انتصرت إرادة الشعوب

 

يري ياسين احمد رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية:إ ن المتأمل والقارئ والمطلع لما يجري في تأريخ العلاقات الاثيوبية السودانية والاحداث ، يدرك جيداً حجم الشعوب في التغيير وقدرتها على تحمل ما يحدث من احداث تريد ان تعصف بالكم الهائل من الروابط الاخوية والانصهار معا ، ثقافيا وتراثيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا

مما لا شك فيه بالصبر استطاع الشعبين الشقيقين ازاحة الطرف الثالث ، هو بلا شك دخول بين البصلة وقشرتها على رأي المثل ( يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ريحتها )، ورائحة البصل نفاذة تؤذي الأنف وتُجري دمع العين،

هناك من يرى ان الطرف الثالث لا يراقب المناوشات العسكرية بين السودان وإثيوبيا بل (..) هو من تتسبب في هذه المناوشات.

لا يخفي على احد التاثير الكبير للنظام الطرف الثالث على الوضع في المنطقة والمساعدات المخابراتية واللوجستية وغيره الكثير المخفي .

لقد خسروا الذين كانوا يراهنون على الطرف الثالث في تاجيج الصراع بين السودان واثيوبيا بعد اتفاق بين رئيس الوزراء الأثيوبي الدكتور أبي احمد ورئيس المجلس السيادي السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان على الحل السلمي للقضايا العالقة بين البلدين. بينما انتصرت إرادة الشعوب التى كانت ومازلت تراهن على دور الدبلوماسية الشعبية المكملة للدبلوماسية الرسمية بين السودان واثيوبيا على أساس المصالح المشتركة للشعبين الشيقيق السوداني والاثيوبي.  ومن أجل مصلحة الجميع ، اتبعت إثيوبيا طرقًا سلمية للتعامل مع النزاعات الأخيرة منذ البداية. وبما أنها تدرك جيدًا العواقب المدمرة للاستراتيجيات الشريرة للأطراف الثالثة ، فإن إثيوبيا ، على عكس السودان ، لا تقدم لهم اي فرصة ضئيلة للتدخل وتخريب علاقاتها الطويلة مع الشعب السوداني.

وهي تعمل بلا هوادة من أجل أن تسود الثقة المتبادلة بين البلدين. وكان رئيس الوزراء أبي أحمد قد قال مؤخرًا: “كلنا نحترم الشعب السوداني الشقيق. نعتقد أن السودان وإثيوبيا قادران على حل جميع المشاكل والصعوبات التي تواجههما بروح الأخوة الدائمة وحسن الجوار “.

وباختصار ، يشارك كل من الشعب الإثيوبي والسوداني قيمًا اجتماعية واقتصادية وثقافية متشابهة تربطهم ببعضهم البعض بشكل لا ينفصل ولا يمكن لاي طرف ثالث تعكير العلاقات الوثيقة بينهما.

يري الناشط منير منير : الدبلوماسية الشعبية هي أسهل واقرب الطرق لبناء قواعد العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتاريخ مليء بنماذج فريدة على مدى التاريخ، والحكومات تأتي وتذهب، وتبقى علاقات الصداقة والتعاون والمحبة بين البلدين مبنية على قاعدة لا تهزها نوائب الدهر أو منعطفات السياسة، ولا خبث من يريدون الاصطياد في المياه العكرة واللعب على المشاعر لإذكاء نيران الفتنة بين البلدين الشقيقين .

وحول طبيعة العلاقة الثنائية، قال السفير عبد المحمود عبد الحليم، مندوب السودان السابق بالأمم المتحدة، في احدى لقائته : “لئن شهدت العلاقات السودانية – الإثيوبية صعوداً وهبوطاً طوال عهودها التاريخية السابقة لأسباب داخلية تارة، ولأصداء خارجية مرات أخرى، فإن الثابت تاريخاً ووجداناً أنها علاقات متجذرة وذات جرس وطعم خاص، وأنها علاقات عميقة شعبياً وليست فوقية، وكلما ألمت نازلة بهذه العلاقات فإن المصدات والمزاجات الكامنة عند شعبَي البلدين تعيدها فوراً إلى وضعها الطبيعي، هذا بخلاف وجود مصالح ومشتركات وعلاقات ثقافية واجتماعية، وتداخلات قبلية وإثنية وتحديات مشتركة”. وأضاف “ما ينبغي أن يعلمه الحكام والأنظمة السياسية التي تأتي وتذهب أن هذه العلاقات خُلقت لتبقى، وأنه ينبغى تعزيز آلياتها وتواصل مؤسساتها المعنية بالتعاون الثنائي وحل المشكلات العالقة بالطرق السلمية”.
هل سيترتب على اللقاء الذي جمع بين رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء الاثيوبي اتجاها جديدا في العلاقات؟ تساؤل كان من ابرز الاستفهامات التي كانت حاضرة وهنا يجيب السفير العبيد المروح على معرض الطرح حيث وصف اللقاء بالخطوة الايجابية وذلك بغض النظر عن شكل التحضير الذي تم له وان كان المروح استبعد بان يكون اللقاء الرئاسي تم من قبيل الصدفة
واضاف المروح بان أهمية اللقاء تكمن في ان علاقات البلدين قديمة ويحكمها الجوار ولن تحل مشاكلهم الا بالحوار خاصة وان اي خيار آخر لن يكون هنالك طرف رابح فيه
وتوقع السفير العبيد المروح في حديثه لـ ” الإنتباهة” بان اللقاء سيكون قد تطرق للتصعيد الأخير الذي تم بين البلدين وكذلك الخلاف الحدودي وربما ايضا استعرض ملف سد النهضة.
كما ان اللقاء بحسب محدثي قد بان يكون له ما بعده وان يتم تشكيل لجان مشتركة لبحث الخلاف وذلك لوضع ما يمكن ان يكون قد تم الاتفاق عليه موضع التنفيذ خاصة وان اللقاءات الرئاسية بين الرؤساء لا تبحث في التفاصيل عادة والقضايا الخلافية بين البلدين محاطة بتفاصيل كثيرة الأمر الذي يجعل من الراجح ان البرهان وآبي وجها بنية طيبة بضرورة ايجاد حل فيما يجري >
واختتم محدثي افادته بان انتقال رئاسة الايقاد الى دولة يوغندا قد تسهم لاحقا في التهدئة بين البلدين اضف عليها دولة جنوب السودان خاصة وان الخرطوم واديس وجوبا تجمعها الحدود وهو ما يجعل توقع ان تكون هنالك جولات قادمة يكون فيها دول الجوار مثل الجنوب ويوغندا حاضرين واردة..

واخيرا ما يجري اليوم هو تعزيز هذه العلاقات بعيدا عن الايادي الخفية وهي مرحلة تعاون بين الشعبين والحكومتين ،  وإذا تم تعزيز التعاون لن يكون هنالك مجال لتدخل الآخرين للتأثير في علاقة البلدين اي الطرف الثالث المتمثل في حكومة السيسي .

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *