شارك وفد إثيوبي رفيع المستوى، برئاسة وزير الدولة للصناعة حسن محمد، في أعمال المؤتمر الثالث للتعاون الاقتصادي الإفريقي الإيراني، والمعرض الدولي الإيراني الذي أقيم في العاصمة طهران. وقد افتُتحت الفعالية خلال الأسابيع الماضية في قاعة مؤتمرات القمة الإسلامية، بمشاركة أكثر من 700 تاجر و50 مسؤولًا رفيع المستوى من 38 دولة إفريقية، في خطوة تعكس التوجه المتجدد لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيران والدول الإفريقية.
المؤتمر يُسلّط الضوء على التعاون والنمو المشترك
افتتح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فعاليات المؤتمر، مؤكدًا التزام طهران بتقاسم الخبرات والموارد مع الشركاء الأفارقة. وفي كلمته الافتتاحية، شدد الرئيس على استعداد إيران للتعاون في مجالات الصحة والتجارة والصناعة والزراعة والأمن، قائلاً: “نهدف إلى خلق عالم يسوده الازدهار والأمن والطمأنينة من خلال التضامن”، داعيًا إلى إقامة إطار تعاوني قائم على مبادئ “الصحة، والمحبة، والتعاطف، والإنسانية“.
وكشف المؤتمر عن خطة طموحة تهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري بين إيران وإفريقيا إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2026، في سياق تعزيز الجهود السابقة. وقد شارك في المؤتمر نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي وزارة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية، بالإضافة إلى وزراء ورؤساء غرف تجارة من 29 دولة إفريقية، لاستكشاف فرص التعاون القطاعي.
مشاركة إثيوبية استراتيجية
تعكس مشاركة إثيوبيا في هذه القمة حرصها على تنويع شراكاتها الاقتصادية في ظل التحولات الجارية في الاقتصاد العالمي. وتطمح أديس أبابا، بما تمتلكه من ثروات معدنية وإمكانات زراعية هائلة، إلى الاستفادة من التكنولوجيا والاستثمارات الإيرانية في مجالات مثل التصنيع والطاقة المتجددة. كما تمثل هذه المشاركة جزءًا من استراتيجية إثيوبيا الأوسع لتعزيز التعاون بين دول الجنوب.
آفاق مستقبلية
المؤتمر الذي امتد على مدار خمسة أيام (من 27 أبريل حتى 1 مايو)، تضمن معارض متخصصة، وحلقات نقاش، ومنصات للتواصل، بهدف تحويل الحوارات إلى شراكات ملموسة. وبالنسبة لإثيوبيا، تشكل هذه الفعالية منصة حيوية لمعالجة تحديات البنية التحتية وجذب الخبرات الأجنبية، فيما تسعى إيران إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي في القارة الإفريقية، رغم استمرار العقوبات الدولية المفروضة عليها. وقد تسهم مخرجات هذا المؤتمر في رسم ملامح جديدة لعلاقات التعاون بين إيران وإفريقيا خلال العقد القادم.