الشان الاثيوبي الداخلي ليس اجندة الامم المتحدة !!

 

يعد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، من أهم المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول والتي تضمن من خلاله احترامها لسيادة الدول الأخرى. مع ذلك فقد تراجع دور هذا المبدأ بحيث نجد أنه قد تم اختراقه من قبل الامم المتحدة والدول الكبرى فاصبحت دول العالم الثالث تحت رحمة هذا التدخل الغير انساني في الكثير من الاحيان  ، حيث يلاحظ كثرة ممارسة التدخل دون إعطاء الفرص الكافية لإعمال الخيارات الدبلوماسية .

رقم الضغوط عبر مختلف المحافل الداخلية والخارجية تعرضت الحكومة الاثيوبية في يومها الأول وحتى قبل أن تمارس مهامها رسميا لسهام منتقديها من كل الاتجاهات ورغم الضغوط عبر سد النهضة والحرب بالوكالة من قبل جبهة تحرير تجراي الارهابية والضغوط الامريكية والغربية واجتماعات الامم المتحدة المكوكية  الغير مبررة والتدخل السافر في الشأن الاثيوبي الداخلي  الذي اثار غضب الشعوب الاثيوبية  فانتفضت قائلة  لن نركع .

و شجب المغتربون في مختلف دول العالم ضغوط إدارة بايدن والامم المتحدة وقرارتها العبثة غير المبررة على إثيوبيا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي الذين يؤمنون بالإنسانية، وهم بحاجة إلى إدانة الأعمال المروعة للجماعة الإرهابية على حد قولهم : “يجب على الولايات المتحدة والامم المتحدة احترام نتيجة انتخابات يونيو 2021 التي أجرى  فيها الإثيوبيون انتخابات نزيهة وحرة وديمقراطية، مضيفين أن احترام الصوت العام هو احترام الديمقراطية.

اليوم ان بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعوا إلى اجتماعات مختلفة لمناقشة القضايا الداخلية الحالية لإثيوبيا ، وان هذا العمل مخالف تمامًا لميثاق الأمم المتحدة. وأنه طالما أن المشكلة لا تشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين ، فلا يوجد سبب يدعو مجلس الأمن الدولي إلى جعل قضية إثيوبيا على جدول الأعمال والدعوة إلى اجتماع تعتبر تدخل في شؤون اثيوبيا الداخلية  .

وأكد الممثل الدائم لإثيوبيا لدى الأمم المتحدة ، السفير تاي أتسقي سلاسي أنه منذ نوفمبر 2020 عقد المجلس اجتماعا 12 مرة وأصدر بيانين بشأن الصراع في الجزء الشمالي من البلاد ، باستثناء قضية سد اباي الإثيوبي الكبير. “مع الأخذ في الاعتبار مصالحهم والحسابات السياسية الأخرى ، تحاول بعض الدول الأعضاء جعل قضية إثيوبيا من جدول أعمال المجلس من خلال تصوير القضية على أنها تهديد للسلم والأمن الدوليين.”  وأشار إلى أن هذا نابع من رغبتهم في تفكيك البلاد والمنطقة وإنشاء دول قومية صغيرة في القرن الأفريقي.

و فيما يتعلق برسالة جبهة لتحرير تجراي الإرهابية إلى الأمم المتحدة ، أن الأمم المتحدة هي منظمة من الدول الأعضاء وليست كل الرسائل من جهات فاعلة غير حكومية تطرق باب المنظمة. وأضاف أن قضايا الدول الأعضاء يجب أن تعالج من خلال القواعد الإجرائية وميثاق المنظمة.

ووفقا له ، فقد أرسلت الجبهة رسائل إلى الأمم المتحدة ست مرات حتى الآن. و فيما يتعلق بالمادة 2 (7) من الميثاق ، لا تتمتع الأمم المتحدة بأي سلطة للتدخل في الأمور التي تقع أساسًا ضمن الاختصاص المحلي لأي دولة.

كما يحظر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2131 ، الذي تم تبنيه في 21 ديسمبر / كانون الأول 1965 ، التدخل في شؤون الدول ، بما في ذلك دعم الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى تغيير الأنظمة في هذه الدول.

والاسف الشديد هناك العديد من الادلة التي تؤكد تتدخل الامم المتحدة في الشان الاثيوبية :-

النقطة الأولى: فشل 428 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في العودة من إقليم تغراي شمال إثيوبيا، وقد كان هناك شكوك ذات مصداقية بأن الجبهة الشعبية لتحرير تغراي المصنفة إرهابيا قد استولت على هذه الشاحنات من أجل استخدامها لنقل مقاتليها حول منطقة الحرب بشكل علني  فبدل ادانة الجبهة الارهابية التزمت الصمت .

والنقطة الثانية، أن الحكومة الإثيوبية طردت سبعة من مسؤولين في الوكالات التابعة للأمم المتحدة بسبب “تدخلهم في شؤون البلاد الداخلية، ولدعمهم الجماعة الإرهابية “.ولأن الحكومة الإثيوبية سئمت من التدخل الذي مارسه المسؤولون الإنسانيون الفاسدون في البلاد مع الإفلات من العقاب، ولذلك اضطرت الحكومة لطرد سبعة من هؤلاء المسؤولين وطالبت باستبدالهم بموظفين محايدين وأكثر كفاءة.

و النقطة الثالثة أن المنظمة، التي تم الكشف عنها وراء الكواليس من خلال تسجيل صوتي سري لموظفين آخرين، بمن فيهم رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إثيوبيا، هي مثال آخر على المؤامرة.  فقد تم استدعاء رئيسة وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة في إثيوبيا مورين أتشينج بعد أن ظهرت تسجيلات مسربة لشكواها خلال مقابلة من أن بعض زملائها في البلاد منحازون لدعم الجبهة الشعبية لتحرير تغراي.

القريب في الامر إن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من الكونجرس الأمريكي في مناسبة ذكرى مرور21 سنة  لقضية 11سبتمبرتمديد حالة الطوارئ لسنة أخرى حيث أن الوضع في إثيوبيا ليس على مايرام كما قال نراقب الوضع وعدم تأثر أمريكا بمايحدث فيها , أن هذا يعتبر تدخلا سافرا في شؤون إثيوبيا .. لماذا تمديد حالة الطوارئ هل هو مساندة لجبهة تحرير تجراي ؟!

بالرغم من ان اثيوبيا تقدم قوات لحفظ السلام لبعثات الاتحاد الأفريقي في الدول المجاورة السودان وجنوب السودان والصومال. وهي أيضا شريك مكافحة الارهاب ضد حركة الشباب الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة في القرن الأفريقي لماذا تعامل بهذه الصورة القاسية مع دولة ذات سيادة ؟!

وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، أنه لا يحق لأية دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشئون الداخلية والخارجية لأية دولة أخرى؛

وإذ ترى أن أي انتهاك لمبدأ عدم التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية والخارجية للدول يشكل تهديداً لحرية الشعوب ولسيادة الدول واستقلالها السياسي ولسلامتها الإقليمية، وتهديداً لتنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويعرض أيضاً السلم والأمن الدوليين للخطر؛

السيادة ووحدة الأراضي والوحدة الوطنية قضايا غير قابلة للتفاوض ولا مساومة ولا مساومة عليها بالنسبة لأي بلد. من المستحيل تداول هذه الحقوق السيادية لأي دولة في أي حالة. إن أكثر القضايا التي لا يمكن المساس بها في التركيبة السياسية الدولية هي سيادة أي دولة معترف بها. يحكم هذا المبدأ القوانين والاتفاقيات والمواثيق الوطنية والإقليمية والقارية والدولية.

الشان الاثيوبي الداخلي ليس اجندة الامم المتحدة أنه هناك بالفعل عصابة من النخبة التكنوقراطية المعادية للإثيوبيين تطفو في مناصب مهمة في الأمم المتحدة والذين يسيئون استخدام سلطتهم وتصور الجمهور لحيادهم لدفع أجندة خفية.

ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يصل هذا التسلسل الهرمي ومن الذي يشارك فيه بالضبط، لكنه مع ذلك كُشف عن تدخل الأمم المتحدة في شان إثيوبيا الداخلي .

نعم فشلت العديد من الدول في تحمل الضغط والنفوذ الدولي الذي تعرضت له إثيوبيا في العامين الماضيين وانهارت لكن إله إثيوبيا لم يسلمنا لأعدائنا وليس هذا فحسب بل إن الأعداء التاريخيين لا يريدون لإثيوبيا أن تنمو، أن ما يحدث مؤامرة لإخضاع الأفارقة واستعمارهم من جديد . رئيس الوزارء ابي احمد

اثيوبيا لن تركع !!

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *