قنصل أثيوبيا بالقضارف : العلاقات الإثيوبية السودانية تاريخية ومتجذرة

أكد القنصل العام للقنصلية الاثيوبية  بولاية القضارف “أنتنه تاريكو فلقي” على متانة العلاقات الإثيوبية السودانية ووصفها بأنها علاقات تصاهر ودم مشيرا إلى أنهم يتطلعون لتحقيق التكامل بين البلدين.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها القنصل العام للقنصلية الاثيوبية  بولاية القضارف مع موقع “الراصد الإثيوبي” بأديس ابابا على هامش مشاركته في المؤتمر العام لسفراء أثيوبيا بالخاراج.

وقال ،فلقي، إنه على الرغم من بعض التغلبات السياسية التي ما يتأثر بها البلدان أحيانا إلى أن العلاقات الإثيوبية السودانية  ظلت ثابته وراسخة لأنها مبينة على أسس المصاهرة والدم والشعوب للشعوب مايجعلها قوية وفريدة في المنطقة .

واضاف تأثرت العلاقات قليلا خلال الفترة الماضية عقب الحرب التي شهدتها أثيوبيا بين الحكومة الأثيوبية وجبهة تحريرتيغراي، لكن بفضل تفهم القادة في البلدين تم تجاوز هذه المرحلة وبدات العلاقات تعود على ماكانت عليه وماينبغي أن تكون ، وقال” الروابط  بين الشعب الإثيوبي والسوداني لايمكن التفريق بينهما مهما كانت المؤثرات” لأنها متجذرة على مدى قرون.

وتابع هناك رغبة وعزيمة قوية على دفع هذه العلاقات والعبور بها إلى أفضل المستويات تليق بتطلعات شعبي البلدين اللذين يستحقان الكثيرمنا كحكومات.

التبادل التجاري الحدودي

وحول التعاون والتبادل التجاري الحدودي بين البلدين قال، القنصل الإثيوبي إن التعاون والتبادل التجاري الحالي لايليق بتطلعات شعبي البلدين وإمكاناتهما الطبيعية مشيرا إلى أن السودان وأثيوبيا حباهما الله بموارد وإمكانات طبيعية لاتوجد في اي مكان ، ويجب إستقلالها  في سبيل تحقيق التكامل الإقتصادي الذي تأخر كثيرا بين شعبي البلدين.

وأعرب عن شكره وتقديره لكرم الشعب السوداني وإستضافته للاجئين الأثيوبيين، وقال إنه لمس وعايش مدى الحب الكبير الذي يكنه الشعب السوداني للإثيوبيين وإستضافته لمئات الالاف من الاجيئين الإثيوبيين  خير دليل على كرم الشعب السوداني وسماحته والتي يجب علينا كاثيوبيين تقديرها عاليا وهذا ماعهدناه من السودان على مر التاريخ فهو الملجئ الأمن للاثيوبين عند المحن.

التعاون الامني ومنع الجريمة العابرة

وحول التعاون الأمني ومنع الجرائم العابرة للحدود قال القنصل الإثيوبي هناك تعاون بين المسؤولين الأمنين على الحدود بين ولاية القضارف وإقليم الامهرة لمنع جرائم التهريب بمختلف أنواعها والجرائم الاخرى من نهب المواشي واضاف هناك إجتماعات يومية ومشتركة بين الإدارين والجهات النظامية  في مدينة القلابات والمتمة الإثيوبية وذلك للوقف على الأوضاع وإستقرارها وأنسياب الحركة التجارية  فضلا عن ضمان حركة المواطنين على حدود البلدين وحل المشكلات التي تحدث على الحدود.

إيواء المسلحين

وحول بعض الإتهمات الشائعة  والتي تروج لها بعض وسائل التواصل الإجتماعي في أثيوبيا  بشأن إيواء السودان لجماعات مسلحة وخاصة القمانت قال القنصل الإثيوبي هناك تهويل لقضايا الحدود وخاصة فيما يتعلق بما يروج في وسائل التواصل في هذا الشأن  السودان لايمكن ان يكون منطلقا لأعمال عدائية ضد اثيوبيا وهذا ما شاهدته كقنصل في ولاية القضارف.

واكد القنصل الإثيوبي بأن هناك  تعاون وتنسيق كبير فيما يتعلق بحفظ السلم والإستقرار في البلدين وعلى طول الشريط الحدودي بين اثيوبيا والسودان ، مشيرا إلى أن هناك ما يجب فهمه هو أن اي عدم إستقرار في السودان تتأثر به أثيوبيا مباشرة وكذلك العكس أي عدم إستقرار يتأثر به السودان مباشرة وهذا ماشهدناه خلال الحرب في شمال اثيوبي حيث كان السودان أول المتاثرين بهذه الحرب تدفق عليه مئات الالاف من الاجيئين بالتالي هذه القاعدة الثابتة  يتأثر البلدين بما يحدث في كليهما ما يجعل الحافظ على الإستقرار لكل دولة مهم للطرف الأخر.

واستدرك وقال لانستبعد تسلل المسلحين من كل الطرفين وهي تحركات فردية لمجرمين على الحدود المشتركة  من نهب للواشي والسرقات المختلفة وذلك لأن الحدود شاسعة جدا ولايمكن السيطرة عليها بالكامل، وقال لكن هذه الأعمال الفردية يمكن التصدي لها من خلال التنسيق الأمني المشترك بين الأجهزة النظامية على حدود البلدين.

تحدي مشترك للبلدين

بالفعل هناك تحدي مشترك بين اثيوبيا والسودان يتمثل في تحقيق التكامل بين شعبي البلدين وتلبية تطلعات شعوبنا في أثيوبيا والسودان، من العيش الكريم الذي يستحقونه وتسهيل التبادل التجاري ليعود بالمنفعة لشعبي البلدين.

وتابع يجب إستقلال الإمكانات الهائلة التي يتمتع بهما البلدان وخلق تكامل إقتصادي  يحقق التنمية المشتركة لكل من اثيوبيا والسودان.

التواصل الشعبي

هناك تواصل شعبي مستمر ورياضي من الشعبين بولاية القضارف واقليم أمهرة على المناطق الحدودية بين البلدين ونعمل تعزيز هذا التواصل الشعبي  ، واشار القنصل الإثيوبي  إلى الزيارات المتبادلة  والتعاون بين الجامعات السودانية والاثيوبية  وقال هناك عدة إتفاقات تمت مؤخرا بين جامعة الجزيرة  في السودان وجامعة بحردار وكذلك بين جامعة القضارف وغوندر .

ولفت القنصل إلى الجهود التي تبذلها كل من جامعتي الجزيرة  وبحردار وقال جامعة الجزيرة تسعى لفتح قسم للزرعة  بجامعة بحردار في إقليم أمهرة وكذلك جامعة بحردار تسعى لفتح كلية الطب بجامعة الجزيرة

كما أشار القنصل إلى نتائج هذه اللقاءات لجامعتي الجزيرة والقضارف مع نظيراتها  جامعة بحردار وغوندر والتي كان أحد ثمارها  الإتفاق على التعاون في عدة مجالات منها  اجراء البحوث المشتركة  .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

2 Comments to “قنصل أثيوبيا بالقضارف : العلاقات الإثيوبية السودانية تاريخية ومتجذرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *