سفيان محي الدين
من الممكن إيجاد حلول محلية لمختلف أنواع المشاكل، من خلال الحوار الوثيق والنقاش الجاد وهو السبيل الأمثل لمعالجة جراح الماضي، سواءً كانت وليدة جهل أوبالعمد في جميع أنحاء إثيوبيا.
وإدراكًا لهذه الحقيقة، سعت إثيوبيا جاهدةً حتى الآن لإيجاد حلول ممكنة للمشاكل التي نشأت منذ زمن طويل، والتي لا تزال تداعياتها مستمرة، ومن بين التدابير العملية التي اتُخذت الحكومة في جميع أنحاء البلاد، هي الجهود المثمرة التي تبذلها لجنة الحوار الوطني.
لا شك أن إثيوبيا واجهت، على مدى السنوات القليلة الماضية، تحديات داخلية وخارجية جسيمة تهدد سيادتها ورفاهية سكانها و استجابةً لذلك، شرعت البلاد في جهد تاريخي لحل النزاعات المتجذرة من خلال الحوار الوطني الشامل، وقد أجرت هذه اللجنة مجموعة من الحوارات والمحادثات الوثيقة والمناقشات حول مجموعة واسعة النطاق من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وخاصةً السيناريو السلمي الذي ينبغي أن تنعم به البلاد، بمشاركة المواطنين على مستوى البلاد.
وأُنشئت اللجنة لمناقشة النزاعات والأزمات الداخلية واسعة النطاق التي عصفت بمختلف شرائح المجتمع، بهدف أسمى يتمثل في تعزيز السلام والاستقرار الدائمين، ومعالجة الانقسامات التاريخية.
نعم، الحوار الوطني أفضل من الصراع، فقضاء وقت طويل في الحوار أفضل من قضاء يوم واحد في الاضطرابات والحرب. والأهم من ذلك كله، أن يتعلم الإثيوبيون من أزمات الماضي وأن يقبلوا الحوار الوطني كوسيلة لتحويل البلاد نحو السلام والازدهار.
و مع تقدم الحوار الوطني، يُؤمل أن يمهد هذا النهج الشامل الطريق لإثيوبيا أكثر وحدةً وسلامًا.
ويُعدّ الحوار الجاري عبر اللجنة في جميع أنحاء البلاد مبادرةً هامةً ،ويهدف الحوار الوطني إلى تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة العامة والحكم الديمقراطي، كما يسعى الحوار إلى معالجة تحديات الماضي، وتعزيز التفرد، وبناء رؤية مشتركة للمستقبل.
وفي الحقيقة،على الأجيال القادمة أن تتولى زمام الأمور في دولة مستقرة ومستقلة وسلمية ومزدهرة، ترضي جميع المواطنين.
وأكد السيد يوناس أداي، أحد أعضاء اللجنة، خلال جلسة اختيار ممثلي الحوار في إقليم أمهرا، في فعالية نُظمت لهذا الغرض، وأن الجميع مُلتزمون بإحلال السلام على مستوى البلاد، إذ لا ينبغي أن تُترك مسألة ضمان السلام في البلاد للجنة أو أي جهة أخرى تعمل على تعزيز السلام والأمن لوحدها، بل يتطلب الأمر تضافر جهود الجميع وحسن النية لاتخاذ إجراءات وقرا رات عملية لتعزيز السلام والإستقرار .
ومن حيث المبدأ، يُقترح الحوار الوطني كاستراتيجية لتعزيز التعاون واستدامية السلام. وأن وضع برامج الحوار الوطني يهدف أيضا إلى تحقيق توافق وطني وسلام دائم على مستوى البلاد ،كما يجب التأكيد على جدوى الحوار الوطني الإثيوبي عبر التركيز على حل المشكلات المحلية من خلال ابتكار حلول محلية.
