بعد اتفاق السلام في بريتوريا جنوب افريقيا استعادت إثيوبيا مكانتها بعد تعافي اقتصادها من آثار الحرب، وفي ظل الاستثمارات المتدفقة عليها سواء على المستوى الداخلي او الخارجي وخاصة من قبل المغتربين الاثيوبيين، أوتسابق الشركات الأجنبية على الاستثمارات وسط ما يخلقه واقع السلام من محفزات تتحرك اثيوبيا اليوم وبمسؤولية كبيرة لمشاركة هذا السلام مع دول الجوار في القرن الافريقي .
مما لا شك فيه ان دور اثيوبيا في تعزيز السلام كان واضحا في ما أكد أبي أحمد أن “الغرض من زيارته للخرطوم، إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة المهمة في مسيرته السياسية”، وفقاً لـ”سونا”. كما لفت إلى أن “السودان وإثيوبيا يزخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية، ونحن كدول وحكومات يجب علينا المحافظة على العلاقات التاريخية بين البلدين”.
وإثيوبيا والسودان دولتان تمثلان الأهمية السياسية القصوى في القرن الأفريقي، وهما بالتالي محط ضغوطات واضحة من أجل تهيئة الواقع السياسي الذي يخدم المصالح الغربية.
وفي منحى آخر، اعتبر السكرتير التنفيذي لـ«إيقاد» ورقني قبيهو لقاء رئيس مجلس السيادة البرهان ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، التي أفلحت «إيقاد» في تنسيقه أثناء انعقاد قمة المنظمة الاستثنائية (39) في نيروبي الكينية، «أحد أكبر الانتصارات للسلم والأمن في المنطقة،
وليس هذا فحسب، بل أجرى رئيس الوزراء ، أبي أحمد يوم الأربعاء الماضي، محادثات ثنائية مع الرئيس الكيني ويليام روتو جاء ذلك في لقاء على هامش القمة التشاورية لدول الجوار بالعاصمة الصومالية مقديشو لمكافحة الإرهاب وتعزيز العمليات العسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة. وبحث الجانبان تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين ودفع أطر التعاون الثنائي قدما، بما يجسّد متانة العلاقات وتجذرها بين قيادتي البلدين وشعبيهما، وعددا من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
لعبت إثيوبيا دورًا محوريًا في جعل إفريقيا فخورة بإدراك مبدأ “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية “. كما لعبت اثيوبيا دورا إقليميا ظلت تضطلع به في أفريقيا باعتبارها مقر الاتحاد الأفريقي، إلى جانب عضويتها في الهيئة الحكومية للتنمية (IGAD)، وما ظلت تمثله كقوة أفريقية معتمد عليها في مهمات القوات الدولية، لا سيما في ما تلعبه من دور وحضور منطقة القرن الأفريقي سواء على المستوى السياسي أو الأمني. ولديها قوات حفظ السلام في كل من السودان وجنوب السودان وفي الصومال .
وتم تكريم قوات حفظ السلام الإثيوبية العاملة في إطار بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومال(أميسوم) لتفانيها وتضحيتها واحترافها والتزامها بواجبها ومساهمتها في استعادة السلام والاستقرار في الصومال. وتسلم جنود قوات الدفاع الوطنية الإثيوبي، أوسمة وشهادات من الإتحاد الإفريقي من الخدمة في الصومال تحت قيادة أميسوم، وهذا يعتبر شرفا كبيرا لاثيوبيا والقرن الافريقي معا من اجل السلام .
ولا ننسى أن قوات حفظ السلام اﻹثيوبية كانت أول قوات حفظ دولية في تاريخ قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام يوافق عليها بالإجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر على نشرها في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان برغبة وإلحاح من الدولتين المتنازعتين نظرا لمهنية وانضباط قوات الدفاع الإثيوبية وما عرف عنها من سلوك طيب وحسن خلق وتفان في العمل .
وعرفانا بما قاموا به من بطولات وشهامة لا تقدر بثمن أجرى رئيس وزراء أبي أحمد ، مناقشة موجزة مع قوات الدفاع الوطني الإثيوبية المكلفة بمحاربة حركة الشباب الارهابية في مقديشو. وقال رئيس الوزراء في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، “لقد أتيحت لي الفرصة في هذا الصباح في مقديشو لأتلقى إحاطة من أفراد قواتنا الوطنية التي تقاتل ضد حركة الشباب الإرهابية معًا كجزء من بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية (أتميس) في الصومال.
ولا يخفى على أحد أيضا الدور الريادي الذي تقوم به هذه القوات في الحفاظ على السلام والأمن في البلدان المجاورة التي تعاني من الصراعات والحروب وذلك عبر المشاركة الفعالة في قوات حفظ السلام الإفريقية والأمم المتحدة بجانب مساهمتها في الأنشطة الإنمائية الجارية في البلاد التي تظهر فيها بصمات الجيش بوضوح .
وجدير بالذكر أن دول إثيوبيا وكينيا وجيبوتي من بين الدول التي لها قوات ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال .
استجابة لموقف إثيوبيا على البحر الأحمر ، كرر دمقى مكونن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بأن إثيوبيا تعبرعن موقعها في مختلف المنتديات بأن منتدى بحر أحمر الذي لا يشمل إثيوبيا لن يكون فعالاً، بالإضافة إلى بذل الجهود المختلفة لجعل المنتدى تشمل إثيوبيا، التي لها دور إقليمي في البحر الأحمر.
فعلى المستوى الإقليمي تظل إثيوبيا شريكاً حقيقياً للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين تجاه أهداف محاربة الإرهاب، فضلاً عن دورها الرئيس الذي تلعبه في قوات حفظ السلام الدولية وبعثات الاتحاد الأفريقي لعدد من الدول الأفريقية كالصومال وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ومن ضمن مخرجات القمة الرباعية حول الأمن ومكافحة الإرهاب بين زعماء الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا. اتفق الزعماء المشاركون في القمة على أمور عدة، منها التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وعدم تسلل حركة الشباب إلى دول الجوار واحترام سيادة ووحدة الآراضي الصومالية.
وأشاد القادة بالعمليات العسكرية ضد حركة الشباب لا سيما الانتصارات التي حققها الجيش الصومالي بالتعاون مع الشعب الصومالي .
وأكد جيران الصومال أنهم يؤيدون طلب الحكومة الفيدرالية بالرفع الكامل لحظر الأسلحة المفروض علي البلاد منذ 3 عقود.
وطلب الزعماء من الشركاء الدوليين دعم الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة حديثا. كما تم الإشادة بقوات حفظ السلام التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (أتميس) لدورها في تحقيق الاستقرار وبناء الدولة في الصومال.
وناقش رؤساء الصومال وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا، في قمتهم الأمنية، عددا من المحاور المهمة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وتعزيز العمليات العسكرية للجيش الصومالي، وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام ” أتميس” ضد مليشيات الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابية.
واذا استمر التعاون بين دول الجوار خاصة ودول الشرق الافريقي ، فان المنطقة سوف تشهد انتعاشا اقتصاديا وسياسيا وامنيا في اقرب وقت ممكن .