الآثار الإسلامية القديمة في مدينة هرر

*دور الآثار الإسلامية  والسياحة  في تعزيز النمو الإقتصادي على مستوى البلاد

 تقرير سفيان محي الدين

  إن أثيوبيا تمتلك العديد من  الآثار الإ سلامية  والمسيحية  وإمكانيات سياحية ضخمة.  وذلك باعتبارها مركزا  للحضارة القديمة  الإسلامية  والمسيحية ،ومن بينها  حضارة أكسوم وهي واحدة من أقوى إمبراطوريات العالم القديم، فإن تراثها الثقافي والتاريخي  له أهمية سياحية هائلة،  في أثيوبيا  وليس  فحسب بل  تعتبر  إثيوبيا هي أصل البشرية حيث تم العثور على سلف الإنسان لوسي ، المعروف علميًا باسم أسترالوبيثكس أفارينسيس كما تعد قلعة مدينة هرر التاريخي ، وقلعة جوندر ، وكنائس لاليبيلا المحفورة في الصخر ، وكهف صوفي عمر ، والموقع  الأثرية  الاخري من المناطق السياحية الجذابة في  إثيوبيا.

وفي هذا الاطار أجرى مراسل صحيفة العلم مقابلة  هاتفية مع الأستاذ معر وف عبد الهادي  الباحث  التاريخي  ومسؤول عن المتحف والمخطوطات  الإسلامية في مدينة ” هرر” وجاء الحوار كالتالي:

 العلم :  ماهي  أهمية  الإحتفال  الذي جرى الأسبوع الماضي في مدينة هرر ؟

 و قال الأستاذ معروف  عبد الهادي إن الإحتفال  الذي جرى في مدينة  هرر الأسبوع الماضي هو الإحتفال بيوم هرر الدولي  ال26  وان  رئيس إقليم هرر السيد  أوردين  بدري  قال إن  الإحتفال يعزز ويشجع  الجاليات التي  تعيش في الخارج  على تعزيز قيم التضامن والمحبة  والتسامح  والتعاون  والتفاهم لأن جاليات إقليم  هرر تعيش  في أنحاء العالم  في كندا،وإمريكا ، وأستراليا  “ومن هنا وضع برامج اللقاء  والتفاهم  وتبادل الآراء  حول إحياء وبناء  مدينة  “هرر ر”وذلك  عبرالإنخراط  في الأنشطة الإنمائية  بهدف  تعزيز النمو الإقتصادي في مدينة هرر، وتعزيز السياح   للجاليات  الهررية والأجانب.

 العلم : هل يمكنكم وصف مدينة هررالتاريخية؟

تعد مدينة هَرَر الإثيوبية هي  إحدى المدن التاريخية والمهمة التي تقع  في شرقي إثيوبيا. وتتمتع هذه المدينة بهوية عمرانية  وتميزها عن سائر مدن شرق إفريقيا، حيث عُرفت المدينة بطابعها الإسلامي والعربي، وبتاريخ يمتد إلى أكثر من 1000 عام، ويصفها الإثيوبيون بأنها منارة العلم في أثيوبيا .

كما تحتوي مدينةهرر على بوابات صممت لحمايتها من المعتدين من البشر والحيوانات المفترسةوهي  مدينة إثيوبية   وذات  طابع عربي، محاطة بخمسة أسوار بنيت بعناية لتكون حصينة لتصبح جزءا من الذين توارثوها جيلا بعد جيل.

 وذكر الأستاذ  معروف  في حديثه عن سوار المدينة  بأنه بني  مع خمس بوابات  قبل 500 عام  تقريبا  وتحمل  تلك البوابات  أسماء مختلفة   بعدد أركان الإسلام  الخمسة  ،كما توجد  أيضا بوابات  أخرى  صغيرة  يتم من خلال لها تصريف المياه السيول ، وبنيت  أسوار المدينة  بعناية فائقة  من الأحجار  لتحمي  المدينة وتحمل حضارات عريقة   في شرق أثيوبيا .


العلم : وهل إعترفت المنظمة اليونسكو   الآثار  الإسلامية في مدينة هرر،وما الذي يعكس بعد إدراجها تلك المنظمة  الأمم  المتحدة للتربية  والعلوم والثقافة”يونسكو” ؟

وذكر الأستاذ  معروف :إن آثار قلعة مدينة هرر المعترف بها لدى منظمة اليونسكو في عام 204 م و أنها تعتبر من الآثار  الإسلامية  وان هنالك اثار قديمة تعود الي ما قبل  الإسلام بعام800 ،وأما بالنسبة الآثار الإسلامية في مدينة هرر فهنالك ايضا  أقدم المخطوطات في العالم وتوجد  في متحف الدكتور عبد الله الشريف و كما توجد أيضا  في آيادي  المواطنين ويعود عمرها  الي عام 1375 م ، وتعود تلك الآثار المخطوطة الي عام  42 من التاريخ الهجري وكتبت  تلك المخطوطات  من القرآن بخط الرقة  الذي لايوجد النقاط على القرآن قبل إمتزاج العرب بغيره لأن مميزات العرب بقراءة  اللغة العربية  بدون خطأ  قبل الإختلاط مع العجم  ،وأن مدينة هرر وآثارها  من أقدس الآثار الإسلامية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة  وبيت المقدس، وتسع مساحتها  60 هكتارا و 60 ألف متر مربع، وتوجد في مدينة هرر 99 مسجدا وزاوية من القرآن الكريم  لأنها  تنسب إلى  أسما ء الله الحسني  99  ،وأقدم مسجد  في داخل السور “مسجد تين أغوبر ” ومن هنا يتكون أيضا  قلعة مدينة هرر  بخمسة أبواب  ولذا يسمي قلعة مدينة هرر ( جغل )كما أنها دلالة بأركان الإسلام  الخمسة  والصلوات الخمسة وهذه الأرقام  لم يأتي  بصدفة وهي  أسس  القائمة والدائمة على  أن يعرفها  الشعب  المسلم عن  الإسلام وكان  معرفة أهمية فرض المسلم  والمجتمع الإسلامي  و مدينة هرر تحتفظ  بأسوارها القديمة على مستوى  العالم الإسلامي ، وتسميتها  أيضا تسمي خمس(مدبات ) والعامية (بالتكوات)و مدينة هرر في وقتها  تعتبر منارة  الإسلام و إقبال  المسلمين الراغبين للعلوم  الشرعية وخاصة  مذهب  الإمام الشافعي وهم  يأتون  من حضرموت اليمنية وعلى سبيل  المثال  قبيلة  البعلوية من الإئمة  في العصور المتأخرة  ويتعلمون  العلوم  الشرعية في مدينة هرر ،وكان  الهرريون ينتقلون  لأجل حفظ القرآن الكريم  من المغرب ،وهناك مدرسة شاطبية قديمة جدا  أصولها مغربية  وكانت أيضا التجارة الهررية  هي واحد ة ممادعت الهرريين  بحجم  المدينة وقلة سكان هذه  المنطقة  ،ولكن  هم  في فترة  من الفترات فازوا  وكانت مدينتهم هي عاصمة  “سلطنة عدل”وهذه  هي التي نعشت بعد المملكة إيفات التي هي  أول امبراطورية  إسلامية  ليس بمنطقة  أثيوبيا  الحديثة  فقط ،ولكن  في شرق القارة  السمراء وبالتحديد  وكان العلماء يخرجون  من سلطنة  العدل لأجل أن يلقن ويقتفون  العلوم من  مصر ،و فاس ،والقرطاج التونسية  لأن هذه المدارس الثلاثة هي مذهب   الشافعية والمالكية ، ومن هنا ينتسبون الأثيوبيون  بأغلب المذاهب  في أثيوبيا،ومن هنا  انطلقت  المنظمة بإضافة المدينة مع سورها  وبنائها القديمة  كمتحف تراث عالمي كعصر قديم وهوعصر قبل500عام في بداية دولة عثمانية في أثيوبيا.

العلم: متي  دخل  الاسلام  مدينة هرر وماهي  علاقته  بمجيئ الصحابة  الكرام  إلى الحبشة ؟

وذكر الأستاذ معروف ان الإسلام  دخل إلى الحبشة بعد البعثة  بخمسة أعوام  نتيجة هروب الصحابة  الكرام  من إيذاء قريش  بأمر من الرسول  صلى الله عليه وسلم  حين قال إذهبو إلى الحبشة  ،وأن الحبشة  أرض صدق فإن فيها ملك عادل لايظلم فيها أحد، ومن هنا قد إلتجؤا  فرارا بدينهم من  مكة  المكرمة  عبر موقع  شعيب  ومن شعيب  إلى ميناء مصوع  الإرتيري وآنذاك  الموقع الإرتري تابعة  لأثيوبيا  وجاؤا  الصحابة الكرام   ،كما ذكر ابن كثير عبرمنطقة عفر والمنطقة الشرقية الصومالية  والتي تسمى في الوقت الحالي صومالي لاند  منطقة زيلع  ومن بينهم الزبير بن العوام  والتقو مع عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية وتيمنا بها   سموها” مدينة هرر” رقية هرر”، ومن ثم  انتقل  الصحابة الكرام إلى مدينة  هرر ومكثوا  فيها حوالي سبعة أشهر فقط  ومن هنا أخذوا الإسلام من سيرتهم  وأعمالهم  وليس بالدعوة   أثناء إتجاههم إلى موقع النجاشي ،ودخل  الإسلام  إلى الحبشة ،وإذا نقارن مع البلدان  الأخرى  وعلى سبيل المثال  دخل الإسلام قبل بلوغ  الإسلام  إلى فلسطين ، والعراق  ومصر وإيران ،ولذا أخذت بلاد  الحبشة الإسلام  رغبة وليس بعنوة  وهذه المنطقة الحبشية  ككلها وهكذا إنتشر الإسلام  في الحبشة آنذاك.    

