مسؤولون عسكريون أفارقة يشيدون بجهود إثيوبيا في تعزيز السلام والاستقرار في القارة*
أدركت إثيوبيا منذ فترة طويلة أن السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي يشكلان بالغة الأهمية لازدهار وأمن المنطقة بأكملها.
وباعتبارها دولة ذات روابط تاريخية وثقافية واقتصادية عميقة مع جيرانها، فإن إثيوبيا تدرك أن السلام الإقليمي مسؤولية مشتركة تتجاوز الحدود.
ويتجلى ذلك بصورة أكثر وضوحًا فى التزامها الدائم بتعزيز السلام والاستقرار في الصومال أكثر من أي مكان أخر.
فعلى مدى ما يقرب من عقدين من الزمان، قدمت إثيوبيا تضحيات كبيرة، ونشرت قوات دفاعية، وقدمت الدعم العسكري والاستخباراتي، وقدمت المساعدة في بناء القدرات لمساعدة الصومال في مكافحة الإرهاب وإعادة بناء هياكل الحكم.
وكان انخراط إثيوبيا، المتجذر في رؤية الأمن المتبادل والتعاون الإقليمي، فعالاً في تحرير المدن الصومالية من قبضة الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب، وضمان أن تتمكن الدولة – والمنطقة الأوسع – من التحرك نحو السلام الدائم والتنمية.
وفي هذه الاطار أشاد كبار المسؤولين العسكريين الذين حضروا مؤتمر وزراء الدفاع الأفارقة الأول في أديس أبابا بالتزام إثيوبيا بدعم إفريقيا في مواجهة تحدياتها من خلال تعزيز السلام والاستقرار في القارة.
واستضافت إثيوبيا مؤتمر وزراء الدفاع الأفارقة الأول الذي استقطب وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين والباحثين من جميع أنحاء القارة.
وزار المشاركون في المؤتمر إدارة أمن شبكة المعلومات ومعهد الذكاء الاصطناعي ومفوضية الشرطة الفيدرالية الإثيوبية وجهاز المخابرات والأمن الوطني .
وصرح اللواء هنري ماسيكو، المفوض السياسي الرئيسي في قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، أن إثيوبيا دولة تفتخر بها إفريقيا. فهي ليست فقط مقر الاتحاد الأفريقي، بل إنها أيضًا واحدة من الدول القليلة التي قاومت الاستعمار.
ونحن سعداء بالمبادرات التي تهدف إلى توحيد أفريقيا لمواجهة تحدياتها، وخاصة في حماية سيادة القارة وتعزيز السلام والاستقرار.
كما أعجب بسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها إثيوبيا خلال هذا الحدث، والتي سهلت تبادل الخبرات في التكنولوجيا والقدرات الدفاعية.
ومن جانبه، أكد اللواء نديجيا ديوميدي، المستشار الأول لوزارة الدفاع البوروندية، أن دور إثيوبيا في تعزيز القوة والسلام في أفريقيا، وخاصة في منطقة القرن الأفريقي، أمر بالغ الأهمية.
وقال نديجيا، الذي كان أيضًا قائدًا سابقًا لقوة أميصوم وقوة أتميس، إن إثيوبيا أكثر تطورًا من القوات الأخرى ويجب أن تتولى زمام المبادرة، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن تستمر إثيوبيا في مساعدة البلدان في شرق أفريقيا مثل السودان والصومال، في سعيها لتحقيق السلام.
وصرح العميد بول نجما، مدير قوة شرق أفريقيا الاحتياطية، أن إثيوبيا تلعب دورًا حاسمًا في ضمان السلام والاستقرار في منطقة شرق أفريقيا، بما في ذلك الصومال.
وأكد أن إثيوبيا تواصل لعب دور مهم، وتضطلع بمهمة تضمنت تضحيات كبيرة للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.
وذكر أنه على مدى ما يقرب من عشرين عامًا، قدمت إثيوبيا تضحيات كبيرة، بما في ذلك إرسال القوات، وتقديم الدعم العسكري والاستخباراتي، وتقديم المساعدة في بناء القدرات لمساعدة الصومال في مكافحة الإرهاب واستعادة أنظمة الحكم الخاصة به.
بدوره، أعرب وزير الدفاع الزامبي، أمبروز لوفوما، عن تقديره لتنظيم إثيوبيا لهذا المؤتمر، مشيدًا بتقدمها في مجال الأمن السيبراني.
وقال: “إثيوبيا طورت أنظمة متقدمة لحماية فضائها السيبراني، وهذا يُعد إنجازًا مهمًا و يجب أن نعمل كأفارقة على تطوير أنظمة الأمن السيبراني الخاصة بنا لحماية أنفسنا”.
وتجاوزت مشاركة إثيوبيا في بعثات حفظ السلام في الصومال الدعم العسكري فقد قدمت البلاد مساعدات حاسمة لبناء القدرات، وساعدت في تدريب وتجهيز قوات الأمن الصومالية لتولي زمام المبادرة في الحفاظ على الاستقرار.
وكان نقل المعرفة والمهارات عنصراً حيوياً في جهود الصومال لتطوير جهازها الأمني حتي يستطيع ان يكون قادرا على الاعتماد على نفسه.