عمر حاجي
تتمتع إثيوبيا التي تعد مركزًا تاريخيًا للدبلوماسية العالمية والتبادل الثقافي، بالقدرة على أن تصبح وجهة رئيسية لسياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض.
ويؤكد على هذا، استضافتها المتكررة للمؤتمرات الدولية على هذه الإمكانات. ومع ذلك، كان قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض يفتقر إلى الإدارة على مر التاريخ.
وإدراكًا لهذا، أنشأت الحكومة مكتب المؤتمرات الإثيوبي لإضفاء الطابع المهني على هذه الصناعة. وقد أسفرت هذه المبادرة بالفعل عن نتائج إيجابية، وتحسين ممارسات الإدارة وجذب سياح الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض من ذوي الجودة العالية، مما أدى إلى زيادة الإيرادات.
وكانت إثيوبيا باعتبارها الدولة المضيفة لاجتماعات رفيعة المستوى عالميًا مثل الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي، والاجتماعات السنوية للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا، مكانًا بارزًا للمؤتمرات الدولية. ومع ذلك، كما تعترف وزارة السياحة، فإن البلاد لم تستغل بشكل كامل الفرص الاقتصادية التي يقدمها قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض.
في حين أن مفهوم سياحة المؤتمرات والمعارض والحوافز ليس جديدًا على إثيوبيا، إلا أن عملية تقديم العطاءات الرسمية لاستضافة المؤتمرات الدولية كانت شبه معدومة حتى السنوات الأخيرة.
وبإنشاء مكتب المؤتمرات، أصبحت إثيوبيا الآن قادرة على التفاوض بنشاط والتنافس على حقوق الاستضافة، مما يشير إلى تحول في نهجها تجاه سياحة المؤتمرات والمعارض والحوافز، وفقًا للخبراء في هذا الموضوع.
وفي هذا السياق، سلط السيد كومانجر تكتل مدير عام مجموعة أوزي للأعمال والضيافة وخبير سياحة المؤتمرات والمعارض والحوافز، الضوء على عدم الاهتمام طويل الأمد بالقطاع.
وقال: إن الحكومة كانت تركز في السابق على الترويج للسياحة التقليدية، مثل التراث الثقافي والمعالم الطبيعية، في حين ظلت سياحة المؤتمرات والمعارض والحوافز منطقة منسية أو غير متطورة.
وأكد السيد كومانجر، على أن إثيوبيا لديها الآن القدرة على توليد ما يصل إلى أربعة أضعاف من الإيرادات مقارنة بالماضي، ولكن من المتوقع أن توفر وتتبنى استراتيجيات تقديم عطاءات تنافسية واستباقية لجذب المزيد من المؤتمرات الدولية.
وعلى الرغم من مكانتها كعاصمة دبلوماسية للعالم وأفريقيا، تظل إثيوبيا متخلفة عن الدول المجاورة مثل كينيا في توليد عائدات سياحة المؤتمرات والمعارض والحوافز.
وبحسب كومانجر، فإن هذا التفاوت مثير للقلق بشكل خاص بالنظر إلى المزايا التي لا مثيل لها في إثيوبيا، مثل مجتمعها الدبلوماسي الكبير والخطوط الجوية الإثيوبية المعترف بها عالميًا. ملاحظا: على الرغم من أن إثيوبيا لديها فرص هائلة، إلا أنها تظل واحدة من أقل مولدات إيرادات المؤتمرات والمعارض في المنطقة.
ويظهر ترتيب أديس أبابا كمدينة للمؤتمرات ضعف الأداء ففي حين تم تصنيف العديد من المدن الأفريقية بين أفضل سبع وجهات للمؤتمرات والمعارض في القارة، تظل أديس أبابا غائبة عن القائمة. ومع ذلك، فإن التقدم واضح.
وقبل عقد من الزمان، لم تكن أديس أبابا حتى من بين أفضل 15 مدينة أفريقية للمؤتمرات والمعارض، لكنها الآن تحتل المرتبة الثامنة، مضيفًا أن هذا المسار التصاعدي يشير إلى إمكانية ارتفاع إثيوبيا أكثر إذا استمرت في تعزيز قدراتها في مجال المؤتمرات والمعارض.
ويعتمد أداء قطاع المؤتمرات والمعارض على عوامل مثل اتجاهات السياحة العالمية، وسعة الضيافة، والتزام الحكومة باستضافة الأحداث الدولية.
كما سلط رئيس جمعية خبراء الفنادق والسياحة في أديس أبابا، أشنافي مولوجيتا، الضوء على الإصلاحات السياسية الأخيرة التي تدمج سياحة المؤتمرات والمعارض في استراتيجية السياحة الأوسع في إثيوبيا. مؤكدا على أن الحكومة أظهرت التزامًا متزايدًا على مدى السنوات الخمس الماضية من خلال تنفيذ الحوافز وبدء مشاريع البنية التحتية التي تهدف إلى تحسين القطاع.
ومن أبرز المبادرات هي مشروع تطوير الممر الذي يشمل جهود تجميل المدينة وبناء مراكز المؤتمرات، مشيرا إلى أن هذه التطورات، مع تحسين الحوكمة والعطاءات الاستراتيجية، من المتوقع أن تعزز القدرة التنافسية لإثيوبيا في أسواق سياحة المؤتمرات والمعارض.
ولقد استضافت إثيوبيا أكثر من 28 اجتماعًا قاريًا ودوليًا في الأشهر الثلاثة إلى الأربعة الماضية فقط، مما يدل على قدرة البلاد المتنامية على جذب الأحداث البارزة. ولهذا، يجب على البلاد التغلب على القيود اللوجستية والبنية التحتية لتعظيم إمكاناتها.
وبفضل موقعها الاستراتيجي وتراثها الثقافي الغني وحضورها الدبلوماسي الذي لا مثيل له، تمتلك إثيوبيا جميع الموارد الأساسية لتصبح وجهة رائدة في مجال سياحة المؤتمرات والمعارض.
ومع بدء مكتب المؤتمرات في إثيوبيا في تحديث القطاع وإضفاء الطابع المهني عليه، تقع البلاد في مكانة أفضل للاستفادة من الفرص التي توفرها سياحة المؤتمرات والمعارض.