الاحتفال بالذكري ال47 لمعركة “كارا مارا”

 

الكاتب: انور ابراهيم

 

يصادف الذكرى الـ 128 لانتصار عدوة التاريخي، وهو اليوم الذي يقف بمثابة شهادة على وحدة وصمود وبطولة أمتنا.

وأقامت إثيوبيا احتفالات بانتصارين الأسبوع الحالي ، انتصار عدوة وحرب أوجادين المعروفة بانتصار كارامارا . عقب الاحتفال بعدوة، حدث انتصار كارامارا /حرب الصومال/ في 6 مارس. بدأت مع الغزو الصومالي لإثيوبيا. انتصر الإثيوبيون في هرار ودري داوا وجيجيعا، وبدأوا في طرد الصوماليين بشكل منهجي من أوجادين. بحلول مارس 1978، استولى الإثيوبيون على كل منطقة أوجادين تقريبًا، مما دفع الصوماليين المهزومين إلى التخلي عن مطالبتهم بالمنطقة.

واليوم اعاد التاريخ نفسه عندما قدم أجدادنا تضحيات هائلة، متحدين بهدف مشترك وإيمان مشترك بقدسية أرضنا وكرامة شعبنا في معركة كارا مارا التي نحتفل به في الذكري 47 بانتصارنا علي العدو الغاشم سيد بري الرئيس الصومالي في تلك الفترة .

أن انتصار الجيش الإثيوبي على الجيش الصومالي الغازي في معركة كارا مارا عام 1978 أكد مرة أخرى سيادة إثيوبيا وحافظ على وحدة أراضيها ، وتم الاحتفال بذكرى انتصار كارا مارا في حديقة الصداقة بحضور المسؤولين الحكوميين والسفراء .

تم يوم الاربعاء الماضي الإحتفال بذكري معركة كارا مارا ،والذي يطلق عليه يوم النصر في ذكراه السابعة والأربعين ،في وسط العاصمة أديس أبابا في موقع نصب العلافات الإثيوبية الكوبية .

معركة كارا مارا من أكثر المعارك التي خلدت في التاريخ الحديث،واتي تتحدث عن الأجتياح الصومالي ابان فترة الرئيس سياد بري لإثيوبيا ،ويصادف هذه الذكري الخاصة بها .

ويعتبر النصب التذكاري الموجود في فناء مستشفي “بلاك ليون” والتي تعني الكلمة الأسد الأسود وهو رمز قديم ابان فترة الامبرطوار ،ويوجد في الناحية الشرقية للمستشفي ،وبالقرب من مبني هيئة الاذاعة الاثيوبية سابقا ،له تاريخ طويل وكان قد بني تخليدا للمقاتلين الذين دافعوا عن استرداد الاراضي الاثيوبية ،التي اجتاحتها القوات الصومالية ابان الرئيس الصومالي السابق “محمد سياد بري”، التي اجتاحت اثيوبيا في تلك الفترة ،و كانت فيها المنطقة منقسمة ولاءا مابين المعسكرين الشرقي والغربي .

ويضم النصب العديد من اللوحات ، التي عكس واقع الأحداث في تلك الفترة من بينها صورا للقوات التي شاركت في المعركة وصورا للعقيد منقستو هيلي ماريام وهو يستقبل الجنود ،الي جانب بعض الرموز .حسب ما اكده الكاتب الاثيوبي انور ابراهيم

تحدي كارامارا

فسعي الامبراطور هيلي سلاسي للحصول علي السلاح من الولايات المتحدة الامريكية في عهد “الرئيس نيكسون ” ،فلم تفلح تحركات اثيوبيا الدبلوماسية للحصول السلاح بدون مقابل ،واشترطت امريكا بدفع مبالغ كبيرة كانت تقدر بمبلغ “مائة مليون بر اثيوبي في وقتها “، في وقتها كانت مبالغ كبيرة تعجيزية ،وفي تلك الفترة تعجز الخزينة الاثيوبية على سدادها ،ولكن بعد مشاروات كبيرة قرر مجلس الوزراء شراء السلاح، فتم دفع المبلغ ولكن قبل ان تستلم حكومة الامبرطور “هيلي سلاسي” الاسلحة من الولايات المتحدة ،كان الانقلاب العسكري الذي قام به العسكر من مختلف المواقع ضد حكومة الأمبرطور في اثيوبيا 1974، وجاء بالعقيد منقستو هيلي ماريام رئيسا للمجلس العسكري ،الشئ الذي ادي لضياع المبالغ الكبيرة دون ان تستلم اثيوبيا الاسلحة .

ولكن الحكم العسكري في فترة “العقيد منقستو هيلي ماريام “،عمل على بعض التحركات في المنطقة الشرقية لاروبا ،وقد اوفد قادته لعدة دول في اروبا الشرقية ، والتي تكللت بالنجاح وقبلت امداد اثيوبيا بالاسلحة ،حيث وصلت الأسلحة لميناء عصب في وقتها ،وكانت قد عملت الحكومة على فتح كافة المعسكرات وتدريب المقاتلين ، الذين كانت لهم جهودا جبارة في اعادة المناطق التي اخترقها الجيش الصومالي في وقتها .

وتم تشكيل أكثر من ثلاثمائة ألف من قوات الميليشيا في وقت قصير وهو ما كان حاسمًا للغاية لنصر إثيوبيا. وقاتل عشرات الآلاف من القوات الكوبية إلى جانب الجنود الإثيوبيين وفقد الكثير منهم أرواحهم.

تأتي الذكري ال46 لتلك العمليات ،والتي اطلقت عليها محليا اسم “كارامارا” ،وهي اسم لمرتفعات في شرق اثيوبيا ،كانت قد شهدت بالقرب منها تلك المعارك التاريخية الكبيرة .

وتم الاحتفال بالذكرى 46 للنصر في حديقة الصداقة إثيو-كوبا بحضور سفيرة كوبا والضيوف المدعوين،وعند الغزو الصومالي بقيادة الرئيس الصومالي سياد بري ، أعدت إثيوبيا مئات الآلاف من قوات الميليشيات لصد العدوان ودعمت حكومة كوبا العملية العسكرية الإثيوبية من خلال توفير قوات إضافية هزمت بها الجيش الصومالي واستولت على جميع المناطق التي احتلها في الخامس من مارس 1978.

وحّد الغزو الصومالي الذي قاده الرئيس آنذاك سياد بري إثيوبيا وحشد مئات الآلاف من قوات الميليشيات لصد العدوان. “سار الإثيوبيون من جميع أنحاء البلاد للدفاع عن البلاد من الغزو الصومالي. وجرت معركة صد العدوان الصومالي في الفترة ما بين يوليو 1977 ومارس 1978.

محاولة ذكر بعض الأبطال الذين قاتلوا في معركة كارامارا على سبيل المثال، ثم العقيد في ذلك الوقت، الجنرال دسالنج اببي هو من قاد الهجوم ضد الغزو الصومالي، حيث قاد الفرقة العاشرة من الجيش ضد الصوماليين في معركة الكرامة ووضع العلم الإثيوبي، بالطبع بمساعدة اللواء الميكانيكي الكوبي.

والعميد أندارجي حشيشة، الذي انضم إلى قوة الشرطة في أوائل الخمسينيات وخدم بلاده لعقود من الزمن؛ وفي عام 1956، كان منسقًا لقوة شرطة شرق إثيوبيا، التي أبطلت المضايقات عندما ارتكب الجيش الصومالي المضايقات لأول مرة.

العميد أندارج في تصريحاته لوكالة الانباء الاثيوبية بشأن فوز كرامارا؛ وأوضح أن الفوز كان تضحية بطولية من أجل حماية وحدة وسيادة إثيوبيا. كما ذكر أن الكرامة هي أحد الأحداث التاريخية التي أثبت فيها الإثيوبيون عمليا أنهم لا يساومون على شرف وسيادة بلادهم منذ انتصار العدوة.

والعقيد جال عمر، الذي خدم بلاده خلال احتلال إيطاليا الفاشية لمدة خمس سنوات وسار أثناء غزو الصومال عام 1969؛ وذكر أن انتصار الكرامة أثبت أن الإثيوبيين لن ينحنوا أبدًا لقوة غازية.

كما ذكر أنه كان نصراً عظيماً أحبط مخطط التدمير لإقامة الصومال الكبير بانتهاك وحدة أراضي إثيوبيا وسيادتها.

واخيرا أن الإثيوبيين ضحوا بحياتهم ودافعوا عن سيادة بلادهم ضد الغزاة وشارك الإثيوبيون بجميع أطيافه للدفاع عن البلاد من جيش سياد بري الصومالي. هؤلاء هم الأبطال الذين دافعوا عن سيادة ووحدة أراضيهم وحافظوا عليها “.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai