*الكاتب والباحث السياسي موسي شيخو :: جامعة الدول العربية في بيانها الأخير منحازة كعادتها لمصر

جوهر أحمد

أصدرت الخارجية الإثيوبية بيانا يوم الاثنين الماضي أعربت فيه عن خيبة أملها إزاء البيان الذي أصدرته قمة جدة العربية الأخيرة بشأن سد النهضة الإثيوبي العظيم .

وأوضحت فيه أن البيان يعد إهانة للاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء التى تسعى جاهدة للتفاوض على حل ودي لمسألة سد النهضة، وأن البيان يتعارض مع التاريخ والقيم المشتركة لشعوب إفريقيا والعالم العربي.

وجاء في البيان أنه في عام 2015 ، وقّعت مصر وإثيوبيا والسودان اتفاقية إعلان المبادئ، وذكرت أنه ينص بوضوح على أن بناء السد يجب أن يستمر إلى جانب المفاوضات حول المبادئ التوجيهية والقواعد الخاصة بالملء الأول وتشغيله، وذكرت أيضا أنه قد تم الاتفاق على تفاصيل ملء السد ، بما في ذلك الحجم والمدة، من قبل خبراء الدول الثلاث.

وأوضحت الخارجية الاثيوبية أن إثيوبيا ظلت تراعي مخاوف مصر والسودان طوال المفاوضات وأنها سوف تواصل احترام مبدأ الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل.

ونفت أن إثيوبيا اتخذت إجراءات أحادية الجانب، ووصفتها بأنها سوء فهم متعمّد.

وذكرت الخارجية الإثيوبية أنها على ثقة من أن أعضاء الجامعة ، ولا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي ، سوف تنأى بنفسها عن هذا البيان، مشيرة إلى أنه يجب عليهم منع مصر من إساءة استخدام الجامعة، مما قد يؤدي إلى حدوث صدع في الصداقة والعلاقات التاريخية العربية الأفريقية الدائمة.

وحث البيان مصر على التخلي عن مطالبتها غير القانونية باحتكار نهر النيل، مستشهدة بالاتفاقات الاستعمارية البائدة والموقف القائم على العقلية الاستعمارية، مؤكدة ضرورة تفاوض مصر بحسن نية والتوصل إلى نتيجة مربحة للجميع ، ووضع الأساس للأجيال القادمة في جميع دول حوض نهر النيل لتنمية الصداقة والتعاون على أساس الاحترام المتبادل.

وفي هذاالسياق قال الكاتب والباحث السياسي موسي شيخو :في حوار مع صحيفة العلم حول بيان جامعة الدول العربية الأخير في قمة جدة وردود وزارة الخارجية الإثيوبية :إن بيان جامعة الدول العربية الأخير لم يأت بجديد وأن الجامعة منحازة لمصر فرددت عليه الخارجية الإثيوبية بأنها لا تريد أن يمر هذا الموضوع بدون رد وكانت الحكومة الإثيوبية تريد السكوت ولا ترد ولكن من باب الدبلوماسية الرد على البيان المضاد المتكرر من الجامعة العربية ,وأتى الرد لأن الجامعة لا يعنيها الأمر ولاتؤثر بشيئ في هذا المجال لأن مصر في إفريقيا ,والسد أيضا إفريقي إثيوبي محلي , وهذا الموضوع يعني الاتحاد الإفريقي وأن محاولة مصر دائما الضغط على الدول العربية لإصدار بيان ضد إثيوبيا لايؤثر بشيئ.

وأضاف السيد موسى إن هذا يعتبر تدخلا في شؤون الدول ولاشك في ذلك وأن إثيوبيا غير حاضرة في هذا المكان وأن إصدار البيان بهذا الشكل الإرتجالي رغم أنه متعود يعتبر تدخلا في شؤون الدول وكذلك محاولة جعل الأمن العربي مقابل الأمن الإفريقي فهذا البيان غير مقبول و مردود عليهم ولايؤثر سواء في سيرعملية البناء في موقع المشروع ولا يؤثر أيضا على الدبلوماسية الإثيوبية ولكن يبقى ضرورة أن تتواصل إثيوبيا بشكل كثيف مع الدول العربية على حدة حتى لايتكرر هذا البيان .

وقال السيد موسى إن رد الخارجية الإثيوبية على البيان دقيق وأن هذا البيان يشير إلى الدبلوماسية الإثيوبية العريقة وخبرة الإثيوبيين في الرد بطريقة هادئة وراقية وكذلك الإشارة إلى مخالفة بيان جامعة الدول العربية الأنظمة والقوانين الدولية التي تعطي لإثيوبيا الحق في استخدام مواردها المائية وخاصة أن إثيوبيا هي منبع النيل وأن 86 %بالمائة  مصدر مياه النيل من إثيوبيا وأن عدم أخذ جامعة الدول العربية هذاالواقع في الإعتبار وتجاهلها التام وإصدارها البيانات المتكررة يدل أولا على أن مصر تضغط بشدة على الجامعة وأنها هي التي تسير الأمر داخل هذه الجامعة وثانيا أن جامعة الدول العربية مازالت هي المتحدث شبه الرسمي

باسم الحكومة المصرية وثالثا أن إثيوبيا علاقتها مع العرب علاقة أزلية ووقفت مع العرب سواء في قضية فلسطين أوالقضايا الكبرى في الدول العربية .وتجاهل هذه الوقفة الإثيوبية يعتبر أن جامعة الدول العربية فرطت في علاقاتها مع إفريقيا والقارة الإفريقية ككل .

وذكرالسيد موسى أن الخطوات الإثيوبية تتسم في عمومها بالهدوء وعدم الجري وراء التصريحات هنا وهناك لكن من الضرورة تكثيف الجهود والتواصل مع الدول العربية المؤثرة مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول التي لها القرار وكذلك دولة الجزائر والمغرب وغيرها من الدول التي لها صدى وقرار مقبول وتكثيف الجهود مع هذه الدول لإ فهامها بواقع الأمر ووصول المشروع إلى 91% بالمائة ولم يحدث  أي ضرر مع تقدم الإنشاءات وإشرافها على النهاية وأن سد النهضة ليس سدا من أجل حبس المياه وإنما لتحريك التوربينات وأن المياه لن تنقص بشكل يضر مصر أو السودان  و إطلاع وزراء خارجية العرب على هذه الحقيقة وغير متوقع تراجع جامعة الدول ما دام مقرها في القاهرة ويشغل أمانتها العامة رجال ووزراء مصريون سابقون .

وقال السيد موسى إن تواصل وزير الخارجية الإثيوبي السيد دمقي مكونن مع وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان ينبغي أن تتكرر مع وزراء آخرين من وزراء خارجية الدول العربية.

وقال السيد موسى إن هذا البيان مستبعد أن يؤثر على قرار الملءالرابع  وأن الموقف  الإثيوبي منذ البداية موقف يتسم بالوضوح والشفافية وإثيوبيا جهارا نهارا تتحدث عن مراحل الإنشاء والبناء في موقع السد وليس هذا سرا وباستطاعة وسائل الإعلام  أن تذهب إلى المكان وتصور كما تشاء ولا يوجد هناك ما نخفيه عن العالم وعن مصر نفسها أيضا ومن أراد أن يطلع على سير العملية الإنشائية هناك  فله ذلك.

اخيرا بيان جامعة الدول العربية لا ولن يؤثرعلى عملية الملء الرابع والعمل جار على قدم وساق والإنشاءات في موقع السد تسير كالمعتاد ولايمكن أن تحول أي قوة سواء إقليمة أو دولية دون تنفيذ الملء الرابع لأن هذا حق طبيعي ومشروع لإثيوبيا وهي مضطرة في إكمال عملية الملء الرابع. 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *