رئيس الجمهورية يدعو إلى تجديد روح عدوة لمواجهة تحديات العصر

*معركة عدوة انتصار لتقرير المصير الأفريقي وكرامة الشعوب

 

سمراي كحساي

 

اديس ابابا- العلم- دعا الرئيس تايي أتسقي سيلاسي الإثيوبيين إلى تجديد التزامهم بالشجاعة والوحدة التي أظهرها أجدادهم في معركة عدوة، مؤكدًا أن هذا الانتصار التاريخي لا يزال مصدر إلهام لتجاوز التحديات الحالية.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الجمهورية الإثيوبية في الاحتفال الرسمي بالذكرى الـ129 لانتصار عدوة، الذي أُقيم يوم الأحد الماضي في متحف عدوة التذكاري بالعاصمة أديس أبابا، بحضور كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين.

وأكد الرئيس أن روح عدوة لا تزال تشكل ضوءًا يهدي إثيوبيا نحو الوحدة والتطور والقدرة على الصمود، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار كان لحظة محورية أعادت كرامة الأفارقة والسود عالميًا، وحطمت أسطورة “الاستعمار الذي لا يُقهر”.

وأضاف أن النصر في عدوة لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان دليلًا على البطولة الوطنية لإثيوبيا، والحنكة السياسية؟ والمشاركة النشطة للمرأة.

وصف الرئيس معركة عدوة بأنها شهادة على قوة المعرفة والتفكير الاستراتيجي والوحدة، مؤكدًا أن دروسها لا تزال ذات صلة حتى اليوم، حيث يمكن للإثيوبيين الاستلهام منها لمواجهة التحديات المعاصرة.

وقال إن “انتصار عدوة هو قوة حية لا تزال تلهم وحدة إثيوبيا وتطورها من خلال جهود شعبها”.

وأعرب عن ثقته في أن هذا الإرث سيبقى حيًا للأجيال القادمة، مؤكدًا أن الأبطال الذين يدافعون عن وحدة إثيوبيا وسيادتها يستمرون في الظهور في كل جيل.

ودعا الرئيس تايي الإثيوبيين إلى تعزيز هويتهم الوطنية وفخرهم بوطنهم، مشيرًا إلى أن انتصار عدوة قدم درسًا عميقًا حول أهمية الوحدة والفخر الوطني.

كما شدد على أن مسؤولية جميع الإثيوبيين هي العمل للتغلب على الفقر وضمان استمرار عظمة إثيوبيا، داعيًا الجيل الحالي إلى السعي لتحقيق التميز من خلال المعرفة والمهارة والعمل الجاد، للحفاظ على إرث عدوة وتطويره نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.

ومن ناحيته أكد رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني، المشير برهانو جولا، أن معركة عدوة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل لحظة حاسمة أجبرت القوى الاستعمارية على إعادة التفكير في مخططاتها للسيطرة على إفريقيا.

وقال المشير برهانو:”عدوة لم تكن مجرد معركة، بل كانت انتصارًا حطم الطموحات الاستعمارية وأجبر على انهيار الخطط التي وضعت في مؤتمر برلين لتقسيم إفريقيا.”

وأشار إلى أن عدوة جعلت من إثيوبيا منارة للحرية، وألهمت الشعوب المستعمَرة في جميع أنحاء العالم للنضال من أجل استقلالها.

كما شدد على أن المعركة أثبتت قدرة إفريقيا على مقاومة الهيمنة الأجنبية وتأكيد سيادتها، مما أعطى دفعة قوية لحركات التحرر في القارة.

وذكر المشير برهانو أن عدوة كانت درسًا في الوحدة الوطنية، حيث اجتمع الإثيوبيون من مختلف الخلفيات تحت قيادة الإمبراطور منليك الثاني للدفاع عن وطنهم.

ودعا الإثيوبيين إلى استخلاص العبر من هذا النصر التاريخي، وتعزيز روح الوطنية والمرونة في مواجهة التحديات المعاصرة، قائلاً: “من عدوة، يجب أن نتعلم أن نحب علمنا وبلدنا، وأن ندافع عن مصالحنا الوطنية”.

كما شدد على أهمية الحفاظ على روح عدوة لضمان استمرار تقدم إثيوبيا، داعيًا إلى التكاتف والعمل المشترك لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا.

ومن جانبه أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السابق، موسى فكي محمد، أن معركة عدوة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت انتصارًا لتقرير المصير الأفريقي، وكرامة الشعوب، ورمزًا لإرادة القارة في رسم مستقبلها بعيدًا عن التدخل الأجنبي.

وأشار إلى أن معركة عدوة عام 1896، التي هزم فيها الإثيوبيون قوات المستعمر الإيطالي، كانت لحظة حاسمة في تاريخ إفريقيا، أعادت تشكيل مصير القارة، واصفًا إياها بأنها “انتصار يتجاوز الحدود والأجيال”.

وأضاف فكي: “علمتنا عدوة أن الشجاعة والوحدة يمكن أن تقلب المستحيل”، مشيرًا إلى أن هذا الدرس لا يزال يلهم القارة في مواجهة التحديات الجديدة والناشئة. واستشهد في حديثه بكلمات الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، الذي رأى في عدوة مصدر إلهام للنضال ضد الظلم والاستعمار.

كما ذكر أن شعار الاتحاد الأفريقي لهذا العام يركز على “العدالة للأفارقة والأشخاص من أصل أفريقي من خلال التعويضات”، مشيرًا إلى أن معركة عدوة لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل أشعلت مطلبًا عالميًا بالعدالة والكرامة والتعويض للأفارقة.

وقال فكي: “بينما نحتفل بعدوة، يجب ألا يكون ذلك مجرد استذكار للماضي، بل يجب أن يكون إحياءً لروحها ونحن نواجه تحديات الحاضر ونسعى لتحقيق مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا لإفريقيا”.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai