سد اباي يساهم في تعزيز التحول الاقتصادي في إثيوبيا

 

 

المتخصص في شؤون القرن الافريقي جاكوب (عبد الباقي الاصبحي)

 

 أحرزت إثيوبيا تقدماً مذهلاً في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وفي قلب هذا التحول الاقتصادي، هناك البناء الجاري لسد النهضة الإثيوبي، وهو مشروع ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر أباي والذي من المتوقع أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة للبلاد.

والى جانب التدفق المستمر للنهر، تم فتح ممرات السد، مما أدى إلى إطلاق 2800 متر مكعب إضافي من المياه في الثانية.

ويلعب سد النهضة الإثيوبي الكبير دوراً حاسماً في إدارة تدفق المياه، وتخفيف مخاطر الفيضانات، وضمان حصول الدول الواقعة في مجرى النهر على إمدادات ثابتة من المياه، وخاصة أثناء فترات الجفاف.

وسوف يعمل هذا الإطلاق المنظم بعناية على تعزيز الإنتاجية الزراعية بشكل كبير، وتعزيز توليد الطاقة، وتحسين استخدام الموارد في جميع أنحاء المنطقة.

و هنأ رئيس الوزراء أبي أحمد الإثيوبيين على قرب اكتمال سد أباي، واصفًا وضعه الحالي بأنه “انجازتاريخي” لا يمكن تغييره.

وفي رسالة فيديو، سلط أبي الضوء على تقدم إثيوبيا في المشاريع التحويلية مثل سد النهضة ومبادرة الإرث الأخضر. وقال: “سد النهضة هو مشروع ضخم يجب على الجميع أن يشهدوه. إنه يمثل درسًا قويًا لقارة إفريقيا بأكملها”، وحث الدول الواقعة على ضفاف النهر مثل السودان ومصر على دعم المشروع.

وأكد رئيس الوزراء على السعة المائية الهائلة للسد، مشيرًا إلى أنه من الممكن ملء الخزان بالكامل في 71 يومًا فقط. كما اقترح أن بناء سدود إضافية يمكن أن يعزز تدفق المياه على مدار العام، مما يعود بالنفع على دول المصب.

و حاليًا، يطلق السد 2800 متر مكعب من المياه في الثانية، مما يوفر المزيد من المياه أكثر من المعتاد لدول المصب حيث  تشارك إثيوبيا مواردها مع دول أخرى من أجل التنمية المتبادلة.

وقال آبي “إذا تمكنت الدول الواقعة على ضفاف الأنهار من إدارة هذه الموارد بحكمة، فإن ذلك قد يعزز تنميتها بشكل كبير”. وأكد أنه مع تقدم البناء، سيوفر السد إمدادات مياه أفضل.

وبالنظر إلى المستقبل، كشف رئيس الوزراء أنه بحلول شهر ديسمبر، من المتوقع أن يعمل السد بقدرة أعلى مع ارتفاع مستويات المياه وزيادة عدد التوربينات. وذكر أن جسر السد يقترب من الاكتمال، وسيتم تشغيل مكونات كهروميكانيكية إضافية للتوربينات الجديدة قريبًا.

وأوضح آبي أيضًا أن إطلاق جميع التوربينات في وقت واحد لن يكون مفيدًا؛ وبدلاً من ذلك، يتم التخطيط لنهج تدريجي يتبع المبادئ التوجيهية الفنية.

و بحلول نهاية العام، من المتوقع أن تكون المزيد من التوربينات جاهزة للعمل، مما يعزز توليد الطاقة. وأقر رئيس الوزراء بالتكلفة العالية للمشروع لكنه أعرب عن فخره بتحقيق أهدافه الطموحة، مؤكداً التزام إثيوبيا بدفع سد النهضة الإثيوبي الكبير إلى الأمام من أجل التنمية الوطنية والتعاون الإقليمي.

وباعتباره أحد أكبر مشاريع البنية التحتية الجارية في أفريقيا، فإن سد النهضة الإثيوبي الكبير على استعداد ليكون محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي ليس فقط لإثيوبيا، بل ولمنطقة القرن الأفريقي بأكملها.

بدأ بناء سد النهضة، وهو سد ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية يزيد عن 5000 ميغاواط على نهر النيل الأزرق، في عام 2011 ويقترب من الاكتمال. ووفقًا للحكومة الإثيوبية، فإن السد سيولد فوائد اقتصادية هائلة لإثيوبيا ويعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

إن التأثير الاقتصادي لسد النهضة يكمن في قدرته الهائلة على توليد الكهرباء وبمجرد تشغيله بالكامل، سينتج السد أكثر من 5000 ميغاواط من الطاقة، مما يجعله أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا. وسيكون هذا أكثر من ضعف توليد الكهرباء الحالي في إثيوبيا، مما يساعد في تلبية الطلب المحلي المتزايد بسرعة على الطاقة في البلاد.

ومن جانبه قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي السابق، سيلشي بيكيلي، إن سد النهضة الإثيوبي الكبير سيغير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة في إثيوبيا، مضيفًا أنه سيوفر كهرباء نظيفة وموثوقة لتشغيل تنميتنا الاقتصادية لعقود قادمة.

و بالإضافة إلى تلبية احتياجات إثيوبيا، فإن سد النهضة الإثيوبي الكبير سيمكن البلاد أيضًا من تصدير فائض الكهرباء إلى الدول المجاورة في منطقة القرن الأفريقي وخارجها. ووفقًا لتوقعات وزارة المالية الإثيوبية، فإن صادرات الكهرباء من السد يمكن أن تولد أكثر من مليار دولار أمريكي من الإيرادات السنوية للحكومة الإثيوبية.

وسيكون هذا الدخل الإضافي من التصدير بمثابة نعمة كبيرة لاقتصاد إثيوبيا، مما يساعد في دفع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز الميزانية الوطنية، وتحسين ميزان التجارة في البلاد.

وبعيدًا عن الكهرباء، فإن سد النهضة الإثيوبي الكبير على استعداد أيضًا لتعزيز التكامل الاقتصادي عبر منطقة القرن الأفريقي. ومن المتوقع أن يخلق خزان السد فرصًا جديدة للري وإدارة المياه وتنمية الموارد الطبيعية المشتركة بين إثيوبيا وجيرانها.

فعلى سبيل المثال، أبدت السودان اهتمامها بشراء الكهرباء من سد النهضة الإثيوبي الكبير لتشغيل أنشطتها الاقتصادية الخاصة. كما أعربت مصر في وقت سابق عن استعدادها للتعاون مع إثيوبيا بشأن تشغيل السد من أجل ضمان التوزيع العادل لموارد مياه النيل، رغم أنها استمرت في اتهام إثيوبيا باحتجاز المياه خلال مواسم الأمطار.

ومع اقتراب إثيوبيا من الانتهاء من هذا المشروع الضخم الطموح، فإن البلاد على استعداد لجني وفرة من المكافآت الاقتصادية التي ستدعم استمرار تنميتها لعقود قادمة.

و بمجرد اكتماله، سيخلق خزان السد بحيرة ذات مناظر خلابة من المتوقع أن تصبح عامل جذب سياحي رئيسي. وهذا من شأنه أن يحفز تطوير الفنادق والمنتجعات والمرافق الترفيهية الجديدة التي تلبي احتياجات الزوار المحليين والدوليين الذين ينجذبون إلى الجمال الطبيعي لإثيوبيا.

وسوف تعمل حركة السياحة المتزايدة على خلق الآلاف من الوظائف الجديدة في قطاع الضيافة وتوليد إيرادات كبيرة للاقتصاد الإثيوبي.

وبالإضافة إلى تأثيره على السياحة، فإن سد النهضة سوف يحول أيضًا صناعة صيد الأسماك في إثيوبيا. وسوف يعمل خزان السد على تنمية نظام بيئي مزدهر للمياه العذبة يعج بالأسماك. وهذا من شأنه أن يسمح للصيادين الإثيوبيين بالاستفادة من مصدر موثوق به ووفير من الأسماك للحصاد والبيع، وتعزيز الإمدادات الغذائية المحلية وإمكانات التصدير.

وتستثمر الحكومة الإثيوبية بالفعل في تطوير البنية التحتية الجديدة لصيد الأسماك، مثل مرافق المعالجة وشبكات التوزيع، لتعظيم الفوائد الاقتصادية لهذا المورد المائي. ويتوقع الخبراء أن فرص صيد الأسماك التي يخلقها السد يمكن أن تولد عشرات الآلاف من الوظائف الجديدة وملايين الدولارات من الإيرادات سنويًا لإثيوبيا.

وبالطبع، فإن الغرض الأساسي من سد النهضة هو توليد الطاقة الكهرومائية النظيفة والمتجددة – وهنا تكمن أعظم المكاسب الاقتصادية للمشروع و بمجرد اكتماله، سيكون السد أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بسعة مثبتة تزيد عن 5000 ميغاواط.

وسوف يساعد هذا العرض الهائل من الكهرباء إثيوبيا على تلبية احتياجاتها المحلية المتزايدة بسرعة من الطاقة، والتي أجهدت شبكة الكهرباء الحالية في البلاد. كما سيمكن إثيوبيا من تصدير فائض الكهرباء إلى الدول المجاورة، مما يولد عائدات تصدير كبيرة. ويقدر الخبراء أن توليد الكهرباء من السد يمكن أن يضيف أكثر من مليار دولار أمريكي سنويًا إلى اقتصاد إثيوبيا.

باختصار، فإن الفوائد الاقتصادية لسد النهضة تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الكهرباء. إن تدفق الوظائف والسياحة وموارد الثروة السمكية التي يحفزها المشروع من شأنه أن يحفز التنمية الاقتصادية والازدهار على نطاق أوسع في جميع أنحاء إثيوبيا. ومع اقتراب عملية بناء السد من الاكتمال، تقف البلاد على أعتاب فصل جديد من النمو والتحول الاقتصادي.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai