دور مجمع اداما الصناعي في تسهيل التصنيع المحلي

سمراي كحساي

وفقا لتجارب الدول المتقدمة والنامية ، تلعب المجمعات الصناعية دورًا حاسمًا في خلق فرص العمل ، وتوليد الدخل التصديري للبلاد ، واستبدال عناصر الاستيراد بالمنتجات المحلية ، وإدخال التقنيات وتوسيعها ، وإضفاء مظهر جديد على البلدات والمدن.

وفي السابق ، قامت إثيوبيا بتكييف تجارب دولية متعددة ونتيجة لذلك ، قامت الحكومة ببناء 11 منطقة صناعية وأول منطقة تجارة حرة في مدينة دير داواوقدمت المجمعات الصناعية  خدمات على مستويات مختلفة و من تلك المناطق الصناعية ، تعد منطقة أداما الصناعية هي الأولى.

وخلال حوارنا مع مدير  منطقة أداما الصناعية جوليلات أبيبي اكد المدير على اهمية  دور المنطقة في المسؤولية الوطنية الشاملة و في خلق فرص العمل والتحول التكنولوجي.

و وفقًا للمدير ، كانت إحدى مهام بناء المنطقة هي خلق فرص عمل و منذ بداية إنشاء المنطقة، شارك المواطنون وحصلوا على وظائف في عملية البناء واستوعبوا خبرات البناء.

وبعد أن أخذ المطورون حظائر العمل وبدأوا العمل في المنطقة الصناعية، تم خلق فرص عمل لآلاف العمال. و في هذا الوقت ، حصل حوالي 8 آلاف عامل على وظائف في قطاعات  من بينهم 92 في المائة من النساء وهذا يدل على أن المجمع الصناعي يلعب دوره في تمكين المرأة.

وفي السابق ، تم تنظيم السكان المحليين الذين تركوا مكانهم لتطوير المجمع في جمعيات صغيرة لإضفاء حس الملكية على المجمع.

وتقدم هذه الجمعيات أيضًا خدمات متنوعة (طعام ومشروبات ، إلخ) للمستثمرين والموظفين العاملين في المجمع. و بالإضافة إلى ذلك ، قدم  المجمع تدريبًا قصير الأجل للمواطنين في مجال تكنولوجيا معالجة مياه الصرف الصحي و إلى جانب ذلك ، يعمل المواطنون أيضًا في صالونات التجميل وكعمال نظافة في المجمع كما ينظم الشباب أنفسهم في جمعيات صغيرة ويوفرون مواد البناء.

و بالإضافة إلى خلق فرص عمل ، خلق المجمع  وظائف للجمعيات التي تضم عددًا كبيرًا من الشباب الذين يقدمون المنتجات والخدمات.

وكل هذا يظهر شراكة المجمع الصناعي مع المجتمع من خلال خلق مجموعة واسعة من فرص العمل والسوق.

ويعتبر ضمان التحول التكنولوجي هو المهمة الأخرى للمجمع الصناعي و في هذا الصدد ، تستثمر الشركات من البلدان المتقدمة بشكل كبير في المجمع.

وعندما تأتي هذه الشركات ، فإنها لا تجلب استثماراتها فحسب ، بل تجلب أيضًا ثقافة العمل الخاصة بها ، ومعرفة العمل والمهارات ، وإدارة العمل ، والجودة وأساليب الإنتاج الموحدة ، وشبكة التسويق الدولية ، والتكنولوجيا. وتقدم هذه الشركات أيضًا تدريبات قصيرة المدى حول ثقافة العمل وسلوكيات العمل وأخلاقياته.

وبالمثل ، بعد التدريب على أخلاقيات العمل ، ثم الانتقال إلى مرحلة الإنتاج ، يتلقى العمال تدريبات فنية. وبعد هذا التدريب ، يتم دعم العمال ومراقبتهم حتى يصبحوا فعالين في العملية.

 لذلك ، فإن المواطنين الذين حصلوا على وظائف في المجمع لديهم المعرفة والمهارات وثقافة العمل والقدرات التكنولوجية وما شابه ذلك مما يمهد الطريق لبدء أعمالهم التجارية الخاصة والإنتاج بشكل مستقل في المستقبل.

أيضًا ، تسهل إدارة المجمع تبادل الخبرات في المنتديات ومن ثم ، فإن الصناعات التحويلية في جميع أنحاء المجمع تعزز  عملية تبادل الخبرات. وفي مثل هذه المنتديات ، تراقب تلك الصناعات التحويلية وتستورد التقنيات والآلات التي تفتقر إليها.

وحتى بعد الاستيراد ، يتعلم العمال كيفية تشغيل و إصلاح التقنيات والآلات في حالة حدوث مشكلة. علاوة على ذلك ، يتعلمون إدارة العمل ، وكيفية إنتاج منتجات عالية الجودة ومعيارية في مساحة صغيرة ووقت قصير وموارد محدودة.

و من ناحية أخرى ، تتمتع الشركات الموجودة حول المجمع بفرصة أن يراها العملاء  و هذه الفرصة لديها القدرة على إنشاء نقل التكنولوجيا ، والاتصال بالسوق الدولية والحصول على نظرة عالمية.

وبشكل عام ، لدى الشركات الموجودة في جميع أنحاء المجمع الفرصة للحصول على رؤية دولية مفتوحة للأبواب لجعلها تستخدم التقنيات الحديثة في عملياتها.

والمجمعات الصناعية غير مبنية من أجل الربح  بدلاً من ذلك ، من المفترض أن تكون عاملاً مساعدًا في عملية تحويل الأمة من الزراعة إلى الاقتصاد الذي تقوده الصناعة. لذلك ، بالإضافة إلى كونها نماذج وتساعد على التصدير ، استبدل المنتجات المستوردة بالمنتجات المحلية ، ونقل التكنولوجيا ، وخلق فرص عمل للمواطنين ، تمارس المجمعات الصناعية ضغوطًا على الشركات المحلية أو المستثمرين الموجودين حول المجمع للدخول في مجال الصناعة التحويلية.

وتحقيقا لهذه الغاية ، أوجد  المجمع الصناعي فرصة وإجراءات للمستثمرين المحليين الذين انسحبوا من التصنيع إلى قطاعات الخدمات من اجل تشجيعهم للدخول في قطاع التصنيع الذي سيعزز على التحول الاقتصادي للبلاد ورحلتها نحو الازدهار.