جوهر أحمد
من الجدير بالذكر أن إعلان أنقرة الذي تم توقيعه بين إثيوبيا والصومال من شأنه أن يسرع عجلة السلام والاستقرار والتكامل الاقتصادي في منطقة القرن الأفريقي إذاالتزم به الجانبان ونفذاه بحسن نية مع التصدي للتدخلات الخارجية.
وبالإضافة إلى بث روح جديدة في حل المشاكل المحتملة التي قد تؤدي إلى إبطاء نمو المنطقة، فإن الاتفاقية ، ستلعب دورًا بالغ الأهمية في ترسيخ الروابط بين شعوب منطقة القرن الأفريقي وإيصال المنطقة إلى بر الأمان والإستقراروتحقيق التنمية التي تتوق إليه منطقة القرن الإفريقي . ولأن توقيع إعلان أنقرة التاريخي يرتكزعلى الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة، فإن المنطقة ستحقق الهدف المنشود خلال وقت قريب.
ويرى مراقبون أن زيارة الرئيس الصومالي أديس أبابا جاءت وفقاً لاتفاق أنقرة، الذي ينصّ أنّ على الدولتين المضي قدماً بحزم في أجواء التعاون، تماشياً مع هدف الرخاء المشترك، والتخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، وأن تدخلا العام الجديد 2025 بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معاً.
وتحقيقاً لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير 2025 محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما من خلال الحوار، ويمكن أن تتدخل تركيا إذا تعثّرت مجريات الحوار.
وإلى جانب إلى ذلك، تلعب الاتفاقية دورًا كبيرًا في دعم منطقة القرن الأفريقي وتهدئتها وإعادتها إلى مسارها الصحيح وتفويت الفرصة على بعض الجهات تسعى إلى تحقيق أهدافها الخاصة عبر تأجيج المنطقة وزعزعة استقرارها بحجة محاربة و التطرف .
وبعد التوقيع على إعلان أنقرة، انخرط المتشككون مرارًا وتكرارًا في تضليل المجتمع الدولي بأكاذيبهم الهدامة . وبصرف النظر عن مدى جهودهم الهادفة إلي نقل المنطقة إلى جهة مجهولة فقد ذهبت كل جهودهم حتى الآن هباءً عبر كشفها و التصدي لها.
وبما أن إعلان أنقرة يفيد منطقة القرن الأفريقي بأكملها، فيجب على الجهات الفاعلة ذات الصلة أن تقف في انسجام وتعمل جنبًا إلى جنب للمساهمة في تنفيذ ألإتفاق لضمان السلام والاستقرار والازدهار في المستقبل القريب .
وإلى جانب ذلك فإن الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى الاحترام المتبادل، ويضمن الثقة بين الجانبين الإثيوبي والصومالي كما أنه دون أدنى شك سوف يدفع العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي بين البلدين إلى الأمام في أقصر وقت ممكن.
ونظرًا لأن الاتفاق سيلعب دورًا كبيرًا في تمهيد الطريق لتأسيس أساس متين للتنمية المستدامة في القرن الإفريقي، فيتعين على الجهات المعنية أن تكثف العمل لمصلحة شعوب القرن الإفريقي التي تتطلع إلى تنمية المنطقة والتصدي لتدخلات القوى الخارجية التي لاتخدم تنميتها .
وعلى نحو مماثل، فإن اتفاق أنقرة يشكل خطوة كبيرة وعلامة فارقة مهمة في ضوء حقيقة مفادها أنه يبني العمود الفقري للتوصل إلى حل الأمور العالقة من خلال المفاوضين الدبلوماسيين في جو من الهدوء.
كما يشكل الإعلان شهادة و اضحة على الدور الكبير الذي تلعبه المناقشات على المائدة المستديرة في تحقيق الاحترام والثقة المتبادلة، والازدهار المشترك، ومعالجة التحديات المشتركة،. وأن لأشواط الواعدة التي قطعتها هذه الخطوة قد أدت إلى كسب قلوب وعقول المجتمع الدولي الدولي الأوسع نطاقاً والتشجيع على مواصلة المناقشات البناءة.
وسوف يمهد تمسك البلدين بتعزيز العلاقات بين الشعوب وتعزيز التنسيق المتزايد والتحالف المحصن لمسار التكامل الإقليمي وتعزيز العلاقات الشاملة بين مختلف الدول في منطقة القرن الأفريقي.
وعلى نحو مماثل، يساعد إعلان أنقرة على ضمان السلام في طول وعرض منطقة القرن الأفريقي، ويأخذ المنطقة إلى آفاق جديدة من الإستقرار والأمن .
وأن الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه بين البلدين سوف يمهد الطريق للنمو المتبادل، والعلاقات الإقليمية، والتعاون الثنائي، والعلاقات السياسية.
ومن المعروف أن تحقيق الهدف المنشود لن يكون سهلاً ما لم تتكاتف كل الجهات المعنية لتحقيق السلام في منطقة القرن الأفريقي من خلال العمل في تعاون وثيق مع كل الجهات االمعنيةا لفاعلة.
ولا شك أن التعاون المتزايد بين البلدين يمهد الطريق للوصول إلى التصدي للمعضلات التي تدور حول منطقة القرن الأفريقي.
وأن إثيوبيا والصومال لديهما القدرة على دفع علاقاتهما إلى مستوى جديد يحقق أحلام شعبي البلدين من التنمية والإزدهار .وبما أن إعلان أنقرة سيضع الأساس للتعاون الاقتصادي والسياسي عبر الحوار ،فإن كل الدول في منطقة القرن الأفريقي ينبغي لها أن تدعمه وتقف في وجه العناصر المعادية للسلام والجهات الخارجية الساعية إلى استغلال هذالمتأزم لتحقيق أهدافها الخاصة على حساب أمن ومصلحة شعوب القرن الإفريقي التي تعاني أصلا من مشكلة الإرهاب والتطرف.