إثيوبيا ترحب بالاتفاق بين الاشقاء في جنوب السودان

*سفير جنوب السودان: علاقتنا مع الشعب والحكومة الإثيوبيين علاقة تاريخية وأخوية

 

تقرير: عمر حاجي

أديس أبابا (العلم) تعمل الحكومة الإثيوبية على تعزيز العلاقات الثنائية والأخوية مع دولة جنوب السودان بصورة فردية ومع منظمة الإيغاد بصورة جماعية، والاتحاد الإفريقي. وتقوم بالعمل الدبلوماسي المستمر لدعم عملية السلام والاستقرار لدولة جنوب السودان، لأنها تؤمن بأن استقرار دولة جنوب السودان هو جزء من استقرار إثيوبيا والقرن الإفريقي ككل.

 وفي هذا الإطار أجرت صحيفة ” العلم” مقابلة حصرية مع سعادة السفير جيمس بيتا مورغان سفير حكومة جنوب السودان لدى إثيوبيا حول ترحيب إثيوبيا بالاتفاق حدث بين الاشقاء في جنوب السودان، ونقد لقراء صحيفة ” العلم ” الكرام نص الحوار كالتالي:

  العلم: كيف تخللت عملية السلام بين الأشقاء؟

قال سعادة السفير جيمس بيتا ، بعد قوله، أولا أشكر صحيفة “العلم ” وأرحب بها كالعادة: إن إتفاقية السلام لم تكن فكرة جديدة، بل إنها إمتداد واستمرار لتنفيذ إتفاقية السلام التي عقدت هنا في أديس أبابا في 12 من سنتمبر عام 2018 م. والتي كانت سببا لإيجاد الأمن والسلام والإستقرار في جوبا.

وكانت الإتفاقية في مراحل: المرحلة الأولى، هي مرحلة تكوين الحكومة المركزية والإقليمية، وبعد ما تم تكوين البرلمان، كانت هناك معاهدة لتشكيل القوات الموحدة. وأما ما جرى قبل اليومين الماضيين في جوبا هو تنفيذ إتفاقية السلام في القيادة الموحدة للجيش، وتوحيد صفوف الجيش، حيث كان جيش جنوب السودان خلال الفترة السابقة جيشا يقوم بوحده. ولذا، كان هذا الإتفاق تنفيذ تلك المعاهدة المسبقة واستمراريته.

العلم: كيفية تقيمون الدور الإثيوبي في جهود إحلال السلام في جنوب السودان؟

 قال سعادة السفير بيتا: إن دور إثيوبيا كعادته تقف دائما مع جنوب السودان، حيث إن رئيس الوزراء هو أخونا الكبير، وهو دائما يقوم إلى جانبنا في حل المشاكل التي تحدث هناك، ويقول دائما: إنه يجب أن تحل المشكلة بطرق سلمية، مشيرا إلى أن علاقتنا مع إثيوبيا هي علاقات تاريخية نابعة من الأخوة في جميع مناحي الحياة. كما يقول الناس: إن شعب جنوب السودان وشعب إثيوبيا هو شعب واحد يعيش في دولتين، ونحن أخوة. مؤكدا على أن إستقرار الأمن والسلام في جنوب السودان هو إستقرار الأمن والسلام في إثيوبيا. لان السلام في جنوب السودان هو سلام لإثيوبيا وبالعكس تماما، لان ما يحدث هناك يتأثر في إثيوبيا.

 العلم: ما هي مخرجات الرسالة التي حملها وزير الدفاع الإثيوبي حول إلتزام بلاده بتقديم كل الدعم لإنجاع إتفاقية السلام ؟

سعادة السفير: إن قدوم الوفد الإثيوبي برئاسة الدكتور أبرهام بلاي وزير الدفاع الإثيوبي لجوبا حاملا رسالة من رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد إلى رئيس جنوب السودان فخامة سلفاكير ماردييت كانت الرسالة رسالة سلام، مؤكدا على أن الاخوة في جنوب السودان يعتين عليهم بأن يلتزموا بالسلام. مؤكدا على أن الإتفاقية التي وقعت في أديس أبابا في 2018  كانت هي الإتفاقية الوحيدة التي استطاعت أن تجلب السلام  لجنوب السودان.

 وقال السفير: إنه في هذا الإطار كان الجيران كلهم، مثلا: إثيوبيا، وكينيا، ويوغندا، والسودان، قد إقترحوا بأن تنجح هذه الإتفاقية وتنفذ على أرض الواقع، وتجلب السلام والإستقرار لجنوب السودان ولجيرانها أيضا. لكي نبدأ ونواصل المشاريع التنموية المختلفة، على سبيل المثال، الطرق التي تربط جنوب السودان بإثيوبيا. وهذه كانت من مفاد الرسالة.

كما أشار السفير إلى أن فخامة الرئيس سلفاكير مياردييت أكد على أن حكومة جنوب السودان لاترجع ثانية إلى الحرب، وقد إنتهت الحرب، والآن نتمسك بالسلام والتوجه إلى التنمية، ونرغب توسيع مشاريع التنمية في جنوب السودان مع كل الجيران، لأن جنوب السودان جزء لا يتجز من القرن الإفريقي، وجزء من القارة الإفريقية. ولهذا، فإنه من اللازم إستقرار الأمن والسلام في جنوب السودان، لكي نستطيع أن نقوم بمشاريع التنمية كمنطقة ككل. وكانت هذه الرسالة مهمة جدا، كما أن الترتيبات الأمنية هذه جزء من السلام لعام 2018 م ونحن عايزين تنفيذ هذه الإتفاقية بسلام .

العلم: ما الجديد في  العلاقة بين البلدين وخصوصا فيما يتعلق بربط الطاقة الكهربائية بجنوب السودان وبين دول شرق إفريقيا؟

سعادة السفير بيتا: إنه كما قلت، فإن علاتنا دائما وأبدا علاقات أخوية وتاريخية، ونحن نمشي الآن إلى مرحلة ثانية، وهي مرحلة التنمية، لأنها مهمة للغاية بين الدولتين، وإثيوبيا نجحت- الحمد لله- في توليد الطاقة الكهربائية من سد النهضة الإثيوبي الكبير، لان الطاقة الكهربائية تنفع جميع دول الجيران في تطوير المشاريع التنموية في كافة المجالات، وجنوب السودان جزء منه، بالإضافة إلى الإستفادة من هذه الطاقة الكهربائية.

وقال سعادة السفير: “نحن مستعدون بأن نشتغل ونتعاون معا من أجل إيصال الطاقة الكهربائية إلى جنوب السودان للإستفادة من تنمية المشاريع الكبرى، كطرق السيارات، والسكك الحديدية، ومشاريع تنمية المصانع. لأن تنمية مثل هذه المشاريع الكبرى وتطويرها لاجدوى لها بدون الطاقة الكهربائية.

  ولذا، نحن نستفيد كجيران ونربط بين شعبي البلدين. وهذه خطوة مهمة جدا. مؤكدا على أن هذا الأمور تؤدي بالتالي، إلى تطوير التكامل الإقتصادي، والإجتماعي، والسياسي، في المنطقة.

وفيما يتعلق حول متى تكون هذه الإتفاقية سارية المفعول، قال سعادة السفير: إنه في الأيام القليلة القادمة سيأتي وفد من جنوب السودان إلى أديس أبابا برئاسة الوزيرين، وزير الطرق والقبائل، ووزير المالية لإجراء الحوار وتبادل الآراء، حول- من أين نبدأ؟ وكيف؟ ومتى..؟ .

وأخيرا قدم سعادة السفير، الشكر والتقدير لشعب وحكومة الإثيوبيين لوقوفه إلى جانب شعب جنوب السودان وتقديم الدعم والمساندة له في السراء والضراء. وستستمر علاقتا في جميع المجالات، الإجتماعية والسياسة والإقتصادية وفي جميع الخطوات التي نتخذها فيما بعد. 

وشكرا .  

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “إثيوبيا ترحب بالاتفاق بين الاشقاء في جنوب السودان”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *