دور التحالف الثلاثي في تعزيز الامن الإقليمي للقرن الإفريقي والبحر الاحمر

 

بقلم ياسين احمد رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية

التموضع الإرتري الإقليمي الإستراتجي إن مكانة ودور الدول الصغيرة في العالم لا تقاس بحجمها الجغرافية ولكنها تقاس بنوفذها وبتموضوعها ودورها والجيوبولتيكى وقدرتها الدبلوماسية في بناء تحالفات استراتجية إقلميا ودوليا. وإريتريا هى احدى هذه الدول التى لديها دور محوري واستراتجي في تعزيز الأمن الإقليمي في القرن الإفريقي والبحر الاحمر.

إريتريا تعتبر دولة إستراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي. إقليميا فان إريتريا تعتبر جسرا ثقافيا وإقتصاديا وامنيا بين دول القرن الإفريقي والدول والعربية وخاصة دول الخليج اما دوليا فان إريتريا تتحكم في الممرات المائية على البحر الاحمر للتجارة الدولية ولها دورا محورا في حفظ امن البحر الاحمر بالتعاون مع دول القرن الإفريقي والدول العربية المطلة على البحر الاحمر جنوبا.

رؤية جديدة للتعاون والتكامل الإقليمي بعد إتفاقية السلام بين اثيوبيا وإرتريا الذي طوى مرحلة القطيعة بين البلدين لمدة 22 سنة فان هذا التطبيع ساهم في إعادة تشكيل قرن افريقي جديد يقوم على تعزيز المصالح المشتركة لشعوب القرن الإفريقي وفق رؤية إقليمية جديدة لتحقيق التعاون والتكامل الإقليمي ثقافيا وإجتماعيا وإقتصاديا وعسكريا. وكما ان إتفاقية السلام بين اثيوبيا وإريتريا شكلت التحالف الثلاثي بين إريتريا والصومال واثيوبيا الذي عرف بأتفاقية اسمرا التى وقعت من قبل الرئيس الارتري إسياسي افورقي والرئيس الصومالي وعبدالله فرماجو ورئيس الوزراء الأثيوبي الدكتور أبي احمد وما صاحب ذلك من إجتماعات لقادة الدول الثلاثة في أثيوبيا وإرتريا والصومال.

هذه الرؤية الإقليمية الجديدة غيرت من دور اثيوبيا من شرطي القرن الإفريقي في عهد النظام السابق الإثيوبي بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تجراي الى دور اثيوبيا الجديد كاراعية السلام في القرن الإفريقي بقيادة رئيس الوزراء الأثيوبي الدكتور أبي احمد الذي توج بجائزة نوبل للسلام سنة 2019 وكذلك انتهت حرب بالوكالة بين إرتريا واثيوبيا في الصومال

يُعد التحالف الثلاثي (إريتريا، إثيوبيا، الصومال) الذي تبلور في عام 2018 أهم تجمع سياسي ظهر في القرن الإفريقي في السنوات الأخيرة، ومفاعيل صيغة التحالف السياسي بين أطرافه حاضرة ومؤثرة في كثير من الأحداث المفصلية داخل الدول المشكِّلة له من جهة، وفي تطور العلاقات مع دول الجوار الإقليمي من جهة أخرى.

في 5 سبتمبر/أيلول 2018، تم توقيع اتفاق تضمنت بنوده وفقاً لما نشره وزير الإعلام الإريتري يماني جبرمسقل في تلك الفترة :

1 . تعزز الدول الثلاث التعاون الشامل الذي يخدم أهداف شعوبها.

تقوم الدول الثلاث ببناء علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وثيقة.

تعمل الدول الثلاث بالتنسيق على تعزيز السلام والأمن الإقليميين.

تنشئ الحكومات الثلاث بموجب هذا لجنة مشتركة رفيعة المستوى لتنسيق جهودها في إطار هذا الإعلان المشترك.

تبع هذا مجموعة من القمم  بين القادة الثلاثة كان أهمها في أسمرة 27 يناير/كانون الثاني 2020، التي صدر عقبها إعلان أكد فيه القادة التزامهم بالاتفاق الثلاثي وتبنوا خطة عمل مشتركة لعام 2020 وما بعده، تركز على الهدفين الرئيسيين والمتشابكين لتوطيد السلام والاستقرار والأمن، وكذلك تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما اتفقوا على تعزيز جهودهم المشتركة لتعزيز التعاون الإقليمي الفعال. Heads of State and Government Meeting Between Eritrea, Ethiopia and Somalia Joint Communiqué, Horn Diplomat, January 27, 2020, (Seen Aug 4, 2021), https://n9.cl/v6pvh

 

 

نتائج التحالف الثلاثي على الامن الإقليمي من ضمن هذا النتائج للتحالف الثلاثي فان إرتريا لعبت ومازلت تعلب في حماية الامن الإقليمي فقد قامت إريتريا بطلب من أثيوبيا في المساهمة في حماية امن أثيوبيا من قوات المتمردين للجبهة الشعبية لتحرير تجراي التى قامت بمحاولات انقلاب على الحكومة الإثيوبية الشرعية المنتخبة وتفكيك الدولة الإثيوبية وكذلك تهديد سيادة دولة إرتريا في الحرب العسكرية التى شنتها الجبهة الشعبية لتحرير تجراي على القاعدة الشمالية للقوات الدفاع الإثيوبية التابعة للحكومة المركزية الإثيوبية.

وفى إطار التعاون والتكامل الإقليمي الأمني للقرن الإفريقي قامت إريتريا بتدريب وبتخريج 5000 الالف جندى من الجيش الصومالي بحضور الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ في محمود في العاصمة الإريترية اسمرا في 9 من شهر يوليو في اول زيارة له بعد انتخابه رئسيا للصومال في شهر مايو الماضي.

كما توجت زيارة الرئيس الصومالي الى الى إرتريا بتوقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية .

مما لا شك فيه فقد خسروا الذين كانوا يراهنون على تفكك التحالف الثلاثي بين الصومال وإرتريا واثيوبيا بعد انتخاب السيد حسن شيخ محمود رئيسا للصومال لان الاتفاقيات الإستراتجية تتم بين الدول وتغيير الحكومات لا تغير الاتفاقيات بين الدول.

واخيرا اليوم التحالف قدم إنجازات حقيقية تخدم أهداف التكامل والتنمية المشتركة وتزيل جذور الخلافات المزمنة وبذلك  يزداد قوة يوما بعد يوم حتى يشمل كل دول القرن الإفريقي الكبير ويؤسس إتحاد قرن افريقي جديد يسوده السلام والتنمية وها هي إرتريا قامت بتخريج 5000 جندى من الجيش الصومالي….من ضمن هذه النتائج للتحالف الثلاثي فان إرتريا لعبت ومازلت تعلب دورا مهما في حماية الامن الإقليمي…..وما خفي اعظم .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

6 Comments to “دور التحالف الثلاثي في تعزيز الامن الإقليمي للقرن الإفريقي والبحر الاحمر”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *