رغم الضغوط التي مرت بها اثيوبيا داخليا وخارجيا تسعى اليوم الي تعزيز التعاون والمشاركة مع دول القرن الافريقي ودول حوض اباي لدفع عجلة التكامل الاقليمي وازدهار المنطقة ككل .
مما لا شك فيه إن الطريقة التي تمكنت بها إثيوبيا من تمويل السد داخليًا ودون مساعدة المؤسسات المالية الدولية هو نموذج جيد يمكن للأفارقة استخلاص دروس من إثيوبيا، وليس هذا فحسب بل أن دول حوض اباي يجب أن تتعلم من هذا المثال فيما يتعلق بتعبئة الموارد المحلية .
ويرى الخبراء الافارقة إن الطريقة التي تمكنت بها إثيوبيا من تمويل مثل هذا السد الضخم بالموارد المحلية تتماشى مع فكرة وجود “حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية” وعبروا عن إعجابهم لسد اباي الذي يتميز ببنيته القوية العملاقة الرائعة ، وإنه إنجاز عظيم لإثيوبيا وأفريقيا لأن المشروع سيوفر الطاقة لمعظم دول شرق إفريقيا”، فإن هذا المشروع هو شيء يمكن اعتباره فخرًا لأفريقيًا.
وهذا ما كدته الرئيسة سهل ورق فيما يتعلق بنهر أباي: إن أي شخص يريد المنفعة المستدامة لنهر أباي يتحمل مسؤولية العمل من أجل ضمان استدامة النهر، و أن إثيوبيا تدرك جيدًا هذه الحقيقة وتعمل الآن على توسيع برنامج البصمة الخضراء ليشمل مختلف البلدان المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، أن سد اباي الإثيوبي الكبير سيمكن مصر والسودان من الحصول على إمدادات الطاقة بتكلفة عادلة نظرًا إلى أن السد سيحافظ على النظام البيئي للنهر، وسيخلق تدفقًا منظمًا للمياه على مدار العام لدول المصب.
وقالت الرئيسة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة: إن إثيوبيا توفر الطاقة الكهرباء لجيبوتي. كما أن هناك جهودا تبذل لتزويد كينيا والسودان وجنوب السودان بالطاقة الكهربائية مستشهدة بكل التحركات المشجعة التي قامت بها البلاد. مؤكدة على أن إثيوبيا تعمل على إقامة تعاون إقليمي قوي والتزام دبلوماسي للحفاظ على إنجازاتها التنموية المشجعة في المنطقة بما يعود بالفائدة على الدول المجاورة أيضًا.
جددت اثيوبيا دعوتها إلى تحقيق «تكامل إقليمي» بين دول حوض النيل عبر مشروعات مشتركة، في إطار الكل مستفيد ، تمتلك دول الحوض العديد من المصادر المائية المختلفة والتنوع المناخى والاراضى الزراعية الواسعة ولكنها تحتاج للارادة السياسية للتكامل والتعاون بين دولها فى مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية عن طريق اقامة عدد من المشروعات والتى من بينها
تعزيز التكامل الاقتصادى بين دول الحوض للاستفادة من الفرص المختلفة للدول .
-العمل على الربط الكهربائى بين دول حوض النيل للاستفادة من الفرص المختلفة للتيار الكهربائى .
– العمل على معالجة العوامل البيئية مثل الجفاف والتصحر عبر المنظمات الاقليمية والدولية .
ومن التحديات ايضا الجفاف والتصحر الذى امتد فى معظم دول الحوض منذ ثمانينيات القرن السابق مما ادى الى المجاعة وايضا من التحديات التى تواجه دول حوض النيل تلوث مياه النيل بمخلفات المصانع والمخلفات الادمية والحيوانية والتى تسهم فى كثير من الامراض المائية والتى تصيب الانسان وتودى الى قلة الايدى العاملة كا تواجه دول حوض النيل المهددات الخارجية التى تتمثل فى تكالب الدول الكبرى لاستغلال الموارد التى تتمتع بها المنطقة خاصة المورد المائى
ومن ضمن مشروع التكامل بين دول الحوض والقرن الافريقي وصل ممثلون من مختلف المنظمات الشبابية الإثيوبية إلى جوبا ، عاصمة جنوب السودان ، بهدف تعزيز الأخوة من خلال الدبلوماسية الخضراء.و سيشارك وفد الشباب الإثيوبي في حملة غرس الأشجار في عدد من البلدان الأفريقية لزيادة الوعي بمبادرة الإرث الأخضر ، التي اقترحها رئيس الوزراء آبي أحمد ، ولتعزيز الوحدة الأفريقية والعلاقات بين الشعوب.
قال نائب رئيس الوزراء ،.ووزير الخارجية دمقي مكونن إن على الشباب الإثيوبي توسيع مبادرة البصمة الخضراء لتشمل القارة الأفريقية بهدف تعزيز الوحدة والأخوة الأفريقية.وإن الشباب الذين سيتم نشرهم في الدول الأفريقية المجاورة وزراعة الشتلات يجب أن يعززوا الوحدة والأخوة الأفريقية.
و سيتم نشر الشباب في مختلف البلدان الأفريقية لزراعة شتلات تحت عنوان “الأخوة الأفريقية ” وتعزيز الوحدة والأخوة بين الدول.
واخيرا قال المهندس الكونغولي روبرت أميني بيتاكويا اثناء زيارته لسد اباي إن ما يتعلمه الأفارقة من هذا المشروع هو كيفية التمويل الذاتي للمشاريع الحيوية بالموارد المحلية وليس هذا فحسب بل أن سد النهضة مشروع أفريقي لأنه السد سيمد الدول بالطاقة في شرق إفريقيا، هذا ما ننظر إليه عندما نتحدث عن التكامل الاقتصادي، وأضاف الباحث أنه لذلك يجب أن تكون هناك استخدام عادل وبإنصاف حتى يستفيد جميع شعوب المنطقة .