*الحوار الوطني المخلص يحقق نجاحا لمصالحة الوطنية في البلاد
تقرير سفيان محي الدين
إن الوحد ة الوطنية والمحافظة على الأمن والسلام في أثيوبيا واجب للجميع ،وأن الوقوف على خط مرصاد لأجل الحفاظ على سيادة البلاد يلعب دورا فعالة في تقوية المجتمع الأثيوبي في شتى المجالات ،كما أن الوحدة الوطنية في العصور القديمة أعطت ثمارا ، وعلى سبيل المثال حيث أنهم وقفوا في الدفاع عن الوطن في معركة عدوا المجيدة صفا واحدا ضد العدو الغاشم القوى الإيطالي الخارجي ،وليس لدينا آنذاك سلاح متطور ولم يكن مع الأثيوبيين إلا أسلحة تقليدية وهي الوحدة الوطنية ومع ذلك قد انتصروا بفضل الوحدة ، لأن الوحدة هي القوة ويجب المحافظة عليها قبل أن يفلت بأيدينا والآن نحن نعاني من التفرقة والعنصرية والتشتت بسبب عدة إختلافات في الآراء رغم أن الحكومة تدعوإلى الوحدة والأمن والسلام والتنمية ،”ولايسعنا في هذا المقام إلاأن ندعو الأثيوبيين جميعا “أن يقفوا صفا واحدا بجانب الحكومة في مجال تحقيق الأمن والسلام للبلاد وذلك بدلا أن نسعى إلى بلبلة الخلافات بين القوميات وإثارة العصبية حتى أن تصبح أثيوبيا منتصرة على أعدائنا الذي يقوم ضد وحدة الأثيوبيين “و يجب علينا” أن نكون قوة متماسكة وشامخة في القرن الإفريقي وعلى مستوى البلا د ،وحول هذا أجرى مندوب صحيفة العلم الأثيوبية مع الأستاذ محمد أمان برمجي وهو مقيم في منطقة برايو وأيضا مدرس في معهد إمام الشافعي -غوندي -التابعة لإقليم أوروميا والحوار كالتالي :
العلم : كيف يمكن المحافطة على الوحدة الوطنية وتعزيز المجتمع الأثيوبي على المحبة والتعاون ؟
وفي هذ الصدد قال الأستاذ محمد أمان آدم :إن الوحدة الوطنية والمحبة والتعاون والتما سك هي الطريقة المثالية للعيش معا في أي بلد كان وفي كل زمان ومكان وبدون أي تمييز ديني وقومي ،وبدون كراهية وتعصب عرقي ولغوي فإن الدين الإسلامي يأمرنا على ذلك وخير دليل علي ذلك حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين أمر صحابة الكرام الذهاب إلى أرض الحبشة مع الرغم هي دولة مسيحية ولم يتعصب وكذلك حين هاجر من مكة إلى المدينة جمع سكان المدينة المختلفة دينيا وعرقيا ولغويا بما في ذلك اليهود وأعطى لهم ضمانا بحرية كاملة وهي دولة إسلامية يسود فيها العد الة والمساوة رغم وجود إختلاف ديني و ثقافي عاشت هذه الدولة بدون أي تمييز ،كما أن الإسلام يرفض رفضا باتا التعصب الديني والعرقي والقومي وأن أثيوبيا لها سمات مثالية في التعايش السلمي في العالم ،ومثال يقتدى بها في العالم ولذا ينبغي على جميع الشعوب الأثيوبية أن يعيشوا معا بسلام ومحبة وعدالة ومساواة بدون إظهار أي كراهية كما عاشت منذ أكثر من ألفين سنة وهي الطريق الأمثل ..
وأكد الأستاذ محمد أمان على أن الكراهية والتعصب القومي بين الشعوب الأثيوبية لاتخدم مصالح هذه الشعوب ولكنها تسبب الدمار والخراب والحروب والمجاعة والتفرقة والفتن بين الشعوب .ولماذا ما نأخذ عبرة من الدول المتقدمة حضاريا وثقافيا فإن تلك الشعوب التي تتعامل فيما بينها بالمحبة والتعاون فيما بينها كما هو الحال في الدول الأروبية والإمريكية رغم وجود اختلاف عرقي و ديني تعيش مع بعض بالسلام والمحبة ، وهناك أيضا من الشعوب المثالية المتماسكة من الدول النامية كأندونيسيا والتي تبلغ عدد سكانها حوالي 220 مليون نسمة ويوجدعدة كيانات دينية وعرقية واللغوية ولكنها شعوب متماسكة جدا ولذا أصبحت من الدول النامية المتقدمة اقتصاديا واجتماعيا وحضاريا .
