*الإنتصار الذي حققه أجدادنا في معركة “عدوة”سيلهم الجيل الجديد للدفاع عن وحدة البلاد
سمراي كحساي
تحتفل البلاد يوم الخميس بذكرى الانتصار في معركة “عدوة” الـ 127 التي حقق فيها الشعب الإثيوبي أعظم نصرعلى إيطاليا عرفته القارة الإفريقية في تاريخها الطويل على الإستعمار الغربي وهو النصر الذي هز المستعمر الغربي وزلزل الأرض تحت أقدامه ,وكذلك الدول الأوروبية التي كانت تستعمر البلدان الإفريقية في تلك الفترة.
وفي نفس الوقت أعاد هذا النصر للبلدان الإفريقية الثقة بنفسها وبقدرتها وشجعها على مواجهة الإستعمار الغربي والدفاع عن وطنها وأرضها من اجل الحرية والإستقلال عن الاستعمار الغربي في ذلك الوقت .
وانتصار إثيوبيا على الإيطاليين ألهم البلدان الإفريقية في خوض النضال المرير وتقديم التضحيات الباهظة على الرغم من امتلاكهم أسلحة تقليدية مقارنة مع الأسلحة الحديثة التي كانت لدى مستعمريهم الغربيين.
ولايغيب عن البال في هذا الصدد أن إثيوبيا تعتبر الدولة الإفريقية الوحيدة ماعدا ليبيريا ومن بين البلدان القلائل على مستوى العالم التي تحتفل بيوم النصر في حين تحتفل معظم البلدان الإفريقية الشقيقة لإثيوبيا بيوم الإستقلال عن المستعمرين الأوروبيين .
واستعصت إثيوبيا على جميع الغزاة الأجانب الذين حاولوا الإستيلاء عليها واحتلالها وظلت تحافظ على استقلالها وسيادتها عبر الدفاع المستميت وتقديم أغلى ما لديها من الأنفس والنفيس دفاعا عن حريتها واستقلالها مما اعطاها مكانة رائدة ضمن البلدان التي حافظت على استقلاها الكامل على مدى تاريخها الطويل وظلت مبعث فخر واعتزاز وتمجيد لدى قومياتها وشعوبها المتنوعة ولدى الشعوب الإفريقية ,وكذلك موضع احترام وتقدير لدى شعوب العالم المحبة للحرية.
وفي مقابلة مع صحيفة العلم قال الدكتور آدم كامل الكاتب والباحث في العلاقات الإثيوبية -العربية ان المعيار الأساسي للإنتصار في كل المعارك دائما ليست القوة العسكرية والمعدات الحديثة بل حب الوطن بالدرجة الأولى والوحدة والتلاحم وتحمل المسؤولية والإستعداد للدفاع عنه بكل ما أوتي الإنسان من قوة معنوية ومادية خدمة لمصالح وسمعة وكرامة البلاد.
واضاف ان هناك أيضا معايير دينية ووطنية واقتصادية واجتماعية ,والمعيار الأساسي في الإسلام كان الدفاع عن العقيدة الإسلامية وهي أساس الإنتصار للمعارك التي خاضها الرسول عليه الصلاة والسلام .
وقال ” نحن في إثيوبيا لم نتعرض للإستعمار الغربي كما تعرضت البلدان الأخرى,وهذا يدل على ان الشعب الإثيوبي شعب عريق ولديه مبادئ وعقائد للدفاع عن سيادة بلاده مهما واجه من قوة ,وحين حاولت إيطاليا الإستيلاء على إثيوبيا قام الشعب الإثيوبي جميعا بكافة قومياته وأجناسه وأديانه وأعماره للدفاع عنها , والجيل الجديد يستند إلى هذه المبادئ لأن الإنتصار الذي حققناه في معركة عدوا يلهم الجيل الجديد للدفاع عن وطنه عندما تتعرض البلاد للإعتداء من قبل القوة الأجنبية”.
واشار الدكتور آدم الي إن معركة عدوة لديها بصمات ومكانة ليس على مستوى إثيوبيا فحسب بل على مستوى البلدان الإفريقية عموما و لكل إفريقي في كل أنحاء العالم لان الإنتصار كان انتصارا للسود على المستعمر الأبيض .
وقال إن الاحتفال بإنتصار معركة عدوة يعطي درسا للآخرين للدفاع عن حرياتهم ووطنهم وحماية كراماتهم الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية فمن هنا فإن الأفارقة في أمريكا وفي كل أنحاء العالم يقتدون ب”عدوة”.
واضاف أن الافارقة الذين تعرضوا للإستعمار الغربي استلهموا فكرة عن معركة “عدوة” بأن بإمكانهم الدفاع عن بلادهم وكرامتهم وأن الأفارقة دائما يقدسون “عدوة”تقديسا كاملا وأنها معلمهم وملهمهم بمبادئ الحرية والمساواة والوحدة والتلاحم ,ومن هذا الأساس فإن الأفارقة لدى الإستقلال عندما يختارون لون العلم والرايات لبلادهم يأخذون من الراية الإثيوبية اللون الخاص بها طولا وعرضا .
وقال الدكتور آدم إن الآخرين يتربصون بنا و ان أي انقسامات واختلافات داخلية لنا ستعطي فرصة لهم للتدخل في شؤوننا ولتشتيت الشعب الإثيوبي على أساس قومياته ولغاته وأديانه وهو المعيار الذي يحاولون التدخل في شأننا من خلاله.
واشار الي ان الشعب الإثيوبي لايعتدي على أحد مهما كلف الثمن سواء فيما يتعلق بقضية سد النهضة اوغيره و أن إثيوبيا لديها مكانة في كل الأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية وهذه الأديان السماوية تركت بصماتها في البلاد.
واضاف قائلا :” لاتنسى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي قال فيها :”دعوالحبشة مادعوكم” وهذه وصية نبوية ومن هنا المالكية يقولون في كتبهم أن توصية الرسول صلى الله عليه وسلم في عدم الإعتداء على الحبشة تعطي الأمربعدم جواز الإعتداء عليها وان أي مخالفة والإعتداء على الحبشة يعتبر اعتداء على وصية الرسول ,وان وأي مسلم يحاول الإعتداء عليها من أي جهة كان يعتبر مخالفا لنص وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في حق هذه البلاد.