العلم :ماهي أهمية مدينة هرر لجذب السياح إلى البلاد ؟

ذكر الأستاذ معروف  بأن مدينة هرر كانت معروفة كموقع سياسي قبل أن تكون مدينة سياحية وكانت هي كيان مستقلة ويعيش فيها  مايعادل  أكثرمن30 مليون نسمة  تحكمها حين إنشائها  “مملكةسلطنة  عدل ،وكانت جاذبة للسياح  واستقبال طلبة العلم ،و  تجذب السياح بتاريخها العريق وبسورها وارتباطها بالإسلام،وأيضا بطريقة تفكير أهاليها و العملة الهررية وهي أول عملة سكت في إفريقيا بصفة عامة  كما سكت  في هررعملة غير إسلامية وهنالك أقدم عملة متواجدة  التي سكت في هرر تعود أعمارها الي عام   121 للبعثة وهو مايعادل  بتاريخ الهجري 102وهناك  عملة غير اسلامية  لدى الهرريين   تعود أعمارها 1700 وهذا ما يعطي  للإقليم وللمدينة  بصفة عامة  أهمية كبيرة للسياحة  الإقليمية وهر رأيضا  تعرف مدينة التعايش السلمي مع القوميات والأديان  السماوية  وليس  التعايش السلمي في البشر فحسب بل مع الحيوانات المفترسة   وعلى سبيل المثال مع الضباع   وتعيش بسلام وأمان  وهذا مايجعل  المنطقة  جذابة  للسياح  وتفيد نفسها  وتفيد البلاد عامة .

العلم : هل يجد  السياح خدمات السياحة حين وصولهم إلى الإقليم ؟

وأشار الأستاذ إلى أن خدمات  السياح منذ زمن قديم  وتستقبل  الأجانب من طلبة العلم الذين  كانو يأتون من حضرموت ، والمغرب وغير ذلك  في القرون الوسطى قبل  1700عام  وان الحكومة الفيدرالية  دعت الي جمع التبرعات  وهنالك حاجة إلى تقديم الدعم اللازم  من الحكومة الفيدرالية  بهدف  تنشيط السياحة الأثيوبية ولذا تعتبر مدينة هرر ،ومركز النجاشي  الأثري كلاهما  قبلة  ومنارة  لأكثرمن مليارو 300 مليون شخص يهتمون بهما وخاصة  الذين ينتمون المذهب  الإمام  الشافعي والطريقة الصوفية والقادرية  و نرجو من الحكومة الفيدرالية  والحكومة الإقليمية  أن يعملوا بجد وإجتهاد لتطوير   أنشطة السياحة  مع إدارة الثقافة  والسياحة   بقيادة  الدكتو أبي أحمد  ورئيس  إقليم  هرري السيد أوردين بدر ي بهدف تطوير  الموقع وأن يهتموا  بإعطاء الأولوية في المستقبل حتى  تزدهر المنطقة و  البلاد عامة من الإستفادة من آثارها القديمة والعريقة كمثل العالم  الأوروبي  في النمو الإقتصادي ومن هنا تجد البلاد  إستقبال السياح أكثر فأكثر  من أي وقت مضى .

 العلم :مادور  مدينة هرر في جذب السياح  إلى المواقع  الأثرية الإسلامي ؟

 وأشاد الأستاذ معروف  إن مدينة هرر تلعب دورابارزا في جذب السياح  لأنها تزخر بإرث تاريخي عريق  فتعلو مبانيها التقليدية في تصميمها  مآذن عتيقة وينسج لها التعايش فيها خيوط السلام  بين مكوناتها  يحيط بها سور عريق  بوابته  لديها الرمزية  الإسلامية  وهي مدينة  المآذن  والقرآن  والسلام .

العلم : كيف تقيمون المواطنون في مدينةهررفي مجال  ترحيب استقبال السياح بحفاوة والتعايش السلمي ؟

و أشار الأستاذ معروف الي ان مدينة “هرر” يطلق عليها الكثيرون “مدينة السلام والتعايش السلمي “حيث تشتهر بالتعايش الديني  والقومي  مع بعض  ونتيجة لذلك تسلمت المدينة جائزة من قبل اليونسكو للتراث العالمي غير الملموس لما قدمته من خدمات إنسانية كمدينة السلام والتعايش السلمي.

وقد جرى إدراج هرر بسورها العتيق على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي عام 2006 إثر منح المنظمة هرر جائزة السلام لعامي 2002 و2003، بفضل تعزيزها قيم السلام والتسامح والتضامن الاجتماعي عبر الحياة اليومية لشعب الهرر.

وكما أكد الأستاذ  معروف  على أنه يجب  تطوير المدينة  مثل بناء  الفنادق والغرف  لتوفير فرص العمل و تقديم الخدمات السياحية  ومن هنا تتوسع  الخدمات لخلق فرص العمل للمواطنين بكل أنواعها في شتى المجالات .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai