إثيوبيا وجيبوتي تحرصان على تعزيز العلاقات المتنامية

 

المتخصص في قضايا القرن الافريقي والبحر الاحمر عبد الباقي الاصبحي

 

 

تتمتع إثيوبيا بعلاقات دبلوماسية متعددة ممتازة مع العالم كما هو معرف في تاريخها بأكمله ويرجع ذلك أساسًا إلى سياستها الخارجية النابضة بالحياة  و القائمة على تبادل المنافع.

و تتمتع كل من اثيوبيا وجيبوتي بروابط تاريخية قوية و تشتركان في ثقافة وقيم اجتماعية ولغات مشتركة و  تستخدم إثيوبيا موانئ جيبوتي لوارداتها وصادراتها و في الوقت الحاضر ، يمر حوالي 90 في المائة من واردات وصادرات إثيوبيا عبر جيبوتي.

وإلى جانب استخدام الموانئ ، تم ربط البلدين بشبكة البنى التحتية الرئيسية وهي النقل والاتصالات والتجارة والاستثمار والطاقة الكهربائية ومياه الشرب وما شابه ذلك.

كما يوجد تعاون قوي بين البلدين فيما يتعلق بالبنية التحتية مثل خطوط السكك الحديدية والطاقة والاتصالات البينية التي تساهم في تحقيق تكامل اقتصادي محتمل.

وفي الوقت الحالي، امتدت خطوط النقل بالسكك الحديدية والطرق بين البلدين، مما ساهم في إدارة تجارة الاستيراد والتصدير بوتيرة متزايدة. وقد أكد السفير الإثيوبي لدى جيبوتي، برهانو تساجاي، مؤخرًا، أن العلاقات الدبلوماسية الراسخة بين البلدين تستمر في التعزيز في جميع المجالات.

ووصف السفير برهانو العلاقات الإثيوبية الجيبوتية بأنها صداقة متبادلة لا تنفصل، استمرت على مر العصور. وقال إن البلدين يعملان في شراكة قائمة على المنفعة المتبادلة في مجالات المياه والطرق والسكك الحديدية والطاقة الكهربائية والموانئ وغيرها من قطاعات التنمية الحيوية.

وأشار السفير إلى أن البلدين يتمتعان بتعاون مشجع في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والبنية التحتية، قائم على الثقة المتبادلة.

وقال إن شعبي إثيوبيا وجيبوتي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالثقافة واللغة والروابط الاجتماعية الأخرى.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار السفير إلى أن هناك جهودًا تعاونية جارية لتحسين حالة الطرق من جيبوتي إلى إثيوبيا. وتعمل الدولتان أيضًا على معالجة الشكاوى المتعلقة بخدمات الجمارك في جيبوتي وتسريع الواردات في موانئ جيبوتي.

ويشهد قطاعا التصنيع والخدمات حاليًا ازدهارًا في مختلف أنحاء البلاد، حيث يُوظّفان آلاف الأشخاص، ويستخدمان المواد الخام المحلية، ويُعزّزان الإبداع. كما يشهد قطاع البناء ازدهارًا كبيرًا، ويُوفّر فرص عمل للآلاف.

ومن المعروف أيضًا أن قطاعي التصنيع والبناء يعتمدان على مدخلات من الخارج، ومع توسّعهما، يزداد حجم الاستيراد والتصدير، مما يستلزم بدوره استخدام الموانئ.

و يُحفّز النمو الاقتصادي على تعزيز التجارة، الأمر الذي يتطلب استخدام موانئ مُختلفة في منطقة القرن الأفريقي. فبالإضافة إلى استخدام إثيوبيا لميناء جيبوتي لتجارتها، يُوفّر الميناء أيضًا سلعًا أساسية، مثل الغذاء والماء، إلى جيبوتي. كما يُوفّر طاقة كهربائية، مما يُشير إلى مدى الترابط بين البلدين.

وأكّد السفير بيرهانو على المبادرات المشتركة، مثل نقل الأسمدة بمعدل 100 طن يوميًا. ونفّذ البلدان مبادرة “الإرث الأخضر” باستيراد الشتلات من إثيوبيا. وأكد السفير التزام البلدين بدعم بعضهما البعض والتغلب على التحديات معًا.

وتعتبر العلاقات نموذج يحتذى به للبلدان الأخرى في القرن الافريقي  على وجه الخصوص والقارة بشكل عام. كما ان الاستثمار المشترك في البنية التحتية يعكس وجود تكامل حقيقي بين الجانبين وتعتبر هذه فرصة جيدة لمجتمعات الأعمال لتحقيق أقصى قدر من الفوائد.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai