عمر حاجي
اديس ابابا- العلم- انطلقت صباح الاربعاء الماضي أعمال الدورة العادية الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في مقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت شعار: “العدالة للأفارقة وأصحاب الأصول الإفريقية من خلال التعويضات“.
وفي كلمته في افتتاح الدورة الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا اكد وزير الخارجية الإثيوبي، غيديون طموتيوس، على أهمية التعددية بالنسبة لإفريقيا والجنوب العالمي لمعالجة التحديات المتزايدة، داعيًا إلى إصلاح هياكل المنظمات الدولية والنظام المالي الدولي.
وقال وزير الخارجية إن “التعددية ضرورة وليست خيارًا” مؤكدا أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمعالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ، التدهور البيئي، الأوبئة، والأزمات الصحية.
كما شدد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي وزيادة تمثيل إفريقيا في المنظمات الدولية الدولية لضمان مشاركة عادلة في عمليات صنع القرار.
كما دعا إلى إصلاح النظام المالي الدولي ليكون أكثر عدالة وإنصافًا للدول الإفريقية، مع زيادة الوصول إلى التمويل والتكنولوجيا لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية.
وأعرب وزير الخارجية عن قلقه من النزاعات الداخلية والتوترات الجيوسياسية التي تهدد استقرار القارة، مشددًا على أهمية الحلول الدبلوماسية ومنع الصراعات.
كما أكد أن تحقيق أجندة إفريقيا 2063 يتطلب إرادة سياسية قوية وتنسيقًا فعالًا بين الدول الأعضاء، مع تعزيز التجارة البينية عبر منطقة التجارة الحرة القارية.
كما أشاد وزير الخارجية بإدراج الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين مشيرا إلى أهمية هذه الخطوة في تعزيز مشاركة إفريقيا في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وهنأ جنوب إفريقيا على رئاستها الحالية لمجموعة العشرين، معربًا عن ثقته في دعمها للمصالح الإفريقية.
كما دعا إلى تقوية القدرات المؤسسية القارية في الوساطة ومنع النزاعات، مشيدًا بجهود بعثات حفظ السلام الإفريقية والدعم الدولي من الشركاء مثل الولايات المتحدة.
وشدد على أن مستقبل إفريقيا يعتمد على التعاون المشترك والعمل الجماعي لتحقيق التنمية والاستقرار لجميع شعوبها.
ومن ناحيته كشف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد أن الاتحاد الأفريقي يقوم بإصلاحات شاملة.
وقال إن مفوضية الاتحاد الأوروبي سجلت إنجازات ملحوظة على مدار السنوات الماضية وخاصة في مجالات التنمية الاقتصادية والزراعة والقطاعات الاجتماعية.
مضيفا أن الاتحاد قام بإصلاحات واسعة النطاق تهدف إلى تحسين أنشطته العامة بشكل جذري، مشددا على ضرورة بذل الكثير من الجهود لتعزيز شؤون السلم والأمن في القارة.
ومن جانبه أشاد كلافر جاتيتي، الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، خلال افتتاح الدورة الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بتركيز القمة على موضوع “العدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي عبر التعويضات”. وأكد أن تجارة الرقيق والاستعمار استنزفا موارد أفريقيا وكرامتها، مما خلف أوجه عدم مساواة مستمرة في النظام المالي العالمي.
وأشار جاتيتي إلى التفاوتات الاقتصادية التي تعاني منها أفريقيا، رغم امتلاكها 30% من الاحتياطيات المعدنية العالمية و65% من الأراضي الصالحة للزراعة، إلا أنها تساهم بأقل من 3% في التجارة العالمية و1% في الإنتاج الصناعي. كما لفت إلى أن تصنيفات الائتمان غير العادلة وتأثير تغير المناخ، الذي يكلف أفريقيا 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، يعيقان نموها.
ودعا جاتيتي إلى إصلاح النظام المالي العالمي، وإعادة هيكلة الديون، وإنشاء وكالة ائتمان أفريقية لضمان تقييمات عادلة. كما شدد على ضرورة زيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة بأفريقيا، والتي حصلت على 2% فقط من الاستثمارات العالمية بين 2015 و2022.