جوهر أحمد
بصرف النظر عن الخوض في القرن الأفريقي في عوالم غير مستكشفة، فإن القيادة المصرية وأفعالها المخالفة للقانون التي كانت تجري خلف الأبواب المغلقة وخلف الكواليس في الصومال تشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي في القرن الأفريقي وخارجه.
إذا أخذنا على محمل الجد التأثيرات المتتالية لتحركات مصر الخرقاء، فيجب على المجتمع الدولي الأوسع أن يلعب دوره دون تردد قبل أن ينتهي الأمر بالوضع برمته في القرن الأفريقي إلى منطقة مشتعلة.
من المعترف به على نطاق واسع أنه منذ فجر التاريخ، لم تساهم مصر قط في ضمان الاستقرار والسلام في المناطق المتضررة من الصراعات والممزقة بالحرب. في الواقع، يوضح تاريخها الأسود هذا الظرف على أرض الواقع ويؤكده.
وتحت ذريعة مجموعة واسعة من الأكاذيب الفاضحة، واصلت مصر بشكل مباشر أو غير مباشر للتدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، على الرغم من أن كل جهودها فشلت فشلا زريعا.
منذ وضع الأساس لبناء سد النهضة الإثيوبي الكبير، بذلت مصر كل جهد ممكن لعرقلة الجهود للتنمية الواعدة للبلاد بمجموعة متنوعة من الطرق وفي عدد من النواحي.
على الرغم من أن البلاد واجهت تحديات في أعقاب بناء السد الرائد، إلا أن كل مساعي مصر ذهبت سدى بسبب التزام وتصميم الحكومة الفيدرالية وشعب إثيوبيا.
وفيما يتعلق بالخطوة غير القانونية التي اتخذتها مصر، أصدرت جامعة الدول العربية مرارًا وتكرارًا مجموعة واسعة من التصريحات المتحيزة التي لا تعكس الواقع القائم على الأرض بشأن موضوع السد.
وفي هذا السياق أكد الباحث البارز البروفيسور يعقوب أرسانو، في حوار مع وكالة الأنباء الإثيوبية، الذي مثل إثيوبيا في العديد من المفاوضات الدولية، على أهمية تعزيز أمن الحدود وتعزيز الشراكات الإقليمية للحماية من التهديدات المحتملة.
وأبرز البروفيسور يعقوب تورط مصر في الصومال كقوة مزعزعة للاستقرار في شمال شرق إفريقيا، وحث الدول هناك على فحصها بشكل نقدي.وفقًا للسيد يعقوب، فإن وجود مصر ربما يكون مدفوعًا بالمصلحة الذاتية، وخاصة رغبتها في السيطرة على نهر النيل، وليس بأي نية حقيقية لدعم السلام في الصومال.
ولاحظ البروفيسور يعقوب أن “مصر لم تظهر سجلاً موثوقًا به في مكافحة الإرهاب، حتى داخل حدودها”. وذكر السيد يغقوب أن نفوذ مصر في الصومال ربما يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لإضعاف إثيوبيا، مع وضع نهر النيل في مركز أجندتها.
وفي أعقاب التصعيد الحالي في المنطقة، حذرت إثيوبيا من أن مثل هذه المناورات من قبل الجهات الفاعلة من خارج منطقة القرن الأفريقي تقوض الجهود الرامية إلى القضاء على الجماعات الإرهابية التي تسبب الفوضى والاضطرابات بين شعوب المنطقة.
و حثت إثيوبيا مصر باعتبارها دولة تقع في مجرى النهر على اختيار مسار التفاوض والقانون الدولي، فضلاً عن إعادة توجيه سياستها الاستعمارية بشأن نهر النيل.وأن وجود مصر في الصومال قد يخلق عواقب دائمة على المنطقة وحذر من أن هذا العمل غير المسؤول قد يتكشف في الصومال.
وحذر البروفيسور يعقوب من أنه إذا فشلت مصر في فرض سيطرتها، فقد تقع الأسلحة التي تجلبها مصر إلى المنطقة ستقع في أيدي الجماعات الإرهابية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لكل من الصومال وإثيوبيا.
و في أعقاب توقيع مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال، أعربت جامعة الدول العربية ومصر عن التزامهما بدعم الصومال ودفع المنطقة إلى الزاوية,صحيح أن الصومال كانت تكافح لسنوات شبكات إرهابية في منطقة القرن الأفريقي في الغالب في الصومال. ولسوء حظ الجميع، لم تبذل مصر أي جهد لمحاربة الفصائل المتطرفة التي تعمل على مدار الساعة.
ولاشك أن إثيوبيا منذ أقدم العصور كانت تبذل جهودا مكثفة بهدف ضمان السلام والإستقرار في طول وعرض منطقة القرن الأفريقي عبر محاربة الشبكات الإرهابية.
هناك اتفاق واسع النطاق على أن إثيوبيا تعمل على مدار الساعة لجعل المنطقة ملاذًا آمنًا لسكان المنطقة وتعزيز التكامل الإقليمي.
ولا يغيب أن إثيوبيا قدمت تضحيات لاستعادة السلام والإستقرار في الصومال. وكانت البلاد تقاتل الإرهابيين الذين ينشطون في منطقة القرن الأفريقي خاصة في الصومال .
ويعتقد أن الزواج غير المقدس بين مصر والصومال لا يمكن منطقة القرن الأفريقي من العودة إلى المسار الصحيح باستثناء نقل المنطقة اشتعال ومن كارثة إلى كارثة.
وطالما أن مصلحة مصر في الصومال ليست الحفاظ على السلام في الصومال بل زعزعة إثيوبيا فيجب على المجتمع الدولي الأوسع أن يقف ضد هذا العمل الشرير.
وأن نشر جنود مصريين في قوات حفظ السلام لا يشكل تهديداً مباشراً لإثيوبيا، ولكنه يتطلب اهتماماً واستعداداً خاصين. ويتعين على البلاد أن تركز على زيادة نموها مع البحث عن تكتيك حذر تجاه أمنها في المنطقة المضطربة.
ومن جانبه قال المحلل السياسي عبد الشكور عبد الصمد إن الجامعة لم تسجل نجاحاً واحداً في حماية استقرار الدول الأعضاء خلال أكثر من 78 عاماً من وجودها.
وأن الجامعة التي تضم 22 دولة عضواً، بما في ذلك السودان والصومال وجيبوتي، تهيمن عليها مصر، ولا مكان للدول الأخرى إلا في المشاركة في الاجتماع السنوي. وكدليل على عجز الجامعة، فقد لا يكون الأمر مهماً عندما دخلت العراق وليبيا في حالة انهيار الدولة.
واضاف ان جامعة الدول العربية هي منظمة غضت الطرف عن الأزمة في الدول الأعضاء فيها ولم يكن لها أي تأثير سوى تلخيص الأزمة ومن المدهش أن الجامعة تعقد اجتماعات وتصدر بيانات حول كل قضية تعتبرها مصر من شأنها أن تضر بمصالحها الجشعة.
وأكد على أن مصر تستخدم الجامعة كأداة لتعويض فشلها في مفاوضات سد النهضة “أباي” والانتقام من إثيوبيا التي نجحت في تأسيس مبادرة حوض النيل.
وأعربت إثيوبيا عن قلقها إزاء التوسع العسكري المصري في منطقة القرن الأفريقي والذي قد يساعد حركة الشباب الإرهابية على التعافي من نقص التسلح.
وبغض النظر عن مدى جهدهم لزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي، والاستفادة من مجموعة متنوعة من الخيانات، فقد فشلوا مرارًا وتكرارًا في جعل أحلامهم حقيقة.
ولا شك أن مصر تعمل على مدار الساعة للاستفادة من ميثاق الحقبة الاستعمارية بهدف السيطرة على مياه نهر النيل.
ومن المؤكد أن إثيوبيا معروفة على نطاق واسع باحترام المبادئ التوجيهية العالمية، وإعطاء التأكيد الواجب على الاستخدام العادل والمعقول لمواردها الطبيعية .
ويجب على شعوب منطقة القرن الأفريقي العمل في تعاون وثيق بهدف ضمان السلام الدائم في كل ركن وزاوية من المنطقة وبهذه الطريقة، يصبح تحقيق الهدف المنشود من التكامل الإقتصادي في منطقة القرن الإفريقي .