العلم : ماهي أسباب ظهور الكراهية بين الشعوب الأثيوبية في الآونة الأخيرة؟
ذكر الأستاذ محمد أمان بأن الحقيقة لونظرنا في هذه الأمور بجدية ليست هناك أي كراهية بين الشعوب الأثيوبية عاشت مع بعض منذ أكثر من ألفي سنة بدون حدوث أي حساسية أواختلافات ولكن حدثت فعلا في السنوات الأربعة الأخيرة حيث ظهرت بعض جماعة معارضة قليلة العدد لإنتهاز فكرة لديها طموحات ورغبات لأجل الوصول على السلطة بهذه الوسيلة وهي تريد تطبيق نظرة تفرقة الشعوب وبالحقيقة فإن هذه الفئة لاتمثل الشعوب الأثيوبية المعروفة بالسلام والمحبة والتعاون ، كما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله عليكم أن تهاجرو إلى الحبشة فإن فيها ملك لايظلم أحد عند ه وهي بلد الأمن والسلام والمحبة والمساواة وهذا قبل أكثرمن 1400 هجرية ولذا فإن على الشعوب الأثيوبية أن تنتبه من هذه الفئة وتقاوم فكرة هذه الفئة التي لاتريد تقدم أثيوبيا اقتصاديا وإجتماعيا ،وأن هدفها الوصول إلى السلطة بأي ثمن كان وهذه الفكرة لاتخدم مصالح شعوب أثيوبيا عامة ولاتخدم أيضا مصالح القومية التي تنتمي إليها تلك الفئة .
العلم : مارأ يكم حول حوار الوطني البناء في أثيوبيا ؟
يقول الأستاذ محمد أمان وبالحقيقة بأن الحوار الوطني هو أسلوب حضاري وديمقراطي ينبغي أن نأخذه بعين الإعتبار بالصدق والأمانة حيث لايمكن حل المشاكل في البلاد عن طريق القوة والحرب وخاصة المشاكل السياسية يجب أن يكون بشرط أن يساهم جميع الأطراف بالقناعة والإخلاص حسب الدستور الاثيوبي الذي يضمن حقوق جميع القوميات والأديان في البلاد .
العلم : هل يحقق الحوار الوطني نتائج إيجابية في إنقاذ البلاد من المأزق الذي تمر به ؟
أشار الأستاذ محمد أمان إلى أن الحوار الوطني له فوائد كثيرة جدا إذا شاركت جميع الأطراف الوطنية في مائدة المفاوضات لحل المشاكل الوطنية في البلاد ومن ثم سوف يؤدي ذلك الحوار الي نتائج مثمرة وإيجابية وترضى فيه جميع الشعوب الأثيوبية بالأمن والسلام ومن هنا تتجه البلاد إلى أنشطة انمائية مزدهرة في شتى المجالات ، وعلى سبيل المثال بناء شبكات الطرق المعبدة للموصلات والسكك الحديدية الذي يربط بين الدول المجاورة ويؤدي إلى انتعاش اقتصاد متطور للبلاد .
العلم: مادور رجال الأديان في إنجاح المصالحة الوطنية ؟
أشاد الأستاذ محمد أمان بأنه مما لاريب فيه ان رجال الأديان في أنحاء العالم يلعبون دورا كبيرا في تغيير المجتمع قديما وحديثا سواء كان من ناحية الأمن والسلام فإن دورهم يفوق دوررجال السياسة في تحقيق الإستقرار والأمن لأن المجتمع يصغي ويستمع ويقبل نصيحة دعوة رجال الأديان لأن كل الديانات تدعو إلى المحبة والتآلف والتكاتف وأن الأديان السماوية ضد الكراهية والعنف ومن خلال هذا يستطيع رجال الأديان إذا كانوا مخلصين ولديهم الوطنية أن يقفوا إلى جانب الحوار الوطني لخدمة البلاد والعباد ..
وأكد الأستاذ محمد على أن رجال الأديان يستطعون إنهاء الصراع التي تحدث بين القوميات والأديان داخل البلاد لأن كلمتهم مسموعة لدى الشعوب والقوميات وهذا في المجتمعات المتحضرة ونرجو من ذلك من الجميع أن يساهموا في هذا المجال .
العلم :وهل لديكم توصية إضافية في تعزيز السلام والإستقرار ؟
وفي الختام قال الأستاذ محمد أمان فإن السلام والإستقرار مطلب لجميع الشعوب الأثيوبية وأمس الحاجة في الوقت الحاضر ، وينبغي على جميع المواطنين من الجهات المعنية من الحكومة سواء كان أفرادا أوجماعة أوأحزابا وكذلك من المؤسسات الدينية والفئات المعارضة كل منا أن يسعون إلى تعزيز السلام وبذل جهود في إيجاد سبل السلام والإستقرار ووحدة البلاد وكذلك بشرط أن تتمتع جميع القوميات بالحصول ومستلزمات الحياة الضرورية ،كما أن تمارس جميع القوميات لغاتها وتمارس ثقافاتها وعاداتها بدون سيطرة أي جهات معينة من القومية على لأخرى ، فإن الدستور الأثيوبي قد كفل حقوق القوميات وضمن حرية لجميع القوميات والأديان في البلاد .