مبادرة “الإرث الأخضر” نموذجاً يُحتذى به في العالم

 

سمراي كحساي

 

في عالم يواجه التحديات الملحة للتغير المناخي، يبرز القادة ذوو الرؤية الثاقبة كمنارات أمل. ومؤخرًا، ألقى نائب الرئيس النيجيري، كاشيم شتيما، كلمة ملهمة عبّر فيها عن تقديره لمبادرة إثيوبيا “الإرث الأخضر”، واصفًا إياها بأنها استجابة عملية للتحديات المناخية، ونموذج يُحتذى به لمستقبل مستدام.

جاءت تصريحاته خلال الإطلاق الرسمي لبرنامج هذا العام، والذي يهدف إلى زراعة 7.5 مليون شتلة، وهو هدف يعكس حجم الحاجة الملحة للتحرك المناخي.

أُطلقت مبادرة “الإرث الأخضر” في عام 2019 بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد، وهي أكثر من مجرد برنامج لإعادة التشجير؛ إنها تجسيد لرؤية عميقة لإعادة تأهيل البيئة والتنمية المستدامة. ومن خلال استهداف الأراضي المتدهورة، تسعى المبادرة إلى مكافحة إزالة الغابات، وتعزيز التنوع البيولوجي، والتخفيف من آثار التغير المناخي.

وكما أشار نائب الرئيس شتيما، فإن هذه المبادرة تمثل “درسًا في الرؤية والغاية والجرأة”، وهي تعبير عن التزام يمتد لما هو أبعد من الحاضر، ليشمل الأجيال القادمة.

ورغم أن الهدف المعلن بزراعة 7.5 مليون شتلة هذا العام يُعد طموحًا ويستحق الثناء، فإن أهمية المبادرة تتجاوز الأرقام. فهي دعوة واضحة للدول كافة لتبني سياسات بيئية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

وأكد نائب الرئيس أن “المستقبل الذي نطمح إليه يجب أن نزرعه ونرعاه ونبنيه”، مشددًا على أن التحرك الاستباقي ضروري في عالم قد يؤدي فيه التقاعس إلى عواقب وخيمة على البشرية والكوكب.

ويرجع الفضل في نجاح هذه المبادرة إلى القيادة الحكيمة لرئيس الوزراء آبي أحمد، الذي ألهم المواطنين والشركاء المحليين والدوليين على حد سواء.

وبفضل رؤيته، لم تقتصر إثيوبيا على تقديم نموذج يُحتذى به، بل أصبحت مصدر إلهام لدول أخرى لإعادة النظر في سياساتها البيئية.

وكما قال البعض، “إثيوبيا أرض الوعد”، وهو ما أكده شتيما حين أشار إلى قدرة البلاد على أن تصبح رائدة في مجال التكيف المناخي.

علاوة على ذلك، تُقدّم مبادرة “الإرث الأخضر” دروسًا مهمة في العمل الجماعي والمشاركة المجتمعية. فهي تشجع المواطنين على ممارسة دورهم في حماية البيئة، مما يعزز شعورهم بالمسؤولية والانتماء.

وهذا الانخراط المجتمعي يُعد أمرًا حيويًا؛ فعندما تتحد المجتمعات من أجل هدف مشترك، تتضاعف النتائج. وتُجسد المبادرة كيف يمكن للدولة أن توظف إرادة شعبها لمواجهة التحديات البيئية بفعالية.

وعند التأمل في تصريحات نائب الرئيس، يتضح أن “الإرث الأخضر” هو نموذج يُمكن أن تقتدي به الدول كافة. فالأهداف البيئية الطموحة ليست فقط ممكنة التحقيق، بل ضرورية من أجل تنمية مستدامة وشاملة. ومن خلال تبني مثل هذه المبادرات، تستطيع الدول أن تضمن مستقبلًا أكثر ازدهارًا ومرونة.

وعلى الصعيد العالمي، تذكّرنا المبادرة بأن العمل المناخي مسؤولية مشتركة. فإشادة نائب الرئيس النيجيري بجهود إثيوبيا تحفّز الدول على التعاون، وتبادل أفضل الممارسات، وابتكار حلول تتناسب مع تحدياتها البيئية الخاصة.

وهذه الروح التعاونية ضرورية في ظل الأزمات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم.

وفي الختام، تقف مبادرة “الإرث الأخضر” شاهدًا على ما يمكن أن تحققه القيادة الرشيدة من إنجازات. وهي دعوة واضحة للدول لجعل الاستدامة محورًا رئيسيًا في استراتيجياتها التنموية. ونحن نزرع اليوم بذور المستقبل، فلنرعها بالإرادة والعزم، حتى نضمن للأجيال القادمة كوكبًا نابضًا بالحياة.

وتستحق إثيوبيا الثناء على هذا الجهد العظيم، وعلينا جميعًا أن نلتزم ببناء عالم أكثر خضرة واستدامة. فالإرث الذي نبنيه اليوم سيُحدد ملامح الغد—فلنجعله إرثًا من الأمل، والمرونة، والانسجام مع البيئة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai