دور أعمال الفن والإبداع في تطوير الشعوب والإقتصاد!!

 

عمر حاجي

 تعد أفريقيا قارة كبيرة من حيث مساحة اليابسة، حيث يمكن أن تتسع بسهولة لكل من الولايات المتحدة وأوروبا والصين والهند والمكسيك واليابان. كما أنها مكان يتسم بالتنوع الهائل من حيث اللغات المنطوقة، والهويات العرقية، والتقاليد الثقافية، والبيئات التي يعيش ويعمل فيها الناس، والتجارب التاريخية. وتبدو أفريقيا والأفارقة غنية بثقافاتها المتنوعة. وفي كثير من الأحيان يتم تجاهل جمالها وتطورها ويفتقد تمامًا ما يمكن أن تكشفه هذه الأشياء عن الثقافات والقيم والتاريخ الإفريقي.

وأن ما يمكن تسميته بالفن الأفريقي يتراوح بين ما يسمى غالبًا بالنحت والأقنعة التقليدية إلى الرسم المعاصر والتصوير الفوتوغرافي والسيراميك والأعمال المعدنية وغيرها. ولا تزال هناك أشكال أخرى من الفن الأفريقي تشمل الزينة الشخصية، المصنوعة من الفضة والذهب والنحاس والعاج والخشب والطين وجلود الحيوانات والمنسوجات والخرز وغيرها، بالإضافة إلى الأشياء المنحوتة والمنسوجة بشكل معقد ذات طبيعة عملية، مع بعض المصنوعات اليدوية.

وهناك أشياء مصنوعة لأغراض التجارة السياحية، والتي يمكن أن تكون ذات مظهر أصيل للغاية. ولا يزال بإمكانك تقدير القطعة ومهارة الفنان الذي صنعها الأفارقة، غالبًا ما تكون من قطعة واحدة من الخشب أو باستخدام مجموعة من المواد، التي تكسبك فهما أوسع لكل ما يمكن أن يتعلق بقطع من الفن الأفريقي من خلال تقديم صورة فوتوغرافية عنها.

وفي هذا الإطار أجرت صحيفة (العلم) مع شابة إثيوبية، الآنسة، سارون جرما تاغني، وكانت هوايتها ترويج الثروة الطبيعية والثقافة الإفريقية وتعريفها للعالم، فضلا عن ثقافة بلادها وعندما إطلعت على أعمال سارون عبر زيارة أعمالها الفنية المعروضة في الفندق على سير العمل في شركتها ليلًا ونهارًا. حيث إنها تكرس للترويج للأعمال الفنية المعدنية ونشرها بين السياح والمقيمين. وعندما أتيحت لي فرصة لزيارة أعمالها الفنية المعروضة في فندق هلتون أجريت معها المقابلة، حول هوايتها؟، والأعمال التي تقوم بها؟، وما هو الدافع إلى هذا العمل؟، الهدف والفوائد المرجوة بالنسبة لإثيوبيا؟

قالت الشابة سارون أولا: عندما كنت طفلة سافرت ذات مرة عبر الغابة ليلاً وواجهت شيئًا مخيفًا جعلني أفكر في أنه ضبع، وعدت فورا إلى البيت بدلاً من مواصلة رحلتي. وبعد مهلة اتضح لي أن ذلك الجسم كان مجرد جذع شجر قد قطع بواسطة قاطع الشجر. وانطلاقا من هذا، جعلتني هذه التجربة أدرك أنه يمكن النظر إلى الأشياء الموجودة عادية وأنها قطعة فنية. كما يمكن اعتبار أي شيء على وجه الأرض شكلاً من أشكال الفن أو مصدر إلهام لإنشاء أي قطعة فنية. بحيث تعتبر المواد مثل الحجر والخشب والمعادن والطين والطلاء من بين الأدوات التي يستخدمها الفنانون.

وقالت سارون: إن الفنانون يستخدم الآن المعدن لإنشاء مجموعة واسعة من الأشياء المنقولة. والمعدن هو ماد مهم يستخدم في صناعة العديد من الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية. وخصائص المعدن فريد من نوعه مقارنة بالمواد الأخرى المستخدمة في الصناعة. حيث يمكن استخدام معادن مختلفة، مثل الحديد والبرونز والرصاص والفضة والذهب والسبائك، لإنشاء عمل فني. ويوجد الفن المعدني بشكل شائع في أبواب المنازل والمباني والأسوار وغيرها. يتضمن نحت المعادن صب المعدن السائل في قوالب لإنشاء منحوتات وأشياء أخرى. ومن الشائع استخدام النحاس والبرونز والألومنيوم في هذه العملية.

وقالت سارون: إنه استخدمت الحضارات القديمة المعدن في المقام الأول لأغراض مختلفة، مثل صناعة الأدوات والأسلحة. ومع تطور الحضارات، تطورت أيضًا تقنياتها المعدنية. واليوم، في إثيوبيا تقوم الشركات الناشئة بإنشاء أعمال فنية معدنية تمثل التراث التاريخي للبلاد. وتجذب شركة “تيكيتاي” للأعمال الإبداعية السياح. حيث إنها إحدى الشركات التي تنتج قطع فنية معدنية فريدة من نوعها في إظهار هوايتها. وتمثل سارون، العلامة التجارية للأعمال الفنية المعدنية. وتقوم بعرض الفنون الإبداعية المعدنية في عديد من الفنادق العالمية.

وقالت سارون، حول إنخرطت في هذا العمل؟ إنه تم البدأ في خلق هذا الفن منذ عامين تقريبًا. جاءت الفكرة من خلال صديقتها أبينور سولومون، التي قامت بتقييم مواردها في ذلك الوقت. وكان لديها أفراد من العائلة متخصصون في مصادر المعادن وإنتاجها ضمن شركة “نيتسا” للتجارة الخاصة المحدودة. موضحة بأن أبينور شخصية ذو ميول فنية في شركة تيكيتاي” للأعمال الإبداعية وجميعهم أفراد مبدعون. ويخططون لكيفية الاستفادة من الصفائح المعدنية المتاحة على النحو الأمثل وتحويلها إلى شيء جديد. لذلك، وقامت باستيراد الآلات اللازمة. وهكذا ظهرت شركة تيكيتاي” للأعمال الإبداعية اليوم، حيث يقدمون أعمالًا فنية للطاولات المعدنية ومنتجات فنية معدنية للجدران وقطعًا فريدة متنوعة. وقالت: إن الفن هو شكل فريد من أشكال التعبير، مضيفة إلى أنه يسمح لك بعرض تفضيلاتك وما لا يعجبك. وكان قد  وجد أعضاء المجموعة وسيلة جديدة للتعبير عن أنفسهم من خلال المعدن. وباستخدام المعدن يمكنهم إنشاء عمل فني قوي يبرز في المنزل. والفن المعدني ليس شائعًا مثل فن القماش، وإنه أكثر جرأة وأقوى، وهذا ما يقدرونه قيمة حيوية.

وعندما سُئلت سارون، عن السبب الذي ألهمها للانخراط في مثل هذه الأعمال الفنية؟ قالت: إن أن لديها الرغبة في إنشاء أعمال فنية أقوى وأكثر ثباتًا. لقد كان الفن جزءًا مهمًا من حياتها دائمًا، خاصة مع تأثير والدها وعائلتها. وخاصة كان الأب لديه تقدير عميق للفن. وكانوا يسافرون إلى غانا وجنوب أفريقيا، حيث وجدوا أشكالاً فنية مختلفة. وقد كان الفن موجودًا في منزلهم دائمًا. وقد أعجبت به منذ الطفولة. وقالت: إنها تتذكر اللعب بأقنعة والدها الأفريقية، وفي كثير من الأحيان كانت مفتونة به. ومن هنا، قادها حبها للفن إلى ممارسة مهنة مع علامة تجارية تقدم الفن بوسيلة جديدة، مما كان بمثابة فرصة رائعة لها.

وقالت سارون حول الهدف من هذه الأعمال كشركة ناشئة؟، إنهم يهدفون إلى نشر أعمالهم الفنية في كل أسرة، ويريدون عرض تفردهم وقدراتهم على التخصيص للجميع. وتعريف الثروة الطبيعية والثقافة الإفريقية عموما؟ كما يعكس اسم شركة “تيكيتاي” للأعمال الإبداعية التزامهم بتلبية رغبات عملائهم في إنشاء قطع فنية فريدة من نوعها. كما أن هدفهم النهائي هو أن يتم الاعتراف بهم عالميًا وأن يكونوا معروفين بفنهم القابل للتخصيص الذي يجذب جمهورًا واسعًا النطاق على مستوى العالم. بالإضافة إلى أعمالهم الفنية الحالية، فهم متخصصون في إنشاء قطع معدنية على نطاق أوسع، مثل درابزين السلالم وواجهات الجدران.

وفيما يتعلق بتقديم النصيحة للشباب وخلق فرص العمل لأنفسهم؟، قالت سارون: إن نصيحتي للشباب الذين يتطلعون إلى الابتكار هو تكريس أنفسهم ودراسة الأسواق ومتابعة ما يحبونه. حيث إن العثور على مكان مناسب في الأسواق يتوافق مع شغفك سيقودك إلى النجاح. كما أنه تختلف تكلفة بدء عمل تجاري اعتمادًا على الصناعة، وتتطلب إجراء أبحاث أسواق شاملة لتقديرها بدقة. لان الزمن يتغير، والفرص المتاحة في صناعة الفن تتوسع. وحول دعم الآباء لها؟ قالت سارون: إنه ليس الآباء والأقرباء الذين يشجعونها فحسب، بل الأفراد على احتضان المشهد المتطور والتفكير في متابعة مساعيها الفنية الإبداعية. ومختصر الكلام، بدأت الشركة الناشئة المحيطة بالفن كخيار مهني في التغير، وهناك فرص كبيرة للنجاح في هذه الصناعة. ومن الضروري التكيف مع الأوقات المتغيرة واستكشاف الجديد.

و قالت سارون إن الأشخاص الذين يسافرون إلى دول العالم هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى قدرة الاستنزاف، وهنا يمكن بسهولة أخذ أغراضنا ووضعها في منازلهم كهدايا لأصدقائهم. كما أود أن أقترح على الشركات الناشئة الأخرى، إنشاء مثل هذه الهدايا التي تسهل أخذها إلى بلادهم وتعريفهم عن الثروة الإثيوبية خاصة، والإفريقية عامة.

Recommended For You

About the Author: Samaray Galagai