جاكوب (عبد الباقي الاصبحي) باحث ومحلل سياسي متخصص في شؤون القرن الإفريقي ومنطقة البحرالاحمر
لقد سبق الحديث عن موقف إثيوبيا الثابت في تعزيز السلام والأمن في شرق افريقيا وكذلك عن دور قوات حفظ السلام الإثيوبية في تعزيز السلام والأمن في منطقة القرن الإفريقي والبحر الحمر
و عانت اثيوبيا كثيرا بسبب الصراعات والحركات الإرهابية علي الشريط الساحلي في منطقة القرن الإفريقي وتأثير الاختراقات وقرصنة البحر الأحمر.
وكانت العواقب محسوسة في جميع المجالات ومن هذا المنطلق دعت اثيوبيا الدول المجاورة لها الى النظر في ما يعود بالنفع على تلك الدول .
كما دعت الإطراف الى اتفاق يفتح باب أوسع أمام فوائد متفق عليها بشكل متبادل بين الدول المطلة على البحر الأحمر و إثيوبيا.
وإثيوبيا هي من الدول غير الساحلية في القرن الإفريقي وتعتمد بشكل شبه كامل علي المواني في منطقة البحر الأحمر وتعد إثيوبيا اكبر دولة من حيث عدد السكان في شرق إفريقيا .
ان السعي للوصول الى البحر ليس مجرد مسالة ذات فائدة اقتصادية وليست قضية برزت فجأة من قبل الحكومة الإثيوبية للحفاظ على شعبيتها وجذب انتباه الري العام كما يعتقد بعض النقاد عمدا.
السعي للوصول المباشر الى البحر الأحمر في القرن الإفريقي هي حركة شعبية واسعة النطاق وهي قضية مصير يدعمها بشدة جميع الاثيوبين بغض النظر عن توجهاتهم السياسية.
وقد أعرب المجلس المشترك للأحزاب السياسية الإثيوبية عن دعمه للاتفاقية التي وقعتها إثيوبيا مع جمهورية ارض الصومال لتامين الوصول إلى البحر.
وكانت إثيوبيا قد فقدت خطها الساحلي ومينائها التاريخي على البحر الأحمر في مدينة جيبوتي وابخ وتاجورة علي الساحل العفري عبر الاتفاق مع التواجد الفرنسي في الماضي والدليل على ذلك كان من الصعب على فرنسا بناء ميناء وسكة القطار إلا بموافقة إثيوبيا في ذلك الوقت للاستفادة من الموارد الاقتصادية الإثيوبية وتنمية الحركة التجارية مما جعل التواجد الفرنسي بهدف تشغيل البواخر الفرنسية وإنشاء الشركات الفرنسية عبر الملاحة من و إلى فرنسا واورو با .
وخلال السنوات الماضية ظلت إثيوبيا تستخدم ميناء جيبوتي في أنشطة الاستراد والتصدير واعتمدت عليها في نقل اكثر من 95 بالمائة من وارداتها وصادراتها.
وبالنظر الى دعوت إثيوبيا لتحقيق المنفعة المتبادلة والتكامل الإقليمي قبلت و رحبت جمهورية ارض الصومال بالعرض المقدم من الحكومة الإثيوبية للعمل معا من اجل مستقبلا أفضل وعلى ضوء ذلك تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين رئيس الوزراء الإثيوبي ابي احمد ورئيس جمهورية ارض الصومال موسى بيهي عبدي.
وفي حفل التوقيع في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا قال رئيس الوزراء أبي احمد انه قد تم الاتفاق مع إخواننا في ارض الصومال وتم التوقيع على مذكرة تفاهم.
و أعلن موسى بيهي عبدي ريس جمهورية ارض الصومال انه تم التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا حيث ستمنح جمهورية ارض الصومال إثيوبيا غير الساحلية حق الوصول إلى خليج عدن.
ومن حق إثيوبيا الوصول الي البحر الأحمر واستعمال سواحل بحر القرن الإفريقي وهو يعتبر حق مكتسب تاريخيا و مسالة حياة او موت و إلزامي للبلاد وللشعوب الإثيوبية.
وفي العقود الماضية فقدت إثيوبيا الكثير من المزايا الوطنية بسبب التقسيم الاستعماري وهو السبب في افتقار إثيوبيا الى ميناء بحري و تحتاج إثيوبيا الى اتخاذ خطوة جريئة للوصول الى البحر لأنها اقرب دولة الى البحر الأحمر وتستطيع الوصول اليه.
في السابق كان لدى إثيوبيا قوة بحرية لأنها كانت تتمتع بإمكانية الوصول إلى البحر وبعد ان فقدت حقها في الميناء فقدت إلامة جيشها البحري وبالمثل فان السيادة ترتبط أيضا بامتلاك الميناء والمنافذ البحرية.
كما يمكن الوصول الى البحر ان يجلب الكثير من المزايا الاقتصادية لأنه سيعمل على زيادة دخل الدولة وخفض تكليفه السلع المستوردة حيث تنفق إثيوبيا مبلغا ضخما من المال على خدمات المواني التي تقدمها الدول المجاورة لها.
ويعتمد اقتصاد البلاد بشكل كبير على المنتجات المستوردة ويلعب الوصول الى البحر أيضا دورا هائلا في زيادة الناتج المحلى الإجمالي للدولة.
ونظرا لان اثيوبيا تقع في واحدة من أكثر المناطق ديناميكية واضطرابا وهي القرن الإفريقي والبحر الأحمر فمن الضروري للغاية ان تمتلك ميناء في المنطقة لتحقيق التفوق السياسي والدفاع عن المصلحة الوطنية.
وسعي إثيوبيا للوصول إلى البحر من شانه ان يساعد دول القرن الإفريقي في حل المشاكل الإقليمية من خلال بحوث لأنشطة الأخرى التي ستوثر على المنطقة.