مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي يتطلب تنسيقا قويا بين دولها

 

جوهر أحمد

تتحول منطقة القرن الأفريقي في الوقت الحالي إلى بؤرة للمجموعات الإرهابية والتطرف والعسكرة وغيرها من الأعمال العدائية التي من شأنها نقل المنطقة بأكملها في أقصر وقت ممكن إلى منطقة غليانة وخارجة عن السيطرة مالم تتدارك دول المنطقة وتتسارع إلى إحباط هذاالخطر المحدق لشعوبها وحكوماتها .

بصرف النظرعن كونها تشكل تهديدًا وشيكًا في االمنطقة ، فإن المجموعات الإرهابية ذات العقلية الضيقة تبذل جهدًا كبيرًا لتفكيك القرن الأفريقي وتحقيق دوافعها الخفية.

على الرغم من أن تلك المجموعات تدرك جيدا أنها لا تستطيع تحقيق  أجندتها الخفية وتحويلها إلى حقيقة واقعة بأي وسيلة مهما كانت ,نتيجة للجهود المتضافرة للدول الأعضاء ، فقد كانت تبذل قصارى جهدها لتدمير هذه المنطقة الاستراتيجية. .

التنظيمات  الإرهابية في القرن الأفريقي مثل حركة الشباب الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة ومثيلاتها لا تدخر جهدا لتحويل القرن الأفريقي إلى منطقة دموية ,نظرًا لأنها كانت ولاتزال تعمل  مع مجموعة إرهابية دولية  واسعة على مستوى العالم  في مهمتها  التدميرية  لمنطقة القرن الإفريقي ذات الاستراتيجية الدولية .

في الوقت الراهن وعقب الإجراءات  الجارية الهادفة إلى مناهضة المجموعات الإرهابية في القرن الأفريقي، تواجه دول االمنطقة ضغوطًا  هائلة في مواجهة الصعوبات الداخلية الخاصة بها التي تحتاج إلى  تنسيق قوي فيما بينها  وحل سريع وتعزيز للتعاون الأمني الإقليمي.

و ما لم تعمل الدول الأعضاء في منطقة القرن الأفريقي بأكملها في تعاون وثيق لإحباط التهديد المحدق المتزايد الذي تشكله المجموعات الإرهابية ، فإن تحقيق حياة هادئة ومستقرة وآمنة وكريمة لشعوب منطقة القرن الإفريقي ستكون في مهب الرياح  .

على سبيل المثال لالحصر ظلت إثيوبيا ولاتزال تحارب العصابات الإجرامية المتمثلة  في جبهة تحرير تجراي الارهابية ,وشني الارهابية ,وحركة الشباب الإرهابية  وغيرها من المجموعات الإجرامية في المنطقة .

ويجب  أن لايغيب عن بال أحد في هذاالصدد أن حركة الشباب الإرهابية حاولت القيام بعمليات التوغل في إثيوبيا مؤخرا قبل دحرها من قبل قوات الدفاع الوطني والقوات الخاصة لإقليم الصومال وكذلك دولة جيبوتي التي تعرضت مؤخرا لهجوم إرهابي من قبل مجموعة إجرامية ناهيك عن الصومال التي عششت وباضت فيه حركة الشباب  أيضًا. إن إثيوبيا  المعروفة بمكافحة الإرهاب  على مدار الساعات  في القرن الأفريقي ، تحقق نتائج مثمرة لضمان السلام والهدوء.

ولا  ننسى في هذاالسياق أن إثيوبيا قد مرت بظروف عصيبة  كونها هدفا لحركة الشباب الإرهابية ومن محاولات متكررة للتوغل فيها والنيل من سيادتها وكرامتها مما حتم عليها  مكافحة حركة الشباب الإجرامية بالتعاون مع كل من الحكومة الصومالية ودول المنطقة  وتحقيق الهدف المنشود من خلال نشر قواتها ذات المهارات العالية في الصومال والتي تتمتع بمعرفة التفاصيل الدقيقة للفنون العسكرية وعلومها.

الجدير بالذكر أن إثيوبيا نجحت مؤخرًا في قتل 800 من مقاتلي حركة الشباب الذين التوغل فيها ، ما في ذلك قائدهم الأعلى الذي كان يتوهم أن لديه جوازالدخو ل إلى الجنة عبر تلك العملية  وقلب القرن الأفريقي رأسًا على عقب في نفس الوقت .

وبهذاالخصوص قال الجنرال تسفاي أيالو رئيس عملية نشر قوات الدفاع الوطني الإثيوبية ، إن أكثر من 800 من مقاتلي حركة الشباب الإرهابية ،من بينهم 24 من كبار القادة ، قتلوا في العمليات الأخيرة .وقال إن حركة الشباب حاولت التسلل إلى إثيوبيا عبر الحدود الشرقية للبلاد وتم دحرها  بشكل مهين عبرالجهود المشتركة لقوات الأمن الإثيوبية .

وأعلن رئيس إقليم االصومال الإثيوبي  مصطفى محمد عمر أن القوات الإثيوبية ستنشئ منطقة عازلة داخل الصومال لوقف المزيد من هجمات حركة الشباب عبر الحدود. ورحبت السلطات في منطقة باكول الصومالية بالإعلان وقالت إنه سيساعد في استقرار المنطقة.

وتحارب حركة الشباب الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي التي تتمركز في الصومال منذ أكثر من 15 عامًا ، وتنفذ هجمات في الصومال وكينيا المجاورة. ويعتقد الخبراء أن هجوم حركة الشباب  في إثيوبيا كان يهدف  إلى الترويج والدعاية البحتة أكثرمن غيرها وإظهار أنها لا تزال تشكل خطرًا على دول القرن الأفريقي.

وذكر مجلس الأمن القومي الإثيوبي  في بيان صدر مؤخرا أن حكومة  إقليم الصومال أظهرت شجاعة قوية لمحاربة المجموعة الإرهابية من خلال تعبئة المواطنين وحثهم على دحر العدو.

وتعليقا على تلك العملية ، قال الخبير الأمني  السيد أببي مولونيه لوسائل إعلام محلية إن هجوم حركة الشباب الإرهابية الأخير على إثيوبيا كان يهدف في المقام الأول إلى أن يكون بمثابة دعاية ضد إثيوبيا. وأرسلت حركة الشباب الإرهابية مقاتليها إلى إثيوبيا وهي تعلم مسبقا أنها لن تنجح ولن يبق أحد من مقاتليها على قيد الحياة خلال هذه العملية . ومع ذلك ، أرسل قادة المجموعة مقاتليها الإرهابيين لشأن مهاجمة إثيوبيا وتجنيد شباب جدد من داخل البلاد.

و يعتقد أبيبي أنه قد يتم تدمير حركة الشباب بعملية عسكرية جيدة التخطيط. واقترح أن يتم دمج القوات العسكرية لإثيوبيا والصومال وكينيا وجيبوتي من أجل تنفيذ عملية واسعة النطاق في وقت واحد.

لعبت إثيوبيا ولاتزال تلعب  دورًا نشطًا منذ فترة طويلة في مهمة حفظ السلام في عدد من الدول في جميع أنحاء العالم بهدف إحلال السلام بين سكان العالم بشكل مستديم . و من المعروف أن جزءًا كبيرًا من المجتمع الدولي  يعرف قوات  حفظ السلام الإثيوبية وإنجازاتها البناءة في هذاالسياق, خاصة الدول الواقعة في منطقة شرق إفريقيا مثل جنوب السودان والسودان والصومال ورواندا ودول أخرى.

في هذا المناخ المخيم على المنطقة ، وفي ظل اتساع نطاق هجوم االتنظيمات الإرهابية  قتلت مجموعة متطرفة سبعة جنود جيبوتيين بهدف زعزعة الأمن والإستقرارالذي تتمتع به دولة  جيبوتي المجاورة لإثيوبيا  .

وأدانت إثيوبيا هذاالهجوم البربري الجبان في حينه  في” 7 أكتوبر 2022″ على فوج تاجورة بالجيش الجيبوتي. وقدمت أحر تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا والجرحى والمفقودين ، وكذلك إلى شعب وحكومة جمهورية جيبوتي وذلك عبر  بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجيةالإثيوبيةقائلة :”إن حكومة إثيوبيا تتضامن مع حكومة وشعب جمهورية جيبوتي في هذه اللحظة الصعبة ، وتعرب عن استعدادها الكامل للعمل بشكل وثيق مع حكومة جمهورية جيبوتي للتصدي لمشكلة الإرهاب في المنطقة”.

و أدان مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء السفير رضوان حسين بأشد العبارات الهجوم الذي شنته مجموعة مسلحة على فوج تاجورة التابع للجيش الجيبوتي.وخلال لقائه الوفد الجيبوتي المؤلف من رئيس المخابرات والشرطة ونائب رئيس الاركان ,أعرب  السفير رضوان عن استيائه من الهجوم الأخير. واتفق الجانبان على تقييم مذكرة التفاهم الحالية بشأن الأمن ومراقبة الحدود وتعهدا بتعزيز التعاون والعملية المشتركة.

و يمكن إلحاق الهزيمة بحركة الشباب الإرهابية وغيرها من المجموعات المتطرفة في المنطقة إذا قامت  دول القرن الأفريقي بعملية سريعة موحدة ومنسقة تنسيقا قويا فقط. وستستمرحركة الشباب الإرهابية في محاولة للسيطرة على الصومال  وغيرها من الدول ما لم تتوحد دول القرن الأفريقي في تحالف عسكري قوي وتسحقها تمامًا. وكإظهار للقوة ستواصل  حركة الشباب الإرهابية هجومها  على الدول المجاورة أيضًا,لذافإن  إدارة الحكومة الصومالية الجديدة بحاجة ماسة إلى تكوين تحالف قوي ضدالحركات المتطرفة  من دول المنطقة من بينها إثيوبيا التي كانت إحدى الأهداف الهامة لحركة الشباب الإرهابية بعد الصومال

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *