلة الأمد بشكل كبير ، وتصميمهما على العمل بشكل تعاوني في مختلف الجوانب. نعم ، يُنظر إلى إثيوبيا أيضًا على أنها شريك موثوق للولايات المتحدة ورمز للسلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي المضطربة.
ويفهم مما تقدم أن اثيوبيا استطاعت إعادة تقديم وتقييم وضعها على الساحة الدولية بوصفها حجر زاوية في استقرار منطقة الشرق والقرن الافريقي ، من خلال توطيد العلاقات السياسية مع كافة دول العالم بما فيهم الولايات المتحدة الامريكية وليس هذا فحسب بل دولة يحسب لها الف حساب في السياسية الدولية . ومن ثم فإن استراتيجية العلاقات الاثيوبية الأمريكية يتم النظر لها على وجه الدوام من النواحي سالفة الذكر بحيث كانت وتظل موازنة المصالح محددًا أساسيًا للعلاقات.