سمراي كحساي
منذ وضع حجر الأساس لبناء سد النهضة الإثيوبي الكبير، بذلت مصر كل جهد ممكن لعرقلة الجهود للتنمية الواعدة للبلاد بعدة طرق وفي عدد من النواحي.
وعلى الرغم من أن البلاد واجهت تحديات في أعقاب بناء السد الرائد، إلا أن كل مساعي مصر ذهبت سدى بسبب التزام وتصميم الحكومة الفيدرالية وشعب إثيوبيا.
وفي هذا الاطار نتطرق الي آخر التطورات في منطقة القرن الإفريقي حول التدخلات المصرية وكيفية الاستفادة من الموارد في المنطقة مع المحلل السياسي الدكتور لطفي أحمد :-
في الآونة الأخيرة رأينا تدخلات مصر في شؤون منطقة القرن الإفريقي فكيف ترى هذه التدخلات المتزايدة في شؤون منطقة القرن الإفريقي؟
هذه التدخلات ليست جديدة على الدولة المصرية وهي ممتدة سواء كانت في كل الدول الإفريقية وتأثيراتها سواء كانت سياسية مباشرة أو غير مباشرة و لو رجعنا قليلا للصفحات التاريخية هنالك ثلاثة أغراض رئيسية أو أساسية في تدخلاتهم في المنطقة فاحتلوا وامتدوا لتأمين منابع النيل و من اجل الحصول على المقاتلين لأنهم في قديم الزمن عند حكم محمد علي لمصر كانوا يركزون في جيشهم على قوات المماليك وعلى الشراكسة فرأوا ان هذه القوات لن تصمت كثيرا فنظروا أنه لابد من ان يغزوا السودان من أجل الرجال و من أجل المال وهو امتدادا للثروات الموجودة في الأراضي الموجودة سواء كانت في السودان أو الأراضي المجاورة ومنابع النيل بصفة عامة لذلك ما نراه الآن ليس جديدا علينا الشيء المستغرب أنه تم تحديث هذا الاستعمار القديم باستعمار جديد استعمار فكري و استعمار للموارد لذلك وجب علينا نحن كدول منطقة وقرن أفريقي لابد ان نضع هذا الامر موضع الاهتمام والجد لانه يجب علينا ان يكون لدينا استراتيجات كبيرة وضخمة ومشتركة مع بعضنا البعض لكي نتمكن من مواجهة هذه الاعمال الاعدائية و نحن نرى ونشاهد ما يفعلونه ويقومون به للتأثير سواء كان في شعوبنا او في الدول المجاورة لنا حتى يكون هناك نوع من الزعزعة ليتمكنوا من اضعافنا ويسرقون مواردنا فهذا شيء متوقع لذلك واجب علينا ان نكون مواكبين لما يحدث ونكون حريصين على ان نبني استراتيجيات كبيرة وضخمة للمستقبل القادم.
الا ترى ان دول القرن الافريقي يمكنها ان تحل مشاكلها فيما بينها دون الاضطرار للدخول الى خلق التوترات فيما بينها؟
لا شك ان الدول القرن الافريقي تستطيع ان تعالج مشاكلها مع بعضها البعض بصورة سلمية و ودية و اخوية لكن هناك تأثيرات حقيقية لهذه الدول فهناك صراعات دولية و تقاطعات دولية في المنطقة وعلينا استخدام الاستراتيجيات حتى نعالج مشاكلنا مع بعضها البعض او حتى مشاكلنا الداخلية لانه لدينا بعض المشاكل الداخلية التي قد تطفو من حين لاخر على السطح لكن وجب علينا ان ننظر الى هذه المشاكل نظرة حكيمة ولابد ان نستغل العقول النيرة في معالجة هذه المشاكل و لايجاد حلول استراتيجية و مستقبلية بحيث انه لا تتكرر مثل هذه المشاكل او الاخطاء التي نقع فيها كدول منطقة حتي يكون لدينا مستقبل واعد لذلك نحن نتطلع كدول منطقة الي ان نجلس مع بعضنا البعض ونضع استراتيجات مشتركة لمعالجة هذه المشاكل ونضع خطة طريق الى المستقبل بحيث ليكون مستقبل واضح ونير بالنسبة لدول المنطقة.
من المعروف ان منطقة القرن الافريقي منطقة غنية بمواردها الطبيعية وبالطاقة البشرية برأيك كيف يمكن استغلال هذه الموارد وهذه الطاقة لتنمية ازدهار المنطقة؟
هذا الموضوع هو الموضوع الاساسي في الوقت الراهن لان صراع الموارد بدأ الان يطفوا للسطح و صراع الموارد هو سبب الحروبات التي تنشاء سواء كانت في المنطقة او في العالم لان بعض الدول المتقدمة تفتقر الى هذه الموارد و نحن كدول غنية بالموارد وجب ان يكون لدينا قادة يستطيعون الاستفادة من الموارد التي نمتلكها ويمكننا ان نشارك مواردنا مع الاخرين لكن بالطريقة التي ترضينا نحن اصحاب الموارد لكي نرتقي بشعوبنا كما ان الطاقة الشبابية الموجودة في المنطقة هي طاقة ضخمة لكن كيف نوجه هذه الطاقات لانه اذا لم توجه بصورة صحيحة سيكون هناك نوع من الفجوة في حياة الشباب والشباب لديهم طاقة كامنة ونرى ذلك جيدا في الهجرة التي استغلها الشباب من المنطقة الى اوروبا ولابد ان نوجه هذه الطاقات في المشاريع بحيث ننمي افكار الشباب بمشاريع حديثة و نرتقي بافكارهم وهذه الطاقات اذا تم توجيهها توجيها صحيحا سيكون لدينا مستقبلا واعدا و هذا الطاقة الكاملة قد يكون لها مردود عكسي اذا كانت هنالك ايدي خفية تحرك هذه الطاقات لاغراض اخرى ضد البلاد و ضد شعوب المنطقة لذلك واجب علينا ان نقف وقفة قوية من اجل ان نرتقي بشعوب منطقة القرن الأفريقي التي تمتلك موارد مائية و معدنية وثروات حيوانية و زراعية ضخمة جدا .
لإثيوبيا والسودان علاقات قديمة وعريقة كيف تقيم العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين في ظل ما يحدث في المنطقة من صراعات وتوترات ؟
العلاقات الإثيوبية السودانية هي علاقات ممتدة وطويلة وتربطنا روابط كثيرة فنحن شعوب نترابط في العادات والتقاليد والتزاوج و لدينا علاقات حدودية طويلة و لو رجعنا قليلا حتى نقيم هذه العلاقات بين الشعبين الأثيوبي والسوداني فهي علاقة شعب واحد فصلت بينه الحدود الجغرافية وأنا أري ان التصاهر والدم الذي يربطنا هوأقوى وأكبر من أن نقيمه لكن نحن في حوجة إلى وقفة قليلا و إلى أن نتفاكر فنحن كشعب وكدبلوماسيين أو حكومات أو سياسيين علينا أن نتفاكر في كيف نرتقي بهذه العلاقات الجميلة الجيدة الطويلة الممتدة و أنا أناشد كل السياسيين سواء كان في أثيوبيا أو السودان أو دول المنطقة ان يستفيدوا من هذه الطاقة الشبابية حتي نستطيع أن نستفيد من الموارد الموجودة بين البلدين ونخلق من هذا التبادل الجميل في أن نقدم ما يرضى طموح الشعبين في البلدين فنحن في حوجة لأن نضع استراتيجات لكي نستفيد من هذه الروابط الأسرية القوية الممتدة بين البلدين بصورة جيدة بحيث انه لا يستطيع احد ان يفرق بين البلدين مهما كان. و نحن في حوجة الي ان نخلق بيئة كاملة ومتكاملة لشعوب المنطقة و لشعوب لبلادنا حتى نرتقي الى مستوى يرضي طموحات شعوبنا و هذا دور مطلوب من كل السياسيين و الدبلوماسيين من اجل تعزيز المنفعة المشتركة ما بين هذه الشعوب.
ويجب على شعوب منطقة القرن الأفريقي العمل في تعاون وثيق بهدف ضمان السلام الدائم في كل ركن وزاوية من المنطقة وبهذه الطريقة، يمكن تحقيق الهدف المنشود من التكامل الإقتصادي في منطقة القرن الإفريقي .