سفيان محي الدين
تم التوصل مؤخرا الي إتفاق بين الصومال وإثيوبيا وذلك برعاية الزعيم التركي السيد رجب أوردوغان و نتج من ذلك عودة العلاقات الثنائية التي تحمل في طياتها وعودا تهدف الي تحقيق الإستقرار والأمن ومواصلة الأنشطة الإنمائية المستمرة.
كما اتفق البلدين على العمل نحو إبرام اتفاقيات تضمن لإثيوبيا وصولًا آمنًا ومستدامًا إلى البحر تحت السيادة الصومالية، بما يعود بالفائدة على الطرفين، ولتحقيق هذه الغاية، قرر زعيما البلدين بدء مفاوضات فنية قبل نهاية فبراير المقبل بهدف التوصل إلى اتفاق في غضون أربعة أشهر، بدعم من تركيا “عند الحاجة”.
و في هذا الصدد قال الأستاذ محمد أمان خبير التاريخي الأثيوبي والعلاقات العربية إن القرن الإفريقي هو موقع مهم و استراتيجي جدا حيث تطل منطقة القرن الإفريقي على البحر الأحمر ،والمحيط الهندي ، وباب المندب “ومن هنا “فإن علاقة أثيوبيا والصومال علاقة أزلية قديمة جدا حيث أن شعب الصومال وشعب أثيوبيا مرتبطان إرتباطا ثقافيا ودينيا منذ زمن بعيد.
وأوضح الأستاذ محمد أمان أن أثيوبيا فقدت المنفذ البحري من عام 1991م حين سقط نظام الدرج على يد جبهة الثورية للشعوب الأثيوبية وكانت قبل هذا تمتلك أثيوبيا المنفذ البحري ولكن مع الأسف فقدت نتيجة الإنهيار نظام الدرج وسوء عدم إدراك الحقيقة الجبهة الثورية منافع المنفذ البحري.
واضاف ان طلب أثيوبيا الحصول على المنفذ البحري من قبل الحكومة الحالية بقيادة الدكتور أبي أحمد عبر الطرق السلمية والدبلوماسية هو شيئ يرحب به ويمكن ان يعزز النمو الإقتصادي الأثيوبي وليس فحسب بل يعزز التجارة والنمو الإقتصادي للصومال والحفاظ على أمن المنطقة من حركة الشباب الإرهابية.
وأكد الأستاذ محمد أمان على أن البلدين تكسبان منافع لتطوير التجارة البحرية و فرصة ذهبية لتحسين البلدين النمو الإقتصادي بين البلدين الاقتصادي، بينما تسعى مقديشوأيضا إلى تعزيز سيادتها وتحقيق مكاسب تنموية دون التفريط في مصالحها الإستراتيجية بينها.
ومن جانبه قال المحلل السياسي السيد أبوبكر السماني ان المنفذ البحري له فوائد كبيرة بالنسبة للإستثمار لدولة أثيوبيا مثلما نجحت في مجال بناء سد النهضة وبالتالي تعتبر المستثمر الأول في القرن الإفريقي في مجال توفير الطاقة الكهربائية، وهي أيضا تبحث عن المنفذ التجاري وهوالذي يربط أفريقيا بأوروبا ويربط أيضا العالم بأثيوبيا في مجال توسيع التجارة العالمية ومن هنا تنخفض تكاليف إيجار الموانئ ويحصل الإنفتاح العالمي في مجال التجارة العالمية والدعم الإقتصادي الأثيوبي الداخلي ، ومن ثم تصبح أثيوبيا دولة الرائدة في مجال التجارة العالمية عبر الموانئ كما يمكنها أن تلعب وتساهم في مجال دعم الإقتصاد الداخلي على مستوى الفرد والمجتمع .
وأشار الأستاذ أبوبكر إلى أن كل من اثيوبيا و الصومال توصلا الي اتفاق لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين لدي زيارة الرئيس الصومالي إلي أديس أبابا .
وقال أن أثيوبيا غنية بالموارد ويمكن أن تعمل في الإستثمار في الصومال وتعزز تبادل التجارة بين البلدين من اجل زيادة النمو الإقتصادي وبالتالي فأن الصومال هي المستفيدة الأكثر في هذا المجال واشار الي ان أثيوبيا تلعب دورا هاما في مجال حفظ الأمن والإستقرار في المنطقة.
واشار الي ان هنالك العديد من المكاسب التي تنتظرها أثيوبيا من اتفاق المصالحة وفي المقدمة تحقيق أديس أبابا مشروعها الاستراتيجي بالحصول على منفذ بحري بصورة سلمية من خلال الموانئ الصومالية التي ستمنح الدولة الأثيوبية ميزات اقتصادية لدعم تجارتها الخارجية وتقليل تكاليف النقل من جهة، ومن جهة ثانية فتح مجالات تعاون اقتصادي جديدة مع الصومال قد تعمل على زيادة حجم التبادل التجاري، مما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الإثيوبي.