* المؤسسة تعلن بأنها ستركزعلى الأنشطة التي تحقق الفائدة الكاملة للمرأة
عمر حاجي
إن هناك نوعان من المرأة الإثيوبية: تلك التي تعيش في بيئة ريفية، وترغب في استكمال دخل أسرتها، ورائدة أعمال حضرية تركز على ممارسة أعمال تجارية وصناعية مختلفة، وتعمل على تمكين النساء الضعيفات ذات الدخل المنخفضة.
وقد حققت إثيوبيا على مدى العقد الماضي نموًا اقتصاديًا مرتفعًا، وأصبحت من أسرع الاقتصادات نموًا في كل من إفريقيا والعالم النامي. وأصبحت إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 109 ملايين نسمة بسرعة نقطة تحول ساخنة لكل من الرجال والنساء على حد سواء، ولا سيما بعد الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء أبي أحمد والتي مكنت المرأة من مشاركتها في المجال السياسي والإقتصادي والإجتماعي وغيره.
وقد جاءت هذه، بمناسبة الاحتفاءباليوم العالمي للمرأة من 8 مارس للمرة الـ 111 على مستوى العالم، و46 على مستوى بلادنا، والـ 7 على مستوى مؤسسة الصحافة الإثيوبية من قبل مسؤولي وموظفي المؤسسة بفعاليات مختلفة.
وفي هذا الصدد، قال السيد جيتنت تادسي الرئيس التنفيذي للمؤسسة: إن المؤسسة قد سعت خلال الأوقات الماضية، إلى جلب النساء إلى مناصب قيادية مختلفة. وستواصل التركيز على الأنشطة التي تضمن مشاركة واستفادة المرأة في جميع المجالات. مؤكدا على أن المؤسسة تعمل لإتيان جميع المرأة التي لديها الإمكانية والقدرة على العمل إلى القيادة لتحقيق فوائدهن في جميع المجالات، مشيرا إلى أن السبب في ذلك، أنه كان علينا دعم الموظفات القويات في المؤسسة، وخلق بيئة مواتية لهن لأخذ زمام القيادة،
وذكر السيد جيتنت، بأنه في تاريخ إثيوبيا كانت هناك بطلات جعلتنا نقف على أقدامنا. إلى جانب دورها الاجتماعي والسياسي والإقتصادي التي تلعبها المرأة الإثيوبية. ولا تزال هناك نساء نفخر بهن بقيادة البلاد. على الرغم من أن هناك ممارسة ضغوطات ثقافية كثيرة على المرأة.
وفي هذا الإطار أجرت صحيفة ” العلم” حوارا مع بعض الموظفات والعاملات في المؤسسة حول دور المرأة في النمو الإقتصادي والإجتماعي والسياسي. ومن بينهن السيدة برهاني دمق العاملة بمكتب شئون المرأة في المؤسسة، وقالت: أولا، إن معنى يوم 8 من مارس هو يوم له دور كبير بالنسبة للمرأة، وذلك بإسهامهن، ومشاركتهن في كافة مجالات الحياة، بما في ذلك، إحترام حقوق المرأة، ومكافحة الأضرار التي كانت تمارس عليهن من قبل المجتمع.
وذكرت برهاني: بأن المؤسسة قامت بأنشطة مختلفة لزيادة قدرة العاملات فيها وضمان استفادتهن. مؤكدة على أن هذا اليوم سيكون علامة فارقة في تحول بلدنا. ولهذا، “يجب أن نقوم بدورنا لإنجاح المؤسسة وتحقيق أهدافها“. مشيرة إلى أن المرأة لعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على وحدة إثيوبيا. ونقلت رسالة مفادها أن على المرأة يجب أن تلعب دورا رئيسيا في ضمان السلام في البلاد.
كما أن المؤسسة لم تقم لزيادة مساهمته دعم ومساندة البلاد فحسب، بل قدمت المؤسسة المعدات والمهنيين. وأنها تقوم بتقديم السلع الإستهلاكية الأساسية بأسعار مناسبة للتخفيف من تكاليف المعيشة للموظفيها.
وأشارت السيدة برهاني، إلى أنه في الوقت الراهن، وخاصة بعد الإصلاحات الجديدة بمجيئ رئيس الوزراء الدكتور أبي أحمد إلى السلطة خلال السنوات الثلاث الماضية، وصلت المرأة الإثيوبية إلى مستوى القيادة، الرئاسة، والوزارة، في المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى خلق أعمالهن الخاصة لتحسين حياتهن وزيادة عائدات أربحهن بدلا من إنتظار أيدي أزواجهن. كما ساهمن في العمل مع شراكات محلية وأجنبية مختلفة لتحقيق إنجازات أفضل في النمو الإقتصادي. ولهذا، نحتفل بهذا اليوم بصورة خاصة.
وفيما يتعلق بمساواة المرأة مع الرجال، قالت السيدة برهاني: ” نحن عندما نقول: “المساواة” إنها لم تأت بدون جدوى، بل ظهرت بالفعل بترك الأفكار بأن ” المرأة لا تستطيع ” إلى جانب. حيث إن تلك الفكرة لم تكن قد جاءت من التجربة بإعطاء المرأة فرص ممارسة العمل، بل كانت عفوية. وقد أظهرت المرأة قدراتهن ومهاراتهن وتجلت النتائج المرجوة من أعمالهن على أرض الواقع بالمساواة مع الرجال، بالإضافة إلى عبء أعمالهن المنزلية.
وحول دورمساهمة المرأة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية بالمقارنة بالأزمنة الماضية والوقت الراهن، قالت برهاني: إن دور المرأة في الوقت الحالي على مستوى كبير وعال جدا، ومع ذلك، هناك تظهر بعض النقوصات والإنخفاض، مع وجود دعم ومساندة المرأة من قبل الحكومة، وهذا واضح كوضوح الشمس، وواقع لايمكن إنكاره، مشيرة إلى أن المساواة بين الجنسين يعزز بشكل كبير في النهوض الإقتصادي والإجتماعي، والتنمية المستدامة.
وحول ماذا ينتظر من المرأة أنفسهن في الحفاظ عن أسباب التعرض للتعد عليهن، قالت السيدة برهاني: طبعا، إن هناك ما ينتظر من المرأة وتلتزم بها في الحفاظ على كرامتهن. وهذا يبدأ من التربية المنزلية إلى مستوى التعليم العالي. وذلك، مع ترك سلبيات أنا لا ” أستطيع”، بل عليهن مواجهة التحديات التي قد تواجهن في طريقهن بعزيمة بصبر ومثابرة والدخول بروح “أنا أستطيع”.
ومن جانبها قالت الآنسة دغماويت جرما حول شعورها بمناسبة الإحتفاء بيوم المرأة العالمي: أولا “- أنا أقدم التهاني لجميع النسوة للعالم عامة والمرأة الإثيوبية بصورة خاصة-، إن المرأة هي نصف أعضاء هذا المجمتع، إن المرأة: هي الام للعالم، والعاقل، والنبيل، والجاهل، وهي الزوجة، وهي الأخت،… وهي الكل، وهي التي تقدم التضحيات في جميع مناحي الحياة في المجتمع، ومع هذا، لم تجد المرأة الإحترام اللائق والمناسب لها.
بما أن المرأة لها دور كبير في المجتمع من جميع المناحي حيث يلعبن دورًا مستمرًا في تحسين الاقتصاد الخاص بهن واقتصادات الآخرين إلى جانب مشاركهن مع الحكومة في تخفيف البطالة في البلاد كيف ترين ذلك؟.
وقالت الآنسة دغماويت: إن مساهمة ومشاركة المرأة جيد جدا، حيث إنهن قد وصلن إلى نسبة 50 % مع الرجال بعد التغييرات التي أتت إلى البلاد، وأنه يجب مواصلة هذا في المستقبل أيضا. مؤكدة على أنه يتعين ليس زيادة عدد أرقام المرأة فحسب، بل تمكين المرأة من فرص الأعمال المناسبة لتكون مثمرة وناجحة في المشاركة والمساهمة في النمو الإقتصادي والإجتماعي والسياسي في البلاد. كما أنه لا بد من العمل بالمساهمة في مختلف القطاعات ومع طائفة واسعة من أصحاب المصلحة.
ومن جهة أخرى قالت موظفة أخرى، وهي مآزا ماموا: إن هذا اليوم، هو اليوم العالمي للمرأة. كما هو معروف بأن المرأة هي نصف أعضاء المجتمع، ” وأننا أكثر من 50% في المائة في الوقت الراهن، وليس هذا رقما فقط، بل المسئولية أيضا”. وإذا لم تكن هناك إمرأة يكون العالم مظلما، لأن المرأة كل شيئ، في مسئوليتها المنزلية، وتربية الأولاد، وعناية أزوجهن، وصناعة جيل المستقبل الذي يرث الآباء والأجداد، بالإضافة إلى إتقان أعمالهن في الدوائر الحكومية وغير الحكومية، مع تحمل وأداء المسئوليات المنوطة بهن في الأعمال الإدارية.
وأشارت مآزا إلى أن الإحتفال بهذه المناسبة لم يكن تذكر هذا اليوم فحسب، بل تذكر المرأة ودورها في المجمتع، وتعريف عبء المرأة، وإظهار أمور كثيرة تستحق لها المرأة. مؤكدة على أن المرأة الإثيوبية في الوقت الحالي على درجة كبيرة بالمساهمة في المجال السياسي والإقتصادي والإجتماعي وغير ذلك. و” نحن نستطيع أن نقوم بأداء المسئوليات المنوطة بنا بإتقان وبصورة جيدة، وإبداع الآراء والأفكار البناءة التي تفيد مجتمعنا وبلادنا من جميع مناحي الحياة. وعلى النساء بناء ثقتهن بأنفسهن، والإعتماد عليها. وفي معرض إشارة لها إلى أن العمل مع الرجال له أهمية قصوى لتحقيق المزيد من الفوائد الاقتصادية، للنساء والبلد أيضًا.
وقد أوصت للمرأة بتشجيع أنفسهن على أن يصبحن قوية أكثر لتحقيق حلمهن في كل المجالات. كما نقلت بعض العاملات في المؤسسة أيضًا، رسالة مفادها بأنهن بحاجة إلى الاعتماد على الذات والقدوم إلى القيادة من خلال تحمل الضغوطات الثقافية الممارسة عليهن، والعمل الجاد.
وهكذا، فإن المرأة الإثيوبية إذا وجدن فرص العمل في بيئة عمل خالية من التمييز والمضايقة التي تمكن المرأة من المشاركة في القوى العاملة بشكل وثيق مع القطاعين العام والخاص، – وهما المحركان الرئيسان لاستحداث فرص العمل الاقتصادي للمرأة- يعزز قدرتها على النجاح والتقدم إقتصاديًا وامتلاكها الصلاحيات لصنع القرارات الاقتصادية، واتخاذ الإجراءات بشأنها، وهذا، حق إنساني أساسي. كما أنه يضمن حياةً أفضل للنساء والرجال والمجتمع ككل.