ويجب أيضا مراعاة تهيئة الظروف واختيار ممثلين حقيقيين، لأن هذا المنهج هوالمربح وسيعطي ثمارا إيجابيا على مستوى البلاد .
وأعرب السيد يوناس على أن ما أنجزته اللجنة منذ أول أمس في بحر دار هو جزء لا يتجزأ من الجهود المبذولة لتهيئة الظروف لبناء دولة سلمية ومستقرة يعيش فيها جميع مواطنيها في وئام.
وقال أن نجاح الحوار الوطني في إثيوبيا يعتمد إلى حد كبير على مشاركة وإدماج مختلف أصحاب المصلحة في العملية السياسية،وبالطبع، هناك تباين كبير في الوعي والفهم للحوار الوطني بين مختلف أرجاء البلاد، حيث تدعم الأغلبية المبادرة وتلتزم بنجاحها وتنفيذها.
وأن ضمان المشاركة الواسعة، وجدول الأعمال المتنوع والخطة واضحة لتنفيذ التوصيات، هي عوامل حاسمة ستحدد فعالية الحوار. وأعضاء اللجنة يبذلون قصارى جهدهم لإحداث فرق في جميع الجوانب.
وفي الأساس، يجب إنشاء لجنة الحوار الوطني وتقدير عملها تقديرًا كبيرًا، فهي خطوة مهمة نحو حل المشكلات السياسية في إثيوبيا وإنهاء الصراعات الدائرة في البلاد.
و لا شك أن الحوارً الوطني هو كفيلٌ بإعادة الاستقرار والسلام و يجب أن يشمل هذا الحوار الوطني مجموعةً واسعةً من أصحاب المصلحة في الإعداد ليكون أكثر أهمية في تعزيز السلام والإستقرار.
لا شك أن التأثير الاقتصادي والسياسي للحرب محسوسٌ في جميع أنحاء البلاد. لذا، ينبغي إيجاد أفضل علاج. علاوةً على ذلك، يجب أن يكون إنهاء الحرب وبناء السلام من أولويات أجندة الحكومة والجهات المتحاربة والنخب السياسية وبعض الجهات المعنية الأخرى في البلاد.
وبما أن اللجنة الوطنية لا تملك تفويضًا للتفاوض أو المصالحة أو وضع أجندة لإنهاء الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، فعليها تسهيل الظروف المؤدية إلى محادثاتٍ وثيقةٍ وحل المشكلات معًا.
و العامل الأهم الآخر هو مواقف النخب الوطنية وثقتها بعملية الحوار الوطني، وهو عنصرٌ مهمٌ سيؤثر على نتائجها. بعبارات واضحة، لضمان مصداقية العملية، ينبغي ضمان رغبة والتزام أصحاب المصلحة الرئيسيين.
ويعتبر توسيع نطاق المشاركة الشعبية أمر بالغ الأهمية لاكتساب الشرعية، وإيصال النتائج المرجوة ، وتوجيه توقعات الإثيوبيين العاديين نحو العملية،و ينبغي أن يتضمن الحوار الوطني آليات تشمل عموم السكان، وأن تهيئ الظروف المواتية لإبقاء الجمهور على اطلاع ومشارك في الحوار، حاليًا، يناقش الناس هنا وهناك في جميع أنحاء البلاد، كما هو الحال اليوم في بحر دار، قضايا وطنية حاسمة في البلاد.
كما يجب إعطاء الأولوية لتوسيع نطاق المشاركة الشعبية، وطرح الاهتمامات الحقيقية، وتزويد اللجنة بملاحظات ومدخلات جوهرية، وتسهيلها بدقة لجميع المحتاجين لنجاح الحوار الوطني في إثيوبيا وعلاوة على ذلك، يجب مواصلة التشاوروالحورا البناء مع أصحاب المصلحة الرئيسيين وذلك لضمان التزام حقيقي واستعداد صادق للمشاركة الصادقة في عملية التوافق الوطني على مستوى البلاد .