جوهرأحمد
إن من المهم أن نلاحظ أن سد النهضة الإثيوبي ” أباي” كان منذ فترة طويلة قضية مثيرة للجدل بين دول المصب. وعلى الرغم من حقيقة أن إثيوبيا كانت مستعدة للوصول إلى حلول مرضية للجميع بموضوع المشروع الرئيسي، فإن دولتي المصب كانت تتجاهل حقيقة صدقية إثيوبيا مرارًا وتكرارًا.
ومنذ وضع حجر الأساس لبناء السد، لعب الإثيوبيون عبر الوحدة دورًا كبيرًا في تحقيق المشروع الضخم
و في نفس الوقت أثبتت الأخبار المضللة والمؤامرات الموجهة نحو مشروع سد النهضة الإثيوبي ” أباي” أ نها غير مثمرة بسبب الجهود المنسقة لشعب إثيوبيا والتزام الحكومة الفيدرالية. وعلى الرغم من استمرار القلق في تشويه الواقع الحالي على الأرض بأخبارهم الملفقة المعتادة، إلا أن الحكومة الفيدرالية عملت على مدار الساعة لتحويل حلم الإثيوبيين إلى حقيقة.
وصحيح أن الإثيوبيين منذ زمن سحيق يعملون بشكل متضافر من أجل تنمية وطنهم الغالي في مواجهة مجموعة واسعة من التحديات والآن هم أكثر سعادة من الارتقاء ببلادهم إلى المستوى التالي من التنمية، ولا يترددون في تقديم كل ما لديهم وتحقيق الهدف المنشود في أقصر وقت ممكن. ومن الواضح أنهم أظهروا هذه الحقيقة الصادقة مرة بعد مرة للمجتمع الدولي
وأن الجهود التي بذلها المعارضون في الداخل والخارج للي ذراع إثيوبيا وعرقلة بناء السد بالكامل لم تقدم شيئًا سوى توحيد شعب إثيوبيا ضد خصومهم. على الرغم من أن المشروع الرئيسي كان مصحوبًا بقدر كبير من الخلافا ت مع دولتي المصب، إلا أن السد كان يحرز تقدمًا في الاتجاه الصحيح حتى نهاية القصة.
ورغم أن خصوم إثيوبيا كانوا يسعون إلى تشويه صورتها بمجموعة واسعة من المؤامرات، إلا أنهم فشلوا في تحقيق الهدف المقصود بعرقلة المشروع .
وعمومًا منذ وضع حجر الأساس لبناء مشروع شعلة ترقي إثيوبيا مرت البلاد بالعديد من الحبوط والصعود ولم يكن الوضع الذي مر به المشروع نزهة أبدا حيث واجه عراقيل عديدة . على الرغم من حقيقة أن أعداء إثيوبيا خطوا خطوات بعيدة في كثير من الأحيان لعرقلة بناء السد بهدف وقف بناء المشروع الرئيسي، إلا أن المشروع استمر في السير في الاتجاه الصحيح و الوصول إلى الهدف المنشود.
وفي مواجهة الحملة الدعائية التي قامت ولاتزال تقوم بها بعض وسائل الإعلام الدولية المطبوعة والإلكترونية ضد السد، فإن مشروع تغيير قواعد اللعبة في طريقه إلى المرحلة النهائية. وعلى الرغم من أن معارضي إثيوبيا يدركون حقيقة أن البلاد تقوم ببناء سد لتوليد الطاقة الكهرومائية الذي من شأنه أن يوفر كميات منظمة من المياه لدول المصب، فإن السودان ومصر ليستا في وضع يسمح لهما بقول الحقيقة الصريحة للمجتمع الدولي.
على مر السنين، أوضحت إثيوبيا في حالات عديدة حقيقة أن الهدف الأساسي للبلاد هو تزويد ملايين الإثيوبيين المحرومين من الإنارة بشبكة الكهرباء. ومع ذلك، فإن دولتي المصب لم تكن في وضع يمكنها من الإستماع والقبول.
فإن خصوم البلاد لم يبذلوا جهدا موفقا أبدًا لحل المشكلة سلميًا باستثناء السعي على مدار الساعة لرش الملح على الجرح.
وعلى الرغم من أن إثيوبيا قد قطعت شوطًا طويلا لتعريف قضية سد النهضة لدولتي المصب، إلا أن هذه الأخيرتين استمرتا في إدارة ظهرها للقضية باستخدام اللغة التحريضية. في الواقع، منذ وضع حجر الأساس.
و بعد ملء السد بالمياه بشكل متتابع، وصلت النشوة العامة لللإثيوبيين إلى أعلى مستوياتها حيث شهدت عملية ملء المياه اكتمالها بنجاح في فترات زمنية مختلفة. وقد أثبت هذا الإنجاز أن الرافضين كانوا مخطئين وأن القضايا الإثيوبية مبررة.
وفي ظل الوضع الحالي، كانت حكومة إثيوبيا تواصل إنجاز المشروع الذي يعد بمثابة وسيلة للتعاون في المنطقة حيث سيربط السد ملايين الإثيوبيين بشبكة الكهرباء.بالإضافة إلى إجراء مفاوضات مع دول المصب، وخلق الشفافية، والتوصل إلى نهج مربح للجانبين، وقامت إثيوبيا ببناء السد دون التسبب في أي ضرر لدولتي المصب. ومن هذا المنطلق، يستحق الإثيوبيون المقيمون في الداخل والخارج والحكومة الفيدرالية احترامًا وتقديرا كبيرًين لجهودهم والتزامهم المتواصل.
وفي هذ السياق قال السيد موسى شيخو الباحث والمحلل السياسي موسى شيخو في حوار مع صحيفة العلم إن إثيوبيا تمر بمرحلة خطيرة وهي مرحلة تمر بها أي دولة طموحة في النهضة وفي التقدم وفي التطور وعلى الإثيوبيين أن يعوا خطور المرحلة وأن يتوقفوا عن التناحر الداخلي والإحتقان والإستقطاب وأن يوحدوا جميعا صفوفهم.
واضاف ان هذه المرحلة هي مرحلة يجب أن تتكاتف فيها الجهود في الداخل والخارج ,وأن يعرف الإثيوبيون أن مشروع سد النهضة قضية حياة أوموت بالنسبة لهم.
ومن الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الدكتورأبي أحمد الذي شهد الجولة الرابعة من ملء سد النهضة وقال في تلك المناسبة : “أود أن أهنئ جميع الإثيوبيين على الانتهاء بنجاح من الجولة الرابعة من ملء سد النهضة الإثيوبي الكبير، أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا,وهذه هي نتيجة تعاون جميع الإثيوبيين.
وقال الدكتورأبي أحمد إ ن التعاون الذي أظهرناه نحن الإثيوبيين في بناء السد يجب أن يتكرر في مشاريع وطنية أخرى. ويجب تكرار وحدة المواطنين مرة أخرى في الوقت المناسب لتحرير الشعب الإثيوبي من الفقر والتخلف.
وقال الدكتورأبي أحمد إنه كان هناك الكثير من التحديات. لقد تم جرنا إلى الوراء و واجهنا تحديات داخلية وضغوطات خارجية ولكننا تغلبنا على كل هذه الأمور وتمكنا من الوصول إلى هذه المرحلة. ومع ذلك، لم نكمل بعد تسلق التل رغم أننا وصلنا للتو إلى القمة ل. ومن خلال استكمال الجولة الرابعة من التعبئة بنجاح، نظهر للجيل قدرة إثيوبيا على تحقيق خططها المنشودة.
وبخلاف ذلك فيما يتعلق بالملء الرابع للسد، عبر العديد من المسؤولين الحكوميين عن مشاعرهم الجياشة وأفكارهم الملهمة.
وأن الملء الرابع لسد النهضة يعد نجاحا كبيرا سجلته إثيوبيا في ظل الضغوط الدبلوماسية. وكان الضغط هائلاً على إثيوبيا منذ البداية و لدى تعليقه على السد قال البروفيسور يعقوب أرسانو، الأستاذ المشارك وعضو فريق التفاوض في سد النهضة وباحث السياسة المائية،: “إن الإكمال الناجح للملء الرابع قد عكس الضغط تمامًا على إثيوبيا“.وأنه انتصار دبلوماسي كبير لإثيوبيا أن تكمل تعبئة المياه وفقًا للخطة الموضوعة. والنجاح هو نتيجة مساهمة الشعب الإثيوبي.
لقد أخذت إثيوبيا دائمًا في الاعتبار المنفعة المتبادلة لدولتي المصب المجاورة في تنمية المياه، وقد أثبتت الجولة الرابعة من ملء السد دون أي ضرر على دولتي المصب موقف إثيوبيا.
ويعد الانتهاء بنجاح من التعبئة الرابعة لسد “أباي” تأكيدا على موقف إثيوبيا بعدم الإضرار بمصر والسودان. وأعلنت إثيوبيا مرة أخرى بما لا يدع مجالاً للشك أن البلاد تسعى فقط إلى التنمية، بعد تكهنات كثيرة حول خطورة الملء في مراحله المختلفة. والملء الرابع للسد مرحلة حاسمة أكدت إثيوبيا حقيقة تحرك البلاد فيها في الاتجاه الصحيح.
ومن جانبه قال عضو البرلمان الإثيوبي ومستشار وزير المياه والطاقة السيد محمد العروسي، إنه يتعين على مصر والسودان مشاركة إثيوبيا الفرحة بنجاح الملء الرابع لسد النهضة، حيث أنها لم تسبب أي ضرر حتى الآن.
ولم تحاول مصر قط حل مشكلتها المتعلقة بنهر النيل سلميا مع إثيوبيا أو أي من دول الحوض الأعلى الأخرى. بل سعت جاهدة لتحقيق مصلحتها في زعزعة استقرار إثيوبيا.
وقال السيد طلاهون أردونو (دكتور في الهندسة) في مقابلة سابقة مع صحيفة الإثيوبيان هيرالد: منذ العصور القديمة كانت قضايا النيل وإثيوبيا وسيلة لحل مشاكل السياسة الداخلية في مصر.
وبنفس الطريقة، تقوم الحكومة المصرية اليوم بتسييس قضية النيل وتحاول تغطية وجه شعبها من خلال التحريض على “حرب المياه” ضد إثيوبيا. وكعادتها، تحاول مصر اليوم استخدام إثيوبيا ونهرها كإسعاف أولي لمرضها السياسي الداخلي. وتجدر الإشارة إلى أن مصر والسودان لم تشهدا انتخابات ديمقراطية.
ولا شك أن مشكلة نهر النيل لاوجود بحد ذاتها، المشكلة التي يروجون لها في كل مرة هي مجرد مشكلة غامضة اختلقها المسؤولون المصريون أنفسهم. وبدلاً من الجلوس معًا وتقديم اقتراح مربحة للجانبين، فإنهم يقامرون دائمًا مع هيرودوت الذي يقول “إن مصر هبة النيل” و مع اتفاقيات الفترات الاستعمارية. وهم يعلمون جيداً أن إثيوبيا لا تحلم أبداً بترك الشعب المصري والسوداني بدون مياه، إلا أنها تصر على الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل الذي ينبع من أراضيها .