السيرة الذاتية  للشيخ حسين  بن شيخ أحمد  الججوي وهوعالم من معالم الحبشة

سافر إلى مكة المكرمة ماشيا علي الأقدام عبر اليمن

تقرير سفيان محي الدين

إن الله ارسل الانبياء والرسل  إلى بني البشر،وفضلهم عليهم ، ليرشدهم على مافيه صلاح لأمور دينهم ودنياهم ،فبلغوا الرسالة كما أمروا ، وعلموا الناس الخير والصلاح ،وهم بدورهم نقلوا هذه الرسالة إلى العالم  ويقول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ” العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ، وحول هذا  نعرض للقراء الكرام مقابلة مع الأستاذ شريف الدين حسين عن والده العالم الفقيه من العلماء مشايخ  الحبشة  الذين  خدموا الإسلام والمسلمين  في سبيل  نشر الثقافة  الإسلامية  واللغة العربية  وجاء الحوار  كالتالي:

العلم :  نبذة تاريخية عن والدك ؟

قال الأستاذ شرف الدين حسين إن والدي الشيخ حسين بن شيخ أحمد كان إماما وخطيبا  في مسجد  الكائن في (قرى ججو )  وذلك بعد وفاته  الشيخ أحمد  بن آدم  لفترة طويلة  وكان في مساعدته  الشيخ  آدم سادو الذي ينوب منابه في حالة غيابه في الخطب والإمام إلى أن جاء الشيخ تمام بن شيخ أحمد

الديدئي وسلم والدي الحاج حسين الإمام والخطب المنبرية ونزل والدي إلى قرية تسمى- شوشا- حيث

هناك أهله ومقره سابقا وأسس في تلك المكان مسجدا جديدا إسمه مسجد المبارك  (شوشا قوبو ) وبدأ يصلى بالناس الصلوات الخمس والجمعة إماما وخطيبا ومرشدا وداعيا وسراجا منيرا إلى الخير وكان يدير أمور المسجد  ويهتم كثيرا ولا يفارقه  ليلا ونهارا ، كما يعطي دروسا علميا في فترة الصباح والمساء ، وأيضا يحث المجتمع على مساعدة طلاب العلم بدفع الزكاة لهؤلاء الطلاب في موسم جمع المحصولات الزراعية لإجل قضاء الطلاب حوائجهم لأن هذه الزكاة تساعدهم في  شراء الكتب والملابس  وما إلى ذلك ، وهم إبن السبيل  وهم الأحقية  لحصول الزكاة  وهم طلاب العلم .

العلم : كيف إلتحق إلى زاوية  تعليم  القرآن  ومن هم العلماء الذين اخذ منهم العلم  ؟

ذكر الأستاذ  شرف الدين : إن والدي ولد في منطقة ججو عام 1935 وتوفي عام 1975 في إحدى  القرى التي تسمى -أج قري ديدأ- وتربى وترعرع في تلك المنطقة حيث كان مقر والده  يحتضن  زاوية  القرآن  الكريم  باسم والده  الشيخ أحمد آدم وختم القرآن على والده ثم أرشد وأرسل والده إلى مجلس  العلوم الشرعية الشيخ محمد  الججي المعروف باسم -أبا المحاسن – ولديه مركز  تنبثق منه العلوم الشرعية وبدأ في تلك المنطقة من المختصرات الفقهية على مذهب الامام الشافعي ثم بعد ذلك إنتقل إلى  مجلس العلم  وهو الشيخ  أحمد غيترا ودرس أيضا  لديه كتب الفقة المختلفة وثم بعد ذلك رحل الشيخ إلى الشيخ السماري ودرس هناك كتب المطولات الفقهية ومن عادات الطلاب الأثيوبيين لايجلسون بمكان واحد ويقتطفون العلوم من مشياخ مختلفة وبعد ذلك أيضا إنتقل إلى الشيخ إبراهيم الغشيي بهدف ترسيخ الكتب الفقهية وهوعالم متبحر في شتى العلوم الشرعية وبعد ذلك قرر الشيخ إلى مغادرة مسافة طويلة لمزيد من الدروس العلمية إلى منطقة هرر شرق أثيوبيا لدى الشيخ المشايخ  شيخ سعيد منطقة الوشالي وأيضا الشيخ يوسف (البورتي ) ثم انتقل إلى الشيخ أحمد أرغمويي لمراجعة  كتب الفقيه وغيرها  وكذالك إلى أماكن أخرى من مجلس العلوم وذلك بهدف حصول إجازة التدريس (وآنذاك لا يوجد شهادة  التخرج (ولكن تعرف بإجازة التدريس) وبعد ذلك غير مساره ورأيه ،وتحول إلى حلقة دراسة اللغة العربية لدى الشيخ على غلبو في منطقة- دار ولبو- ،حيث مكث هناك عدة سنوات  لدراسة  فن النحو ما يسمى آنذاك فن الآلة و في خلال تلك السنوات كان والدي يتردد عند الشيخ أحمد منقول (الدارو لبو )  وخصوصا  في شهرر مضان المبارك وهي منطقة تهامية وصعب للغاية بأن يعيش الناس فيها ولاتتوفر فيها ظروف الحياة  التي تساعد الناس على الحياة وكثير من الطلاب يهربون  من هذا المجلس بسبب شظف العيش والظروف الحياة ،ولكن الشيخ  حسين والدي ثبت وجلس عند الشيخ على غلبو حتى أخذ إجازة ورجع إلى أهله لإجل تدريس العلوم الشرعية ،ولكنه لم يمكث إلا بضع سنوات وجاءت له فكرة الذهاب إلى مكة المكرمة ماشيا علي الأقدام عبر اليمن و هناك صادفته كثير من المشاكل والمشاق وما صادفه في الطريق (ولكن هدفه  أداء الحج  وليس لغرض آخر) ومكث في اليمن وأن اليمنين  عندما شاهدوه  أنه عالم وهو متكؤ في بعض عمود المسجد ، ورأى أن بعض الطلاب يخطؤون في مادة النحو في الإعراب  وصحح  لهم إعراب بعض الكلمات وشرع الطلاب اليمنيين إلى عموده في المسجد بهدف تلقي العلم منه خاصة في اللغة العربية  وهو متكئ  في  إحدى عمود المسجد  وسألوه  من أين أنت يا أستاذ ؟!  فقال  لهم : لست أستاذا  بل أنني عابر سبيل . وقال ليى  أحد الشاب كلنا غرباء وعابر سبيل وسألوني وجاوبتهم مع أنني أخاف ربما يبلغونني إلى الشرطة بينما أتردد وأضطرب وسوف تتم إدخاله إلى السجن مرة  ثانية  ،و قال أحدهم  فاتتك الحج ومن هنا شاهدوني أنني عالم  متبحر في علوم اللغة العربية و جعلوا له مكانا يعلم التلاميذ والناس ومن هنا  فصولني  واثتثنوني من باقي الأثيوبيين ..وقالوا لي سوف نسهل لك الطرق التي تؤدي الحج  وحتى يأتي موسم الحج  والآن فاتك موسم الحج وعليك أن تدرس الطلاب اللغة العربية .

وهكذا كان والدي معلما في اللغة العربية  في بلدان العرب  أكثر من سنة ونصف  حتى يأتي موسم الحج ولكن  بشرط  أن تعلمنا اللغة  العربية وخصوصا  فن الإعراب ونحن  نجعل  لك  مأوى  تسكن  عندنا  ونحن  ندبر لك كيفية الوصول إلى مكة  المكرمة وستذهب مع حجاج اليمنيين  وندبر لك البطاقة .

وبدأت  تعليمهم  كما إتفقنا وبعد شهور طلبوا مني صورة  وقدمت لهم وأخرجوا لي بطاقة  في شهر ذي القعدة وتحرك والدي من العاصمة  اليمنية  صنعاء مع وفد كثيف من الحجاج اليمنيين ومن هنا أتقنت اللهجة اليمنية وهكذا وصل ولدي  إلى بيت  الله الحرام وبعد أداء الحج  تعرف والدي مع الإخوة الأثيوبيين  وبقي في مكة  المكرمة  والتحق إلى  مدرسة دارالحديث الخيرية وجلس سنتين وتعلم في دار الحديث وبعد ذلك رجع  إلى البلاد فلما رجع وجد  ووالديهما  في حالة صعبة للغاية في الحياة ومن هنا قرر والدي العمل في مجال العمل بالتجارة والتدريس معا  وذلك بهدف  معاونة أسرته  جنبا إلى دراسة العلم والقرآن الكريم .

العلم : التعايش السلمي..  كيف كان يتعامل مع المجتمع ؟

أشار الأستاذ شرف الدين كان والدي محبوبا لدي المجتمع الأثيوبي ويخاطبهم بالتي هي أحسن وكان معروفا  بترحمه وحنانه وعطفه  ويزور المرضى  كل من المسلمين والمسحيين ، وليس لديه تعصب ديني ولا قومي ويشارك بالأفراح والأحزان  وعلى سبيل المثال في تلك الفترة لم تكن هناك بنوك بمعني الكلمة ولكن من جهة حفظ الأمانة  كانوا يضعون وديعة الأمانة لديه  كل من المسلمين والمسحيين معا وهو معروف بحفظ الأمانة وخاصة للطلاب العلم حيث يضعون  لديه  ويدخر لهم في البيت ويسلم لهم وقت الحاجة إليهم ، وكان يكره  الإتكاء على الآخرين و يحب الكسب والعمل الجاد بيده ،  كما يحث المجتمع على العمل ويفضل  الإكتفاء الذاتي ويكره أن يكون عالة على الناس وإذ كان برامج جمع التبرعات  في مقدمتهم  وذلك بهدف إغاثة الملهوف  ومساعدة المساكين ولا ينتظر الآخرين بل وقت انتهاء التدريس والعلم  ،كان يعمل في المزرعة والتجارة وذلك بهدف الإكتفاء الذاتي .

العلم : وهل  يمكن  لك أن تضيف سيرتك  الذاتية  بعد تطرقك سيرة  والدك؟

قال أستاذ شرف الدين  أنا كنت  في بيت يدرس والدي  وأجدادي  من القران الكريم وهم يعلمون  القرآن وأنا تعلمت  القرآن  الكريم من  جدي الشيخ أحمد آدم  وكانوا يرسلونني الي رعاية الأغنام والأبقار وأنا حامل بيدي  القران الكريم أثناء رعايتها كنت أجمع الحطب  لأجل أن نجعله شمعة ووقيدا في زاوية القرآن بعد جمع البقر والأغنام إلى زريبة الحيوانات وقت المساء  ثم نواصل دراسة القرآن على لوح خشبي  ونحفظ القرآن الذي درست في المساء وأغسل اللوحة  وأعطي  إلى جدي لأجل أن يكتب لى درسا جديدا من القرآن وحفظت وهكذا تعلمت علوم الدين .

من قصار المقصر من السورة  القرآنية  إلى حد  8أجزاء (سورة ياسين ) وبعد  ختم القرآن  الكريم ، ومن ثم هناك رجع الشيخ هاشم   لتدريس  حلقة العلم  في داخل مسجد والدي القديم  الشيخ أحمد  الديدئي وأرشدني جدي بأن ألتحق إلى حلقة العلم  الذي أسس في مسجد القديم ( قري ججو) في داخل مسجد الشيخ أحمد  الديدئي، ومن ثم  أكملت  مراجعة القرآن وذهبت إلى شيخ آدم أرغموي برفاق جماعة  من الطلاب  أمثال الشيخ  جبريل  حاج أحمد  وبدأت  مختصر الفقه  وسفينة الصلاة  ثم ذهبت  إلى مجلس الشيخ عبدالله الغسلي وتعلمت بافضل وابن شجاع  وعمدة السالك وقاسمي وطبعا كل هذا على مذهب الامام الشافعي، وانتقلت إلى مجلس الشيخ حسين قابتي  في منطقة  ججو ودرست لديه أيضا الكتب الفقهية وبعد ذلك إلى مجلس أخرى لدي الشيخ حجي تفا رئيس مجلس الأعلى الفيدرالي الحالي وهو كان يدرس الحديث وكذلك إنتقلت إلى الشيخ أحمد عبد القادر في أرباغوغو ودرست الحديث .

وثم انتقلت  إلىمنطقة هررغي  عند الشيخ  حسين( فدس) ودرست فن الحديث أيضا وخلال هذا ذهبت إلى دري دوا مع زملائي  و جاءت لى فكرة الخروج من البلاد واتفقنا مع بعض الزملاء لكي نذهب إلى جيبوتي وعددنا ستة أشخاص ولا أريد أن  أتطرق الي المشاكل التي واجهتنا أثناء الذهاب إلى هناك ولكن أكتفى عنها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((السفر قطعة من العذاب  أوكما قال  الرسول الخ) ووصلنا مدينة الثانية لعاصمة جيبوتي وهي مدينة -دخل – التابعة لحكومة جيبوتي ودرسنا مرحلة الأعدادية  وهي تسمى مدرسة  الإنقاذ الإسلامي وآنذاك الذي يدير تلك المدرسة  الشيخ سلطان عبد الفتاح، وبعد سنتين  جاءلنا فرصة ذهبية لحصول منحة دراسية لقبول  الطلاب اللاجئين من جبيوتي إلى سوريا وتابعنا مرحلة الأعدادية  في جمعية  الفرقان  تحت جامع المرابط في المهاجرين دمشق وتخرجت منها  عام 1987م وثم إنتقلت  مرحلة الجامعية  في ليبيا  حيث وجدت قبولا  في كلية  الدعوة  الإسلامية بطرابلس  وتخرجت منها  عام 1992 م ورجعت  إلى البلاد وحتى الآن مازالت  أدرس الثقافة الإسلامية في مدرسة أبادر الإسلامية  وإضافة  إلى تدابير شؤون المكتب في تلك المدرسة والله ولي التفيق .

وهكذا  كان  دور علماء  الحبشة  في خدمة الإسلام والمسلمين  في مجال  توسعة  الثقافة  الإسلامية واللغة العربية  منذ دخول الإسلام عبر هجرة صحابة الرسول صل الله عليه وسلم إلى الحبشة  في عهد النجاشي ،وإلى وقتنا الحاضر ظلت ولا تزال تزدهر  تلك الثقافة الإسلامية واللغة العربية وخاصة  في الحالي دخلت اللغة العربية  في وسائل الإعلام  المتواجدة  المختلفة  في أثيوبيا  والمدارس  وحتى الناس العادييون يحكون  في الشوارع الأثيوبي ويقضون به  حوائجهم  كما ظهر  الدكاترة والماجيستير باللغة العربية وغيرها .

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

One Comment to “السيرة الذاتية  للشيخ حسين  بن شيخ أحمد  الججوي وهوعالم من معالم الحبشة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *