وصول إثيوبيا للبحر سيُحفز اقتصاد القرن الأفريقي

 

عمر حاجي

 

تسعى إثيوبيا إلى تحقيق مصالحها المشتركة في البحر الأحمر وخليج عدن من خلال الدبلوماسية والوسائل السلمية. وتؤكد على التزامها بتحقيق مصالحها في البحر الأحمر، حيث يعد البحر الأحمر شريانا حيويا لتعزيز العلاقات التجارية بين شرق أفريقيا والشرق الأوسط.

كما يساهم في تعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية بين الدول المطلة عليه وأن استخدام إثيوبيا للموانئ البحرية سيكون عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية.

جاء ذلك، في الحوار الثالث الذي عقد حول البحر الأحمر وخليج عدن، أن الدول غير الساحلية، مثل إثيوبيا يجب أن تجد حلولًا مستدامة للوصول إلى البحر، بهدف مواصلة التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن القومي.

وفي هذا السياق أكدت الباحثة داميانا باكاردجييفا في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في  مقابلة حصرية  مع صحيفة “العلم” أن الوصول إلى البحر ليس أولوية وطنية لإثيوبيا فحسب، بل يمثل إمكانات هائلة لتنمية المنطقة بأكملها.

وقالت إن تحويل إثيوبيا من اقتصاد غير ساحلي إلى اقتصاد يتمتع بإمكانية الوصول إلى البحر ينطوي على إمكانات هائلة لتنمية المنطقة بأكملها، مضيفة أنه إذا تأملنا في قدرة إثيوبيا على إنتاج السلع والخدمات مقارنة بالاقتصادات الأخرى في المنطقة، وإذا وصلت هذه السلع إلى أحد موانئ المنطقة أوعدة موانئ فيها، فإن نشاط هذه الموانئ سيتضاعف عشرة أضعاف بمجرد مرور المنتجات الإثيوبية عبرها ومن شأنه أن يُعزز النشاط الاقتصادي، ويزيد حجم التجارة عبر الموانئ، ويخلق فرص العمل، ويعزز الأنشطة الاقتصادية.

واكدت على ضرورة التعاون بين دول الخليج والقرن الأفريقي عبر البحر الأحمر وخليج عدن، وأهمية تعزيز هذا التعاون التاريخي، مشيرة إلى أن نعتمد بشكل كبير على التجارة، والخدمات اللوجستية، والنقل، وبدون الأمن في البحر الأحمر علينا أن نعبر القرن الأفريقي حتى رأس الرجاء الصالح، وهذا يزيد من وقت وتكلفة النقل البحري.

وشددت على ضرورة ضمان استقرار وأمن المنطقة من خلال تعزيز التعاون، وأهمية تعزيز التعاون في مجالات استراتيجية أخرى مع القرن الأفريقي. بالإضافة إلى أن القرن الأفريقي يتمتع بإمكانات زراعية هائلة، ويمكننا الاستثمار في إنتاج الغذاء من خلال نقل التكنولوجيا، ونقل الآلات، ونقل المعرفة، والتدريب، وأن منطقة الخليج لديها رغبة في تنويع استثمارات الطاقة، وهو أمر أساسي لتعزيز التعاون مع منطقة القرن الأفريقي. ولدينا مصالح استراتيجية في تنويع استثماراتنا في الطاقة.

ونحن ننوّع استثماراتنا بعيدًا عن النفط والغاز في الخليج، وخاصةً في الإمارات العربية المتحدة. و تزخر منطقة القرن الأفريقي بإمكانياتٍ واعدةٍ لاستثماراتٍ أخرى عديدة. إلى جانب الاستثمارات، وقمنا بالفعل ببناء البنية التحتية للموانئ وربطها ببعضها، وهو أمرٌ بالغ الأهمية لتنمية أفريقيا.

ومن جانبه قال الدكتور عبد العزيز أبو شيان الباحث السعودي من وزارة الخارجية، حول أهمية الندوة وأهدافها؟  إنه يركز على البحث عن السياسة الخارجية السعودية. وان  الندوة، مهمة للربط بين المفاهيم.

واضاف أن المنطقة استراتيجية  وان هذه فرصة مهمة يجب اغتنامها من اجل تطوير المعرفة والاستماع من الزملاء من القرن الأفريقي أيضا.

وقال الدكتور عبد العزيز  أتوقع أن السعودية تريد أن تدعم الحوار الإقليمي من اجل الوصول الي البحر ، ولا تريد السعودية أن تتدخل في هذه الأمور، لأنه كما تعلم، لو تتدخل في هذه الأمور ربما يتعقد الوضع، فهنا أن المسألة ليست للسعودية، والمسألة تخص إثيوبيا وجيرانها في التعامل مع هذا الوضع.

وإذا كان هناك تعامل واضح أوتقدم في المفاوضات حول كيفية حصول إثيوبيا على منفذ البحر الآحمر بطريقة أكبر مما هي عليها الآن، فهو مهم للاستقرار في المنطقة. وبناء على ذلك، فإن السعودية سوف تدعم ذلك، لأنها تعلم بأن إثيوبيا أكبر دولة في القرن الأفريقي ودولة قوية. فبالتالي فإن هذا يحتاج إلى عملية طويلة في الحوار. ولا بد أن يكون هناك حوار وتقدم في المفاوضات في هذا الشأن بوضوح وملموس.

 

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai