أكد المحلل السياسي موسى شيخو أن مصر، التي تربطها علاقات ضعيفة بأفريقيا، تسعى لتحقيق طموحات استعمارية في قضية مياه نهر النيل، مؤكدًا أن تفكيرها في هذا الملف لا يزال متخلفًا ولا يتماشى مع التطورات الحديثة في القارة.
وفي تصريحات لمنصة غازيتا “بلاس”، أشار موسى إلى أن مصر قد ابتعدت عن القارة الأفريقية منذ نحو 40 عامًا، وركزت جهودها على العالم العربي، مشددًا على أن الأفارقة الذين طالما أهملتهم مصر لم يقفوا إلى جانبها في ملف سد النهضة.
وأضاف موسى شيخو أن جنوب السودان يعد مثالًا حيًا على هذا التحول، حيث أصبحت الدولة السادسة التي توافق على اتفاقية تعاون مبادرة النيل في إطار تعاونها مع إثيوبيا، بعد أن حصلت على الموافقة البرلمانية ورفعتها إلى الاتحاد الأفريقي، ما قد يساهم في دفع المبادرة إلى مستوى المفوضية.
وأوضح المحلل أن مصر تجد نفسها في موقف دبلوماسي صعب، حيث لا يوجد سابقة تاريخية تعرض فيها المصريون لخيبة امل بهذا الشكل.
وأكد أن إثيوبيا قد تفوقت على مصر دبلوماسيًا في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وتطرق شيخو إلى الاتفاقات السابقة بين مصر والسودان في عامي 1929 و1959، التي قسمت حصص مياه النيل بين البلدين، حيث تم تخصيص 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان. وأشار إلى أن إثيوبيا طالما تساءلت عن صحة هذه الاتفاقات التي أبرمت في غيابها، رغم أن النهر ينبع من أراضيها.
وأضاف موسى أن مصر والسودان يصران على التفاوض حول حصتهما التاريخية من المياه استنادًا إلى هذه الاتفاقات، حيث يشترطون أن يتم احترام حصتهم في أي اتفاقية جديدة، بما في ذلك في عملية بناء سد النهضة.
وقال إن المصريين يسعون إلى ضمان أن تكون المياه المحتجزة في السد ملكًا لهم وأنهم يسيطرون على تدفقاتها متى شاءوا.
وأشار موسى إلى أن إثيوبيا تتمتع بخبرة دبلوماسية تمتد لأكثر من 150 عامًا، وأن سياستها الدبلوماسية التي تأسست منذ بداية القرن العشرين لا تزال مستمرة حتى اليوم.
وأوضح أن المصريين لم يدركوا هذا البعد التاريخي في التعامل مع إثيوبيا، مشيرًا إلى أن الجانب المصري أساء تقدير دبلوماسية إثيوبيا.
و شدد المحلل الساسي على أن مصر حاولت ان تضغط على إثيوبيا في المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، ولاتزال تحاول تكرار استراتيجياتها القديمة التي لم تنجح في الماضي.
