رمضان له نكهة خاصة في اثيوبيا

مسلمون ومسيحيون على مائدة الإفطار

الحاج عمر: إن الحكومة الإثيوبية تعمل على المساواة بين الأديان في البلاد 

**مأدبة إفطار جماعي في مدينة  دسي و كومبولتشا بإقليم أمهرة وهرر

مؤسسة الصحافة الاثيوبية

 اديس ابابا – اقام مكتب رئيسة الجمهورية مأدبة إفطار جماعي في القصر الرئاسي في العاصمة أديس أبابا.

 وحضر الافطار الجماعي رئيسة الجمهورية ورئيس المجلس الفدرالي للشؤون الاسلامية الحاج عمر إدريس، ونائب رئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية الدكتور جيلان خضر واتحاد أئمة أديس أبابا، واتحاد شباب النجاشي الاسلامية، وجمعيات إسلامية مختلفة.  

 وفي كلمتها الافتتاحية قالت رئيسة الجمهورية “إن في شهر رمضان يقوم المسلمون فيه بإطعام ومواساة الفقراء والقيام بأعمال نبيلة“.

 وأشارت رئيسة الجمهورية بأن هذا العام تقوم جميع الاديان بالصيام في وقت واحد وهذه تعتبر فرصة لنا في إطعام ومساعدة الفقراء والنازحين والمتضررين من الكوارث الطبيعية، لأن الأعمال الطيبة تكثر أثناء العبادة.  

 ومن جانبه قال المفتي العام ورئيس المجلس الفيدرالي للشؤون الاسلامية الحاج عمر إدريس ” إن المسلمين في إثيوبيا شهد اهتمام ملحوظ، إفطارنا وإقامة الصلاة في القصر الرئاسي والمكاتب الوزارية شاهد على ذلك”، وقال المفتي لم نشهد ذلك على التاريخ الإسلامي في إثيوبيا وأضاف الحاج عمر أن على المجتمع المسلم ان يستغل هذه الفرصة.”

 وحثت رئيسة الجمهورية المسلمين “جمعتنا إثيوبيا في هذا القصر ولذلك يتعين علينا أن نحمي وطننا من الصراعات الداخلية والحروب والكوارث ويجب على الجميع أن يقوم بمسؤولياته وهو ما اوصي به الجميع، وفي ختام كلمتها تمنت رئيسة الجمهوري أن يتم شهر رمضان بخير ويحتفل الجميع بعيد الفطر المبارك.”

  وأشير بان الافطار الجماعي الذي اقيم في القصر الرئاسي كان يهدف في جمع بين جميع الفئات المجتمعية ومواساة الفقراء والمساكين.

و شهدت مدينة كومبولتشا الصناعية بإقليم أمهرة اليوم الأحد مائدة إفطار رمضانية جماعية بمشاركة مسؤولي المدينة وعشرات الآلاف من سكان المدينة.

وبهذه المناسبة قال عمدة مدينة كومبولتشا ، محمد أمين ، إن البرنامج يجب أن يستمر في تعزيز ثقافتنا في المساعدة المتبادلة.

وأضاف إن الأحداث المماثلة تلعب دوراً هاماً في ربط المجتمع ومساعدة المحتاجين.

ومن جانبهم قال المشاركون في مأدبة الإفطار: “حان الوقت لكي نساعد بعضنا البعض”.

وقال خضر علي، مسؤول العلاقات العامة باتحاد شباب مسلمي مدينة ديسي لـ”العين الإخبارية”، إن الإسلام يدعو إلى الألفة والمحبة، وتوثيق الصلات بين المسلمين وأتباع الديانة السماوية الأخرى، ولذا هدفنا من هذا الإفطار السنوي الكبير إلى تعزيز الألفة والوحدة وتحقيق المنهج الإنساني السمح الذي نادى به الإسلام.

ولفت إلى أن اتحاد شباب مسلمي مدينة ديسي ينظم هذا الإفطار السنوي للعام الثاني بالتعاون مع المجلس الإسلامي وإدارة المدينة.

وأضاف: “هو عبارة عن مائدة إفطار رمضانية جماعية تحت شعار الوحدة والألفة بين المسلمين والمسيحيين”، مشيرا إلى أن المسيحيين ساهموا أيضا بأموالهم في إعداد مائدة الإفطار الجماعي التي كلفت الاتحاد أكثر من نصف مليون بر إثيوبي.

وأوضح خضر أن البرنامج استغرق 5 ساعات وشمل أنشطة دعوية استرشادية وصلاة الجماعة (المغرب والعشاء). وأوضح خضر أن 80% من سكان مدينة ديسي مسلمون وبها أكثر من 40 مسجدا، وكل مسجد شارك بـ50 شابا لتوفير مائدة الإفطار الجماعي على الطريق الرئيسي في وسط المدينة والتي امتدت لـ3 كلم طولا.

وقال خضر إن سكان المدينة والمشتركين في الإفطار الجماعي أجهشوا بالبكاء فرحا وابتهاجا لتجمعهم وتعافي مدينتهم التي شهدت قبل أشهر دخول جبهة تحرير تجراي قبل أن يخرجها الجيش الفيدرالي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتابع أن هناك رغبة شديدة سمعها من سكان المدينة لتنظيم صلاة عيد الفطر بهذا الكم الهائل من المصلين في مدينة ديسي التي تعتبر الغالبية العظمى منها مسلمون.

ووفق خضر فإن إدارة مدينة ديسي (الحكومية) عبرت عن سعادتها لهذا التجمع الكبير الذي عبر عن الألفة والوحدة والمحبة بين جميع أتباع الديانات السماوية في المدينة.

وكذلك أقيم إفطار جماعي في  شوارع  مدينة هرر حضره عشرات الآلاف من المسلمين ورجال دين آخرون .

وقال رجال الدين المسلمين الذين حضروا حفل الإفطار: “عندما نصوم شهر رمضان علينا مساعدة الفقراء”.

ومن جانبهم، قال أتباع الديانة الإسلامية إنهم يقضون شهر رمضان في مساعدة ودعم بعضهم البعض.

وتعهدوا  بالاستمرار في ذلك لبقية شهر الصيام حيث اقيم برنامج الإفطار من فندق راس في المدينة إلى بلدية هرر.

وعلى صعيد متصل افترشت بعض شوارع مدينة أديس أبابا في اليوم السادس عشر من شهر رمضان المبارك بموائد الإفطار للصائمين.

يقول الباحث الاجتماعي، عباس محمد كوركي  لاندبندنت عربية “في الأيام الأخيرة من شهر شعبان يتسابق المسلمون إلى الجبال والمرتفعات بجميع الأطياف من شباب، وصبيان وكبار سن شوقاً لرؤية الهلال، ويُعلن عن بداية الشهر بضرب الدفوف أو بنفخ الأبواق، وكذلك بإطلاق أصوات السلاح، وينتشر خبر رؤية الهلال من قرية لأخرى حتى يعم كل الأطراف.

ويتبادل الأهالي التهنئة لحلول الشهر الكريم، ويتسامح المتخاصمون، ويتهيأون لتزكية النفوس والأبدان، وكما هو معلوم فإن الصيام يجهد البدن، ولابد من تعويض هذا الجهد لكي ينشط الجسم للطاعة والصلاة، ولهذا يعتمد أهل الأرياف في مأكولاتهم على الأصناف الدسمة من اللحوم، والحليب بمشتقاته، من زبادي وسمن، وكذلك يتعاطون عسل النحل، ويشربون القهوة بإسراف في البيوت والتجمعات.

ويضيف كوركي، “في المدن تختلف مائدة الإفطار من بيت لآخر، لكن هناك إجماعاً على تناول الشوربه والسمبوسة. وهناك بعض المشروبات محلية الصنع من الشعير المحمص، وتعرف باسم (بُقْري) وغيرها من المشروبات المصنوعة من الحلبة مضافاً إليها بعض عصائر الفاكهة”.

وتابع، “بالطبع البادية والمدينة يعتمدان بشكل أساس على سيدة المائدة الإثيوبية (الانجيرا)، وبعض الأطباق الشهيرة مثل مرق (الشيرو). ولكل قبيلة من القبائل أطعمتها الخاصة، سواء في عفر، أو هرر، أو جما، لكن هناك أطباقاً مشتركة في المدن تجمع اللحوم بمختلف مصادرها مطبوخة عادة بالبصل والشطة التي تسمى في إثيوبيا (البربري)، وهناك المقليات من فول وعدس أو المعجنات والبسكويتات المحلاة متنوعة الأشكال”.

يقول الباحث، “بعد أداء صلاة المغرب يتجهز الناس لصلاة التراويح، وفي القرى لا يغيب فتى أو فتاة عن أداء الصلاة في المساجد الصغيرة المنتشرة حيث تمتلئ أغلبها وينتشر المصلون خارجها، ويُخصص للنساء والفتيات ساحات مغلقة، وينافسن الرجال في تعداد الصفوف. وللشباب في القرى والمدن برامجهم الخاصة بعد أداء الصلاة يغلب فيها لعب الورق، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية من جري وغيره”.

معالجة الخصومات

ويضيف كوركي، “رمضان من أهم المناسبات ذات التأثير الاجتماعي، ففي القرى يجتمع الأهالي كل ليلة في أحد البيوت الكبيرة حيث يتولى أهل البيت تجهيز مجلس القهوة، وتدور الأحاديث في شتى المواضيع وعادة ما يحضر هذه المجالس الرمضانية شيوخ يوجهون المجالس بأحاديثهم، وفي بعض الأحيان يحضر مسؤولون بطلب من الأهالي لتصريف مسائل دنياهم، حيث تحل تلك المجالس كثيراً من المشكلات، كما يحرص الأهالي على معالجة الخصومات مستغلين عظمة الشهر وخصوصيته. وهناك مجالس أخرى مماثلة للشباب، يتداولون فيها همومهم، ويتسلون بالألعاب البريئة التي تجمعهم إلى آخر الليل”.

 

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *