الدكتور دفع الله البشير علي، باحث في الشؤون الأفريقية العربية
ياسين أحمد رئيس المعهد الأثيوبي للدبلوماسية الشعبية
مجتمع النجاشي
ذلك المجتمع الذي كان فية(أصحمة ابن أبحر) الذي لم يظلم فيه أحد وهي دلالة على إقامة العدل والمساواة التي حدثنا عنها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في قوله لأصحابه حينما اشتدت عليهم قسوة كفار قريش وضاقت عليهم
أم القرى من ظلم قريش حينها أرشدهم النبي بالهجرة إلى أرض الحبشة لأن فيها ملك لايظلم عنده أحد وهو أصحمة بن أبحر الملقب بالنجاشي.
دور العدل في الوحدة
منذ ذلك الزمان ظلت أثيوبيا هي رمز للعدل والمساواة بين الناس. فالمجتمع الإثيوبي متعدد الثقافات والأعراق والأديان لكنه ظل متماسك إجتماعيا فيما بينه بفضل العدل الذي ساده، فالبرغم من الإختلافات الإثنية إلا أنه متماسك.
لقد تعاقبت الحكومات على إثيوبيا فظل المجتمع متماسك إلى من بعض الإختلافات من حين لآخر وذلك بسبب القوميات وهي ظاهرة طبيعية نسبة للكثافة السكانية وضعف الخدمات في بعض المناطق.
دور التعليم في التغيير
لقد كان للتعليم الأثر الأكبر في تغيير المجتمع نلتمس ذلك من خلال إنشاء المدارس والجامعات على مستوى الأقاليم فكانت مخرجات التعليم هي إنعكاس للتنمية التي يراها كل من زار إثيوبيا، فالنمو الذى نلاحظة كان بفضل رؤية الدولة وتخطيطها للمشاريع التنموية التي تنفذها وفق خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.
آبي احمد نجاشي عصره
حينما تنحى السيد رئيس الوزراء الإثيوبي السابق ديسالين دون إكمال فترة الإنتخابية صًّعد حزب الإزدهار الشاب الفطن أبي أحمد علي رئيس للوزراء لتكملة فترة ديسالين المستقال . من حينها بدأت تتغير سياسة الدولة وذلك من خلال الإنفتاح علي المستوي الداخلي الذي يتمثل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعلان العفو العام. آبي أحمد يعتبر نجاشي عصره حيث نجاحه في مبادرته للسلام على مستوى اثيوبيا ومع دول القرن الافريقي وخاصة تطبيع العلاقات الإثيوبية الإريترية وإبرام إتفاقية السلام بين أثيوبيا وإريتريا في عام 2018 وكذلك جهوده في الوساطة في السودان بين المجلس العسكري السوداني وقوى الحرية والتغيير لتعزيز السلام في القرن الإفريقي على أساس المصالح الإقليمية المشتركة.
ومن ثم فتح صفحة جديدة علي العلاقات الخارجية ابتداء بترميم العلاقات الخارجية بدء من إريتريا حيث الحرب التي امتدت لسنوات وقطعت الأرحام بين الشعبين .ومن ثم كان التوجه في إستمرار تنفيذ مشروع القرن سد النهضة ذلك الإبن البكر في الإستثمارات الإثيوبية ،كذلك التطور الذي صاحب الطيران الإثيوبي الذي يعتبر أحد ركائز الاقتصاد نري ذلك من خلال الجوائز السنوية التي تتدفق علي الخطوط في انجازاتها ومطابقتها للمواصفات العالمية تلك الجوائز كانت بسبب التجوال الذي احدثته الطيران على مستوي الخطوط الأفريقيةوالعربية والأسيوية والأوروبية، إن مما لفت الإنتباه في الأسابيع الماضية تلك الخطوة التي قامت بها الخطوط الإثيوبية والتي تتمثل في توظيف مضيفات مسلمات وسمحت لهن بإرتدا الحجاب الذي يمثل لهن الرمزية الإسلامية في مجتمع يحترم العادات والتقاليد.
إن هذة الخطوة تؤكد ان العدالة متجزرة في المجتمع الإثيوبي بل متوارثة من جدهم أصحمة ابن أبجر . كيف لا وقد وصف ملكهم بالعدل إشارة إلى النجاشي فكلمة النجاشي هي لفظة تطلق على الملك حينها في أرض الحبشة.
لذلك هذة الخطوة لها مدلولات أولها إدخال السرور في نفوس مسلمي إثيوبيا واشعارهم بأنهم شركاء في الخطوط كغيرهم من القوميات من جهة أخرى ينتشر مظهرالحجاب عبر الخطوط في المطارات مما يثير إنتباة الناس .
كذلك الخمار يرمز للهوية الإسلامية الإثيوبية في ألوانه التي هي شعار الخطوط.
الإرث النجاشي والتكامل الإقليمي
إن الإرث النجاشي المتمثل في قيم العدل والمساواة والسلام والتعايش السلمي هوإرثا مشتركًا لشعوب ودول القرن الإفريقي إعتبار التأريخ المشترك لشعوب المنطقة في عصور حكم الأمبراطوريات والمماليك المتعاقبة والتي حكمت منطقة القرن الإفريقي ومنها مملكة النوبة وكوش والحبشة.
وعليه ينبغي على شعوب القرن الإفريقي ودوله الإستفادة من تراث النجاشي لتحقيق التعاون والتكامل الإقليمي المنشود على أساس المصالح الإقليمية المشتركة والإزدهار المشترك.