من الارشيف حول سد النهضة !

ماذا قالوا الباحثون الاثيوبيون عن التدخل الاجنبي لاجهاض مشروع سد النهضة !!

إن من الأسباب الرئيسية للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لأثيوبيا هو مشروع سد النهضة تأييدا لموقف السودان ومصر، وأن الدولة المصرية لها نفوذ تستطيع أن تخدم بها الدول الغربية وأمريكا.

و في مقابلة حصرية أجرتها وكالة الأنباء الإثيوبية(من الارشيف) قال الأستاذ جمال بشير رئيس قناة ملوك النيل إن إثيوبيا دولة تسجل نموا اقتصاديا سريعا بعد الإصلاحات السياسية في البلاد، وان سد النهضة الإثيوبي الكبير يمثل نقطة الضغوطات والعقوبات الخارجية التي تفرضها القوى الأجنبية على البلاد سواء كان بشكل مباشر او غير مباشر.

وأشار الأستاذ جمال الى أن المساعدات التي تتلقاها مصر من الدول الغربية وأمريكا لم تقدم لها دون مقابل ولذا فان تدخل مصر في الشؤون الداخلية للبلاد هو خدمة لما تحصل عليه من مساعدات من تلك الدول التي لا يسرها ان تري الازدهار في إثيوبيا.

ومن جانبه قال الباحث والمحلل السياسي الأستاذ محمد العروسي إن التدخل الأجنبي في أثيوبيا هو انتهاك لسيادة البلاد وكذلك للقانون الدولي مضيفاً بأن كل التدخلات أسبابها تكمن في مشروع سد النهضة الذي تبنيه البلاد مشيراً الى أن كل الضغوطات والعقوبات المفروضة على إثيوبيا هو خشية من أن تصبح إثيوبيا قوة في القرن الإفريقي وهو الذي ترفضه الدول الغربية وأمريكا.

وأشار الى أن هناك محاولة للسيطرة على بعض الدول الفقيرة  من قبل الدول العظمى  لانها تريد أن تتحكم في القرارات  السيادية لتلك الدول.

وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على إثيوبيا قال الأستاذ جمال إن العقوبات لها ضغط سياسي واقتصادي ويمكن للحكومة الإثيوبية أن تتبع عدة خيارات منها التصدي المماثل ويكون له تأثير مباشر على تلك الدول، وكما يمكن لإثيوبيا أن تبحث عن بدائل أخرى مع حلفائها الدوليين.

وقال محمد العروسي إن الخيار الوحيد هو أن نواجه التدخل بإجراءات صارمة بما يمكننا في الاستفادة من الثروات الطبيعية والاكتفاء الذاتي من أجل مصلحة وسيادة البلاد.

وممن جهة اخري يقول الخبراء: إن الانتهاء من سد النهضة الإثيوبي الكبير سيوفر طاقة نظيفة وبأسعار معقولة ويعزز التعاون في العلاقات الاقتصادية والتعاون في إفريقيا.

وقال الخبراء في المياه: إن الطاقة الكهربائية المشتركة لإثيوبيا، بعد تشغيل سد النهضة الإثيوبي الكبير، ستكون مصدرًا للطاقة النظيفة وبأسعار معقولة للعديد من الدول الأفريقية، وستعزز العلاقات الاقتصادية والتعاون.

وفي هذا الإطار، ذكر الدكتور يعقوب أرسانو عضو فريق التفاوض بشأن سد النهضة: أن إمكانات الطاقة الكهربائية لإثيوبيا من السدود المائية ستزيد بشكل كبير إلى 45 ألف ميجاوات بعد التشغيل الكامل لسد النهضة الإثيوبي الكبير.

حيث إن الطاقة الكهرومائية البالغة 45000 ميجاوات، جنبًا إلى جنب مع العديد من مصادر الطاقة الأخرى مثل الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية، ستكون فائضًا للاحتياجات المحلية للبلاد. كما أن إمداد الدول الأخرى بالطاقة الكهربائية سيكون مصدرا للتكامل الاقتصادي والتعاون في القارة.

وأشار يعقوب إلى أن الدول التي تشتري الكهرباء من مصادر مختلفة للطاقة ستربح إذا اشترت إثيوبيا طاقة كهرومائية نظيفة وبأسعار معقولة. ووفقا له، فإن دراسات الجدوى تظهر بأن البلاد لديها الميزة النسبية الطبيعية الحصرية لإنتاج الطاقة الكهرومائية بتكلفة منخفضة.

وتمتلك إثيوبيا إمكانات هائلة لتزويد العديد من البلدان بالطاقة الكهربائية وبأسعار معقولة. وهذا يتطلب الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد ودمج توليد الطاقة الكهربائية مع التطورات الاقتصادية الأخرى لتسهيل التكامل الإقليمي .

وكشف عضو فريق التفاوض بشأن سد النهضة عن أن دولاً أفريقية، بما في ذلك السودان وجيبوتي وكينيا، تدرس شراء طاقة كهربائية من إثيوبيا. وسيشتري السودان وجيبوتي، وكينيا  بعد إستكمال إعداد خطوط نقل عالية الجهد بالتعاون مع إثيوبيا.

وأشار أرسانو إلى أن الدول المجاورة وحتى دول الشرق الأوسط وأوروبا قد تحتاج في المستقبل إلى إمدادات كهربائية من إثيوبيا.  وقال يعقوب: إن إمكانات إثيوبيا لتصدير الطاقة الكهربائية يمكن أن تصل إلى مصر والمغرب وأوغندا وتنزانيا وجنوب إفريقيا وموزمبيق واليمن والأردن وتركيا، مضيفًا إلى أن العديد من الدول الأوروبية تستخدم الطاقة النووية، وهو أمر خطير. ويفضل الكهرباء، وإمدادات الطاقة من إثيوبيا في المستقبل.

ومن جانب آخر قال محمد حسن المحاضر في معهد الدراسات الأفريقية بجامعة أديس أبابا: إن الطاقة الكهربائية المجمعة من سد النهضة ومصادر الطاقة الأخرى ستلبي الاحتياجات المحلية وستكون مفيدة في العلاقات الاقتصادية والتعاون مع الدول الأخرى.

وأضاف محمد قائلا: إن استكمال السد سيكون له فوائد اقتصادية، خاصة للدول المجاورة، ليس في إمدادات الكهرباء وكسبها، فحسب، بل في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع الدول. ومن ثم يمكن أن يحول القرن الأفريقي المعادي منذ فترة طويلة إلى بيئة سلمية ومستقرة وتعاونية.

وأشار الباحث أيضا إلى الحاجة إلى تعزيز الوحدة والحفاظ على الأمن، ومقاومة الضغوط الخارجية والتدخل على سد النهضة، الأمر الذي سيكون له مساهمة كبيرة في أهداف التنمية الوطنية والإقليمية، بما في ذلك تحقيق أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي.

 وقد قفز بناء سد النهضة مؤخرًا بأكثر من 88 في المائة وتم الانتهاء من المرحلة الثالثة  من ملء الخزان لتمكين توليد 700 ميجاوات مما يزيد من الإمكانات الحالية بنسبة 14 في المائة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *