سفيان محي الدين
إن نظام أباغدا هونظام فريد وديمقراطي يراعي حقوق الإنسان والحيوانات من نوعه وتم تأسيسه قبل آلاف السنين في القرن الإفريقي داخل قومية أرومو ولكن قد إختفى حين سيطر ملليك الثاني على مناطق أورومو ،بيد أنه ظل ولايزال في بعض مناطق أروميا وعلى سبيل المثال ظل ولايزال يطبق في مناطق بورنا ، وغوجي ،وفي مناطق كريو ،وحول هذا أجرى مراسل صحيفة “العلم ” يوم السبت الماضي مع زعيم أباغدا إبراهيم محمد الذي يعيش في مدينة أداما وهو عضو ومشرف على إدارة نظام أباغدا وخاصة إذاجاء المتخاصمون إلى إدارة أباغدا في مدينة أداما يقومون بحل القضايا الإجتماعية بصورة عادلة وسلمية ومرضية من قبل الطرفين قبل الذهاب إلى المحكمة القضائية في مدينة أداما وجاء الحوار كالتالي :
العلم : سيرةالذاتية بإيجاز عن حياتكم ؟
وفي هذا الصدد قال أباغداإبرهيم محمد إنني ولدت في محافظة مدينة روبي عرسي واشتغلت في عهد الدرج وفي عهد جبهة الثورية للشعوب الأثيوبية مناصب ومناطق مختلفة ،وأيضا الآن أنا عضو ومشرف على إدارة نظام أباغدا في الوقت الحالي وخاصة إذاجاء المتخاصمون إلى إدارة أباغدا في مدينة أداما نقوم بحل القضايا الإجتماعية بصورة عادلة وسلمية ومرضية من قبل الطرفين مع الرغم أنا متقاعد عن العمل الحكومي ،وأما نظام أبا غدا لورجعنا إلى خلفية البلاد قد اختفي نهائيا ،حين سيطر مليلك الثاني على قومية أرومو وكذلك في عهد هيل سلاسي إنه حارب العادات والتقاليد أرومو وأيضا نظام الدرج كذلك وفي خلال العهود الثلاثة لايمكن التحدث عن إحياء اللغات والعادات والتقاليد القوميات ولم يبقى من نظام أباغدا إلا في بعض المناطق أوروميا وعلى سبيل المثال مناطق بورنا ، وغوجي ومناطق كريو ، ولكن حين جاءت الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الأثيوبية على نظام الحكم في السلطة ظهر نوع من الحرية وبدأ ت إظهارعادات الشعوب الأثيوبية من التقاليد ،ومن هنا شرع المؤرخون الأروروميون وغيرهم لإحياء اللغات الأرومية وغيرهم من العادات القوميات الأخرى .
العلم: كيف كان نظام أباغدا في سير الحكم ورعاية حقوق الإنسان ؟
وذكر أباغدا إبراهيم بأن الحقائق التاريخية التي يجب على كل أحد معرفتها أن القومية الأورومية هي قومية كبيرة وواسعة الانتشار ومتماسكة النسب ومتوارثة لعادتها وتقاليدها .. وتعيش على أراضيها الواقعة على الهضبة الحبشة ويشاركها كثير من القوميات الاثيوبية.
كما كان نظام أبا غدا هو نظام اجتما عي وتقليدي فريد من نوعه يستخدمه شعب أورومو في رعاية سيادة البلاد والأمن والسلام وليس فحسب بل( للأثيوبيين ) ويتم إكتساب نظام أباغدا من خلال تجربة المجتمع عبر الأجيال.، ويحتضن ذلك النظام الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية للمجتمع وهو الذي يتعامل مع قضايا أخرى وعلى سبيل ا لمثال مثل حل النزاعات وإحلال السلام والتعويض وحماية حقوق المرأة. وأنه أيضا هو بمثابة آلية لفرض السلوك الأخلاقي المثالي ، وبناء غرس التماسك الاجتماعي ، والتعبير عن أشكال ثقافة المجتمع,.
العلم :كيف كان نظام أباغدا في حماية سيادة البلاد ونقل السلطة سلميا ؟
:ونوه أبا غدا إبراهيم :إن نظام أباغدا يتكون في خمس طبقات (أو خمس أحزاب )وهناك (حير ،وسير)وعلى سبيل المثال إذا وصلت البنت أو الولد في سن الزواج أو التزوج والذي يجبره الطبيعة الفطرية وكل من الرجال والبنات يميل إلى الزواج أو التزوج وهذا قانون وضع من قبل الله تعا لى (وأما حير) قانون وضع الله وينبع منه أويستنتج من أربع قانون (من حير واقا )قانون الله ،وقانون الأرض وقانون الأب ،والأم ،( وأما العصا أباغد لاتميل ولاتكسروهي تشير إلى دلالة ( قانون الله ليس فيه ظلم بل هو قانون عادل ) وهناك نظام الحكم وهو يقسم إلى خمس طباقات ، طبقة حاكمة وهي تتكون من رئيس ومسؤولين ومجلس. النواب وذلك من خلال سلسلة من الدرجات في السلطة ، و تتغيير القيادة على أسس التناوب في كل ثماني سنوات. وله عضوية لأبناء البلاد ،من الآباء والأمهات، وهم أعضاء بالفعل ، بينما تتم استشارة للنساء لاتخاذ القرار بشأن حماية حقوق المرأة. ويتم توعية المجتمع من قبل المؤرخين الشفويين الذين أصبحوا من خباراء التاريخ والقوانين والطقوس وحساب الوقت، وعلم الكونيات والأساطير وقواعد السلوك الحياة .
العلم : ولما ذا إختارالشعب الأرومي في سير المؤتمرات وانعقاد البر لمان العام تحت شجرة (أودا)؟
ويقول أبا غدا إبراهيم إن شجرة (أودا) من طبيعته لاينبت إلاموقع ينابيع المياه وله فروع متشابكة وملبس بأوراق الخضراء وإذاضربت عضوه ينزل منه نوع يشبه بشكل اللبن الأبيض ونتفاءل بنعمة اللبن وأيضا لاتنزل عليه البرق والصاعقة المطر وكذلك تبتعد الشياطين و الأشياء السامة من الأفعى والعقرب والحية وأيضا له جذور شجره أو العروق تدخل وتتعمق داخل الصخور الأرض الذي تنبت فيه داخل الأرض وتتعمق وهي كمثل الحديد الذي بني به العمارات و يقوي الأبنية وهذا كلها تعبر عن الديمقراطية والإنتخابات والبلاد التي تحكم الوطن والمواطنين في ترسيخ الديمقراطية ومن هنا تترقى البلاد اجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا ،وأيضا له موقع للتضرع والإخلاص إلى الله(آنذك لايوجد المساجد والكنائس هما غير موجودة وأيضا موقع وسائل الإعلام نيابة عن الأجهزة الحالية من الإذاعة والتلفزيون وموقع تتم اجراء الإنتخابات وأيضا موقع في تحسين القنون الوضعية وتبادل نقل السلطة من أبا غدا القديم إلى أباغدا الجديد ،وذلك يعتبر الديمقراطية ،وهو النظام الفلسفيةو نموذجية للحكم الذاتي وتقرير المصير والتنمية المستدامة ، ويعمل نظام أباغدا كمؤسسة اجتماعية سياسية من خلال منع الاضطهاد والاستغلال وتعزيز السلام والأمن ومكافحة التعصب القومي ومواصلة التنمية المستدامة على المستوى البلاد !!
وأما (كلمة مريهو في إريتشا ) عدنا بسلام وأمان وحمل عشب رطب وغمسه في داخل الماء لأن الماء أصل الحياة (وقال تعالى “وجعلنامن الماء كل شيئ حي أفلايؤمنون ” عدنا عاما بعد عام وليس لديه علاقة الدينية كما يظن البعض ،وإيضا يعتبر رمزا لتلك للوحدة والسلام والتماسك للشعوب والقوميات ،
العلم :ماهي سمات متميزة (هادسينقي ) للمرأة وخاصة حين تحمل المرأة حمل العصا الرفيعة الطويلة بيدها مع العشب الرطب وماالذي يستفاد منها حين تخرج من البيت إلى موقع الحرب أوالجماهير ؟
وأشار أباغدا إلى أن مايسمى “هادسينقي ” من ضمن نظام أباغدا حين تخرج المر أة من البيت بحمل العصا الرفيعة مع العشب وتصوت (بصوت إللي) يعرف منها أن هنا ك قد اخترق قانون حماية المر أة أواعتدى الزوج عليها وخاصة حين كانت حديثة التولد لا يمكن ضرب زوجها وهي تحمل على جبهتها (قنفا) وهي جلد رفيع مع قلادة الجمال ولايمكن له الإيذاء ،وكذلك تخرج المرأة ” بحمل سيقي (وقلنا هي العصا الرفيعة آنفا إلى موقع الذي نشب الحرب بهدف وقف إطلاق النار وتدخل بين المتحاربين وإذاوجد المحاربون بينهما مجموعة النساء بحمل العصا والعشب الرطب أحد مايتجاوز وذلك إعلانا لوقف الحرب والرجوع إلى المفاوضات السلمية (إذا ن تعتبر حاليا قوات حفظ السلام لوقف الحرب وهذا مايعطي نظام أباغدا لشرف المرأة بهدف حماية حقوق الإنسان ومكانتها في المجتمع الأرومي وهي شرف الأمة وهي أم الحياة وتصدر منها كثرة الأمة ولذا أن المرأة لدى الشعب الأرومي لها مكانة مرموقة في المجتمع ولاأحد أن يقوم بالإعتداء والإيذاء والضرر للمرأة في نظام أباغدا .
وخلاصة القول: إن نظام أباغدا سيلعب دواربارزا في تعزيز السلام والأمن وأيضا يمكن في إستمرارية التعايش السلمي بين الشعوب والقوميات ،كما ينبذ ذلك النظام التعصب القومي والديني وهو نظام عادل وشامل في حماية حقوق الإنسان وهو نظام يقتدى به في إحلال السلام والإستقرار وتحقيق الديمقراطية في البلاد .