تتمتع إثيوبيا بعلاقات دبلوماسية ممتازة مع العالم العربي، كما هو معرف في تاريخها بأكمله ويرجع ذلك أساسًا إلى سياستها الخارجية النابضة بالحياة و القائمة على تبادل المنافع.
وعلى الصعيد الدبلوماسي والإقتصادي تجاوزت العلاقات بين الرياض وأديس أبابا الصلات التي نشأت رسميًا في العام 1948 ، وإن كان متأثرة بالراهن السياسي والجغرافي الحالي ومتغيراته المتسارعة ، لكنها منطلقة من عمق العلاقة لقرون بعيدة وفق العامل المحدد الأبرز وهو الحركة التجارية النشطة في البحر الاحمر الفاصل بين نطاقات هيمنة البلدين في العصر الحديث، والرابط في بعض فترات التاريخ بين هوية البلدين السياسية والتي تمتد على نسق التشابه التاريخي والحضاري الراسخ للدولتين ، ومتأثرة أيضا بتوازنات القوى الدولية الغربية المكثفة على ساحلي البحر الأحمر .
والأسبوع الماضي حل بأديس أبابا وفد استثماري وتجاري سعودي رفيع المستوى برئاسة رئيس اتحاد غرف التجارة السعودية الاستاذ حسن الحويزي، يضم 79 مستثمرًا يمثلون شركات مرموقة ومسؤولين من غرفة التجارة السعودية ، وتهدف الزيارة إلى تعزيز فرص التجارة والاستثمار وتنويع العلاقات الاقتصادية وتعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وإثيوبيا.
وحظي الوفد السعودي بترحيب حار بحضور فيتسوم أسيفا، وزير التخطيط والتنمية الإثيوبي والسفير ناسيس شالي، وزير السياحة ، السفير ميسغانو أرغا، وزير الدولة للشؤون الخارجية ، فيما كشفت الخارجية الاثيوبية ان المستثمرون السعوديون يقومون بزيارة مواقع بارزة مثل المنطقة الصناعية الشرقية، ومشروع شاكا، وأليما كوديجيتس؛ مجمع إنتاج أعلاف الحيوانات، ومتحف عدوة التذكاري للنصر، ومجمع عبد الحكيم لتصنيع القهوة في كاليتي.
لكن الخطوة الأبرز في هذه الزيارة للوفد السعودي الى إثيوبيا ، تمثلت في منتدى الاستثمار والتجارة الإثيوبي السعودي، الذي شهدته أديس أبابا، حضور عدد من الوزراء والمسؤولين الإثيوبيين، ورئيس اتحاد الغرف السعودية أ. حسن الحويزي، وبمشاركة 79 مستثمراً سعودياً من شركات بارزة.
واستعرض المنتدى فرص الاستثمار في إثيوبيا في القطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك ، ووقعت الغرفة التجارية الإثيوبية واتحاد الغرف السعودية ، اتفاقية لإنشاء مجلس أعمال سعودي إثيوبي مشترك ، كما تم الإعلان عن عدد من المشاريع والاتفاقيات والشراكات النوعية بين البلدين، مما يعزز التعاون الاقتصادي ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتنمية المشتركة.
و منتدى الاستثمار والتجارة الإثيوبي – السعودي الذي احتضنته قاعات متحف العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة أديس أبابا ، يهدف إلى إطلاع الوفد الإستثماري السعودي ، على مناخ الاستثمار والفرص الاستثمارية المتاحة في إثيوبيا ، وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية فصوم أسفا على أهمية العلاقات الثنائية وضرورة تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة، مشيرة إلى أن زيارة الوفد السعودي تمثل مسارًا جديدًا في العلاقات بين البلدين.
كما اجتمع وزير المالية السيد أحمد شيدي، الإثنين الماضي، مع وزير المالية القطري السيد علي بن أحمد الكواري، وذلك خلال زيارته الحالية لدولة قطر.
جرى خلال الاجتماع مناقشة تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في المجالات الاستثمارية والمالية والاقتصادية، بالإضافة إلى مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
و خلال الاجتماع، اطلع وزير المالية الإثيوبي نظيره القطري على التغييرات الجارية حاليًا في إثيوبيا والإنجازات البارزة التي تم تحقيقها في الفترة الأخيرة.
وأشار السيد شيدي إلى الفرص الاستثمارية العديدة المتاحة في بلاده، داعيًا الشركات والمستثمرين القطريين إلى الاستفادة من هذه الفرص والقيام في مشاريع واعدة
واتفق الوزيران إلى اتفاق لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين على المستوى المؤسسي، والعمل المشترك على المنصات الإقليمية والدولية.
كما اتفق الوزيران على إرسال فريق فني إلى إثيوبيا لتقديم الدعم الفني وتحديد الاحتياجات العامة للبلاد وإرساء الأساس لتعزيز المشاريع التي بدأها صندوق قطر للتنمية، بهدف خلق مزيد من فرص التعاون وتعزيز الشراكة بين البلدين.
يذكر أن وزير المالية الإثيوبي قد التقى في وقت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث نقل رسالة خطية من رئيس الوزراء الإثيوبي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.
وبلا شك أن جميع تلك الزيارات والمنتديات واللقاءات التي جرت بين كبار المسؤولين من اثيوبيا والسعودية وقطر توضح بجلاء مدى قدرت أثيوبيا في توظيف الشراكة الاستراتيجية في إدارة العلاقات المتوازنة مع الدول العربية وتعكس مدي نجاح العلاقات الدبلوماسية الاثيوبية العربية .