سد النهضة  ودوره في تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية

جوهرأحمد

 

ممالا شك فيه أن إثيوبيا  تبذل جهودا مكثفة  وصادقة بكل معنى الكلمة لحل المشاكل التي تدور حول سد النهضة الإثيوبي الكبير من خلال الحوار المناقشات البناءة  على المائدة المستديرة.

ومن المعترف به عمومًا أن المشروع التنموي الكهرومائي الرائد لإنتاج الطاقة مفيد وبالغ الأهمية ومحوري لتنمية إثيوبيا ومستقبلها الإقتصادي ولدول الجوار ودولتي المصب,السودان ومصر عبر انسياب المياه وجريانها  بشكل منظم على مدار السنة وحجز الطمي وتزويد دول الجوار بالطاقة النظيفة  .

ما دام الهدف الذي تضعه نصب عينيها  إثيوبيا هو التنمية معًا دون الإضرار بالدول الواقعة على ضفتي النهر، فيجب على جميع  الدول والهيئات ذات الصلة أن تعمل جنبًا إلى جنب لحل المعضلات التي تدور حول بناء السد العملاق سلميًا.

 ولايغيب عن البال  أنه منذ وضع حجر الأساس لبناء السد، بذل الإثيوبيون من جميع مناحي الحياة قصارى جهدهم لجعل السد الرائد يرى النور بالكامل في أقرب وقت ممكن. وعلى الرغم من العراقيل والتحديات العديدة التي واجهتها البلاد في هذاالمجال   إلا أن إنجازات إثيوبيا استمرت في جلب العطف والفوز بقلوب وعقول المجتمع الدولي المنصف حول مشروعها التنموي الإقتصاي البحت فحسب .

بصرف النظر عن شراء السندات، والانخراط في أعمال الدبلوماسية وغيرها من الجوانب ذات الصلة مع التركيز على ضمان نمو وتطور البلاد في أقرب وقت ممكن، لعب المغتربون الإثيوبيون المقيمون في عدد من دول العالم دورًا أساسيًا في تحويل أحلام الإثيوبيين إلى حقيقة.

نظرًا لحقيقة أن السد الضخم تم بناؤه من خلال المساهمات المشتركة لجميع الإثيوبيين، فإن إثيوبيا بمرور الوقت سترقى وستتبؤ المكانة التي تستحقها ويناسبها كدولة ذات تاريخ عريق ورائد في القرن الإفريقي والقارة الإفريقية بغض النظر عن الحصار والعراقيل التي يضع أمامها أعداؤها التاريخيون بين  حين وآخر عبروكلائهم من دول الجوار. 

وفي  هذا السياق  أبلغ  المهندس كيفلي هورو المدير العام لبناء سد  النهضة “أباي”، وكالة الأنباء الإثيوبية إن السد الرائد هو مشروع مشترك لجميع الإثيوبيين تم بناؤه بلحمهم ودمهم. وقال إن السد اكتمل الآن بنسبة 99.5٪ في حين اكتمل سد السرج بنسبة 100٪. وقالالمهندس كيفلي إن البناء الإجمالي لهذا المشروع الرائد، الذي يعد واجهة لوحدة شعب إثيوبيا، اكتمل الآن بنسبة 96.8٪.وأكد المدير العام على أن السد لم يتم بناؤه فقط من خلال مزيج من الأسمنت والألواح الخرسانية ولكن أيضًا نتيجة للتضحيات الدؤوبة التي دفعها الإثيوبيون بلحمهم ودمهم. وأضاف أن الحكومة الإصلاحية واجهت الكثير من التحديات والضغوط بعد استمرار البناء بطريقة أكثر كفاءة.

وأضاف لمهندس كيفلي أن الإثيوبيين من جميع أنحاء البلاد وخارجها ساهموا في بناء السد ليس فقط بأموالهم ولكنهم ضحوا أيضًا بحياتهم لضمان نجاح بناء السد.

وقال المهندس كيفلي إن  أربع توربينات في السدبدأت  بالفعل في توليد الطاقة الكهرومائية بينما من المتوقع أن يكتمل بناء المشروع بالكامل في غضون عام.

وعبرالإثيوبيون والمواطنون الأجانب من أصل إثيوبي في الشتات في أنحاء العالم عن شرعية المشروع وعدالته وأنه مسألة حياة لشعب إثيوبيا في جميع المحافل الدولية.

وتمكن شعب إثيوبيا والحكومة وقوات الأمن من صد الحملات الدولية بفعالية لردع البلاد عن بناء السد وخرجوا منتصرين من خلال الجهود المنسقة التي بذلوها.

من خلال التزام الحكومة الفيدرالية والشعب والعمل الجاد، بدأ السد في الظهور على الرغم من التحديات وحققت  الانتصارات على خصومها الذين يشعرون بعداء شديد تجاه تنمية البلاد وتطورها . وعلى نفس المنوال، فإن التطور الإيجابي لإثيوبيا بشأن موضوع السد هو مظهر من مظاهر تصميم شعبها في مواجهة التحديات.

وفي الصدد ذاته قال الأستاذ المشارك بجامعة أديس أبابا، يعقوب أرسانو، لوسائل الإعلام المحلية مؤخرا إن سد النهضة الإثيوبي الكبير لديه إمكانات هائلة ليصبح حجر الزاوية لكل من التنمية الاقتصادية الإثيوبية والتكامل الإقليمي.

وقال الأستاذ يعقوب أرسانو الذي أشار إلى نقص موارد المياه والكهرباء الذي تعاني منه معظم الدول المجاورة لإثيوبيا، إن توليد الطاقة الكهرومائية في إثيوبيا أمر بالغ الأهمية لتلبية احتياجات الطاقة المحلية في البلاد. وبالنظر إلى ما هو أبعد من حدود إثيوبيا، فقد وضع  سد النهضة كجسر للتعاون الاقتصادي الإقليمي.

ويمكن أن يعزز السد التعاون بين البلدان من خلال تمهيد الطريق للسلام الدائم والتنمية المستدامة في جميع أنحاء منطقة شرق إفريقيا. وأن موارد المياه الوفيرة في إثيوبيا، إذا تم تسخيرها بشكل فعال، يمكن أن تضع البلاد كمركز لتوزيع الكهرباء في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط.

 وعلى الرغم من أن خصوم إثيوبيا لم يدخروا جهدًا لعرقلة بناء السد وتشويهه   لسحب الفوائد الإيجابية عنه وإرباك المجتمع الدولي، إلا أن أن إثيوبيا لم تتخلى عن سد النهضة.

ومع وصول السد إلى مرحلة الاكتمال تقريبًا، فإنه يتمتع بفوائد اقتصادية واجتماعية ودبلوماسية وسياسية كبيرة. ومن ثم، أكد  الأستاذ يعقوب أرسانو أن السد هو مشروع ضخم يحول الإثيوبيين من الفقر إلى الرخاء ومن الظلام إلى النور. وأشار إلى أنه إلى جانب تطوير الطاقة، فقد حقق سد النهضة العديد من النجاحات والفرص، من خلال خلق بيئة مواتية للاستثمار السياحي.

ومن المعروف أن المشروع باعتباره أكبر سد في القارة، قد بدأ في جعل المستحيل ممكنًا وغير قابل للتصور. وبعد التطورات الإيجابية والاتجاهات الواعدة التي شهدها السد، شعر الناس من مختلف مناحي الحياة بأنهم في قمة السعادة.

وبعد فشلهم  في التعلم من أخطائهم الماضي شرع الأعداء التاريخيون  لإثيوبيا في دق طبول الحرب من خلال نقل القضية إلى الساحة العالمية. وبغض النظر عن مدى رحلتهم ومحاوتهم العقيمة  فيما يتعلق بالقضية، فإن كل جهودهم ذهبت سدى حتى الآ وستذهب سدى في المستقبل .

وبما أنهم يعادون بشدة نمو وتطور إثيوبيا، فإنهم يميلون مرارًا وتكرارًا إلى الوراء لإلقاء الماء البارد على التحركات الإيجابية لإثيوبيا ودق طبول الحرب. وبدلاً من القفز عبر الأطواق لحل المعضلات المحتملة من خلال المناقشات المستديرة، استمرت مصر حتى هذه النقطة في إرباك المجتمع الدولي.

وتم الاحتفال في  8 من سبتمبر 2024 (الموافق 3 باغمي  2016، في التقويم الإثيوبي)، والذي تم تحديده كيوم للسيادة، في جميع أنحاء البلاد تحت شعار: “التناغم في ضمان السيادة الشاملة“.

وفي رسالته إلى شعب إثيوبيا على منصة التواصل الاجتماعي X، قال رئيس الوزراء  الدكتورأبي أحمد إن اسم إثيوبيا كان مرتبطًا دائمًا، منذ العصور السحيقة حتى الآن، بالشرف والمجد والحرية. وذكر أن السيادة الإقليمية ليست كافية في حد ذاتها، وشدد على الحاجة إلى ضمان شكل جديد من أشكال الوطنية يشمل تعزيز السيادة الاقتصادية والتكنولوجية الشاملة. وأن سد النهضة “أباي” هو مشروع تم فيه إظهار السيادة والحلم الوطني من أعلى مستوى بشكل واضح.

ومن جانبه أشار المهندس أشبير بالتشا، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الكهربائية الإثيوبيةإلى أن سد النهضة ” أباي” قدم مساهمة كبيرة في إحداث تحول نموذجي لضمان السيادة الاقتصادية للبلاد

وقال المهندس أشبير أيضًا إن سد النهضة” أباي” هو دليل حي على السيادة الاقتصادية لإثيوبيا وركيزة لوحدتها.وأشار إلى أن أربع توربينات مبنية على السد بدأت في توليد الطاقة الكهربائية في نهاية أغسطس، مضيفًا أنه عندما تبدأ جميع التوربينات الـ 13 في العمل، فإنها ستولد ما مجموعه 5150 ميجاوات من الطاقة الكهرومائية.

وسيؤدي هذا إلى مضاعفة إجمالي الطاقة الكهرومائية التي تم إنتاجها في البلاد على مدى السنوات السبعين الماضية، مما يدل على أن سد  النهضة”أباي” أصبح حافزًا رئيسيًا في تعزيز التنمية الاقتصادية للبلاد من خلال ضمان السيادة الاقتصادية.

وأكد الرئيس التنفيذي أن شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية تفي بمسؤوليتها في تقديم خدمات الطاقة الكهربائية للمستهلكين من خلال توليد الطاقة من مشاريع أخرى إلى جانب سد النهضة” أباي” بما في ذلك سد  كويشا و جلجل جيبي الثالث ومصادر توليد الطاقة الأخرى، بكفاءة وتقديم خدمة عالية الجودة.

 

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai